حيث أدمجوا إلى عالم الشغل بعدما حرموا من اللعب ومن طفولتهم، وذلك نتيجة ظروف اجتماعية قاهرة دفعت بهؤلاء الأطفال إلى الولوج في الحياة المهنية مبكرا، والذي أسفر عنه تسريح المبكر من المدارس، وبالتالي التشرد والإنحراف ضمن جماعات وشبكات إجرامية، في الوقت الذي أصبحت فيه مصالح القضائية تعالج أكثر من 1000 ملف - حسب قاضي الأحداث للأطفال - وجدوا أنفسهم في أحضان الشارع بعدما لفظتهم عائلتهم• وقال ممثل مديرية النشاط الإجتماعي إنه تم ضبط هؤلاء الأطفال خلال الحملة التضامنية لتحويل الأشخاص بدون مأوى إلى ديار الرحمة التي شملت 126 شخصا خلال شهر جانفي المنصرم "تترواح أعمارهم بين 4 سنوات و60 سنة من الجنسين"• وأبرز نفس المتحدث في هذا اللقاء الذي حضره ممثلو الجمعيات الناشطة في المجال أن غالبية الأطفال الذين تم ضبطهم في ميادين العمل المختلفة لدى الخواص مثل "حمالين" لدى تجار الجملة للخضر والفواكه والمواد الغذائية، وكذا باعة متجولين في الأسواق الأسبوعية وغيرها بولاية وهران لكنهم ينحدرون من ولايات مجاورة. أما ممثل مفتشية العمل فقد أشار إلى أن حالة الأطفال باتت تسجل في مواقع خطيرة مثل تجارة "الرسكلة" والتي يلجأ فيها بعض التجار إلى تجنيد الأطفال في المزابل والمفارغ العمومية لجمع بعض المواد المراد رسكلتها، وذلك وسط محيط ملوث يترتب عنه إصابة هذه الشريحة بالعديد من الأمراض• أكد من جهته رئيس مصلحة الإندماج الإجتماعي، السيدعبد الحميد بن عيشة، أن هولاء الأطفال يشتغلون في السوق الموازية التي تفضل تشغيلهم واستغلالهم في مهن شاقة وخطيرة كثيرا ما تحدث إصابات جسدية وإعاقات. مديرية العمل أرجعت الظاهرة إلى التفكك الأسري والظروف الإجتماعية، مما بات يتطلب تحسيس الأولياء بضرورة التكفل بأبنائهم وكذا المجتمع المدني، وإعداد برامج وقائية من أجل حماية الطفولة التي تعد مستقبل البلاد. وخلال ذلك تم تنصيب لجنة تعمل على وضع مرصد على مستوى كل البلديات للتكفل بهذه الشريحة التي أصبحت معرضة للخطر خاصة بعد لفظ المؤسسات التعليمية سنويا لآلاف من التلاميذ نحو الشارع، في غياب جسور من شأنها أن تكون حلقة وصل بين مراكز التكوين المهني والمدارس لدمجهم مباشرة بعد تسريحهم. كما سيتم إنشاء استعجالات اجتماعية متنقلة بمديرية النشاط الإجتماعي للتكفل بالعائلات الفقيرة وحماية أبنائها من الإنحراف•