السابقون أساؤوا إلى الكتاب وسمعة الجزائر في الخارج. أكد أحمد ماضي عضو نقابة الناشرين الجزائريين ومدير دار "الحكمة" أن تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية كانت فرصة لانتعاش حركية النشر في الجزائر، وذلك بعد الدعم الكبير الذي قدمته الدولة، وهو الأمر الذي سمح بارتفاع ملحوظ في عدد دور النشر في الجزائر إلى 150 دار عام 2007 والذي ارتفع أكثر عام 2008 إلى حوالي 200 دار نشر• وقال ماضي في حديثه ل" الفجر" إن عدد دور النشر في الجزائر قبل هذه التظاهرة الثقافية كان لا يتعدى مئة دار تنشط منها حوالي عشرين فقط بشكل مستمر، أما البقية فان إمكانياتها المادية اضطرتها للتعامل مع عدد محدود من الكتاّب، وأضاف المتحدث أنه لا يمكن الحديث عن التمويل الذاتي لأي دار نشر لأن أكبر دور النشر الجزائرية اختفت في ظل غياب دعم الدولة، وبالتالي فإن الدعم بات ضرورة لابد منها لضمان استمرار النشر في الجزائر. وأضاف ماضي أن الدعم هنا لا يقصد به في تحمل تكاليف الطبع أوالنشر ولكن المساهمة في اقتناء الكتب، حيث أوضح أنه قبل تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية لعام 2007 كانت المكتبات التابعة للدولة لا تساعد في شراء الكتب، وهو الأمر نفسه حتى بالنسبة للمكتبة الوطنية التي كان من المفترض أن تقتني على الأقل 150 عنوانا سنويا، وهو ما لم يكن يحدث على أرض الواقع، وبالتالي - يضيف ماضي - لا يمكن الحديث عن دور نشر في ظل غياب هذا النوع من الدعم من قبل الدولة التي أعطت فرصة بيع 1500 عنوان في إطار هذه التظاهرة• من جهة أخرى رفض المتحدث اعتبار دور النشر التي ظهرت في خضم هذه التظاهرة الثقافية "وهمية"، مؤكدا أن بروز أي دار نشر جديدة في الجزائر يعتبر مكسبا للكتاب والنشر في الجزائر سيساهم في رفع مستوى المنافسة بين الناشرين الجزائريين • وفي حديثه عن مشاركة الجزائر في المعارض الدولية وعلى أي أساس يتم اختيار الناشرين للمشاركة، أكد ماضي بالرجوع إلى معرض القاهرة الدولي الأخير الذي يعد من أكبر المعارض في العالم، مؤكدا أنه قدم فرصة المشاركة لكافة دور النشر الجزائرية "200 دار نشر " بطلب إرسال قائمة بعناوين الكتب التي ترغب في المشاركة بها، ليتم بعد دراستها كلها إلى اختيار 920 عنوانا تابعا لثلاثين دار نشر جزائرية، وهو الاختيار الذي تم فيه الاعتماد على مقياس الجودة في الطبع ومضمون الكتب التي تتماشى واهتمامات الزوار في القاهرة• وأضاف المتحدث في السياق نفسه أن مشاركة الجزائر في معرض القاهرة هذه السنة كانت مختلفة عن سابقاتها من حيث مستوى تمثيل الجزائر، حيث اعتبر أن الممثلَين السابقين أساءا بشكل واضح للكتاب والناشر الجزائري كما ساهما في تشويه صورة الكتاب والناشر الجزائري، فيما تغير الوضع مع الممثلين الجدد بعد انتخابه رفقة محمد مولودي مدير دار "الوعي" للنشر والتوزيع اللذين طالبا بتخصيص مساحة 30 متر مربع في المعرض والانضمام الى الجناح الرسمي الذي يعرف زيارة أهم الشخصيات، وهو الأمر الذي اعتبره ماضي فرصة سمحت بإظهار الوجه الحقيقي لمستوى الكتاب في الجزائر، منوها الى أن الجناح الجزائري عرف إقبالا كبيرا من قبل الزوار، إضافة إلى التغطية الإعلامية الكبيرة التي حظي بها بشكل يومي، مضيفا أنه لأول مرة تتكفل الدولة بتكاليف شحن الكتب وتذاكر ممثلي دور النشر المشاركة وهي الخطوة التي اعتبرها بداية للدعم الحقيقي لحركية النشر في الجزائر والتي ستسمح بظهور عدد أكبر من دور النشر• أما عن الرقابة، فقد أوضح مدير دار" الحكمة " أن هذا الأمر غير وارد في الجزائر التي قال إنها البلد الوحيد في العالم الذي لا يملك لجنة خاصة تعمل على دراسة محتوى الكتب قبل الطبع. كما أشار إلى إن الناشر وحده من يتحمل مسؤولية الكتب التي يقوم بطبعها باستعانته بلجنة قراءة مختصة تابعة للدار. أما عن رقابة الكتب الواردة من الخارج فقد اعتبر احمد ماضي أنه ليس من المعقول اقتصار رقابتها على الجمارك و وزارة الثقافة والشؤون الدينية، فيما يتم إقصاء مشاركة أي ناشر يمكن الاستفادة من خبرته ومعرفته المباشرة بدور النشر الأجنبية، موضحا أن الأسباب الأولى وراء العشرية السوداء هي كتب المتطرفين الدينيين التي كانت تدخل الجزائر دون وجود رقابة حقيقية• من جهة أخرى أكد احمد ماضي أنه كأمين عام للاتحاد المغاربي، فإنه لم يكن مكلفا بتمثيل الجزائر في اجتماع اتحاد الناشرين العرب في معرض القاهرة الدولي الأخير، وأضاف أنه تقدم بطلب العضوية بهذه الصفة إلى الاتحادية بالقاهرة.. والملف قيد الدراسة في الوقت الحالي•