ذكرت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، أن المعتقلين السياسيين الصحراويين يعيشون في مختلف سجون "دولة الإحتلال المغربية "واقعا أكثر مرارة ومعاناة"، وذلك قصد إدخالهم في "مرحلة اليأس والندم ودفعهم للتخلي عن مبادئهم الثورية وقناعاتهم التي بسببها اعتقلوا وحوكموا جورا". وأشارت الناشطة الحقوقية في ذات البيان أن سياسة الترحيل التعسفي التي تمارسها سلطات الاحتلال تهدف أساسا إلى جعل المعتقل السياسي الصحراوي يحس بنوع من الإذلال حينما يتم ترحيله إلى سجن أو جناح أُخر وهو يحمل أفرشته على ظهره وفي يد أُخرى يحمل أغراضا شخصية بسيطة. كما أشارت إلى أن الوحدة الخاصة التي تقوم بعملية التفتيش الجسدي لكل أسير وتفتيش أغراضه ومقتنياته، يكون فريق منها "مدجج بالأجهزة والمطارق والمناشر الكهربائية بتفتيش كل نقطة في الغرفة والحمام والمرحاض وأحيانا يدمرون الجدران بحثا عن غنائمهم". وأوضحت في هذا الإطار، أن هذه الوحدة تتعامل بطريقة استفزازية ومذلة وقاسية بحق المعتقلين، حيث يتم "استخدام أسلوب خلع الملابس خلال هذه المرحلة، أي التفتيش العاري بحجة البحث عن أغراض مهربة، على حد قولهم، مثل أجهزة الهاتف الصغيرة وأشياء أُخرى". وفي حال تم ضبط ممنوعات، بحسب ما يدعونه، تضيف، "تقوم ما تسمى إدارة السجون المغربية بمعاقبة المعتقل بالزج به في الزنزانة الانفرادية المسماة "الكاشو" وتمنع عنه الزيارات والاتصال والفسحة وتخضعه لعقوبات أخرى"، كما تتعمد إدارة السجن "قهر روح المعتقل السياسي بمصادرة كل ما هو مكتوب لديه من دفاتر ومذكرات وملاحظات، وفي بعض الأحيان مصادرة بعض الكتب الخاصة بهم". ولفتت اميناتو حيدار الى ان الهدف الأساسي من هذه الممارسات القمعية هو أن يعيش المعتقل حالة من عدم الاستقرار، خاصة مع إمكانية زرع كاميرات سرية خاصة داخل الغرف من أجل متابعة ومراقبة ما يقوم به بعض المعتقلين كما حصل للصحفي المغربي سليمان الريسوني وزعيم حراك الريف بالمغرب ناصر لزفزافي. وابرزت رئيسة "ايساكوم" أن إدارة سجون الاحتلال المغربي وأجهزته الاستخباراتية ابتكرت أساليب جديدة، لتنغيص حياة المعتقلين السياسيين الصحراويين، وزيادة معاناة وجع أسرهم، مع ترحيلهم الى سجون بعيدة عن عائلاتهم إلا أن المعتقلين الصحراويين، تستطرد بالقول، أصبحوا يتعايشون مع هذه الحالة بل وينتصرون بصبرهم وإرادتهم وتحديهم وصلابتهم على كل تلك الأساليب القمعية الشرسة، كأنهم يعيشون حالة روتين مستمر ودائم من المداهمات والتنكيل المعنوي. كما أبرزت اميناتو حيدار أن "هذه المعاناة والمعاملة اللاإنسانية المخالفة تماما للقواعد النموذجية الدنيا للسجناء والمنصوص عليها في القوانين الدولية تمارس على المعتقلين السياسيين الصحراويين في ظل صمت الأممالمتحدة "وتجاهل لجنة الصليب الأحمر الدولي المعنية الأولى بحالتهم". قالت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، أميناتو حيدار، اليوم الأحد، إن المحتل المغربي يمارس "سياسة انتقام ممنهجة" ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين وعائلاتهم، مبرزة أن هذه "المعاناة والمعاملة اللاإنسانية تتم داخل السجون المغربية" في ظل صمت الأممالمتحدة. واعتبرت الهيئة الصحراوية، "الترحيل التعسفي للمعتقلين الصحراويين من سجن إلى سجن، سياسة ممنهجة للإرهاق والإهابة"، مشيرة إلى أنه "على الرغم من أن هؤلاء المعتقلين مقيدون داخل زنازين سجون الاحتلال المغربي، فإنهم يتعرضون للتنقيل التعسفي بشكل دوري وممنهج ضمن خطة مدروسة من سجانيهم". وأوضحت في هذا الصدد، أن "ادارة سجون الاحتلال تقوم بمتابعة كل خطوة للمعتقلين داخل السجن من خلال كاميرات المراقبة التي تعمل على مدار 24 ساعة داخل الساحات، وفي بعض السجون داخل غرف المعابر إن لم نقل الغرف". وأردفت تقول: "إدارة السجون المغربية تقوم بعملية يصفها المسؤول عن إدارة السجون المغربية بالعلاج الجذري، وهو تعبير مستعار من مجال طب الأسنان ويعني الوصول إلى العصب، ويتم التخطيط له بكل مجرياته القمعية، والتي تهدف وبشكل قطعي"، تقول، إلى "إيجاد حالة دائمة من عدم الاستقرار في صفوف المعتقلين، حيث تعمل على إرهاقهم إرهاق عائلاتهم بشكل كبير". وهو ما يجعل المعتقل، تضيف، يعيش "حالة ترقب دائم"، خاصة وانه يتم في كل لحظة ومن دون أي سابق إنذار تجريد المعتقل داخل زنزانته من كل مقتنياته وبشكل سريع، "كما يتعرض في أوقات مختلفة فجرا وليلا لحملات التفتيش المفاجئة والتي يرافقها التفتيش الجسدي المهين من أجل إذلال المعتقل وتعذيبه نفسيا". وأبرزت في سياق متصل، أن "سياسة المحتل المغربي قائمة على الانتقام، والتي تطبق منذ زمن بحق الصحراويين"، مؤكدة أن دولة الاحتلال المغربي مازالت تمارس "أبشع أنواع القهر والإذلال بحق الشعب الصحراوي في كل أماكن تواجده، بمن فيهم المعتقلون السياسيون، الذين يتعرضون لشتى أصناف وأساليب القمع الوحشي وبشكل يومي". وتابعت، و"هذا بالإضافة إلى ما يعانون من حالة عدم الاستقرار جراء الترحيل والتنقيلات التعسفية والمداهمات المباغتة، ناهيك عن حملات التفتيش المتواصلة التي تقوم بها ما تسمى إدارة السجون المغربية، والتي تمارس عليهم سياسة العقاب الانتقامي الجماعي، حيث تقوم بعمليات ترحيل كاملة أو جزئية للمعتقلين السياسيين الصحراويين". واعتبرت رئيسة "ايساكوم" الترحيل التعسفي "الذي تقوم به سلطات النظام المغربي كأسلوب ممنهج مبني على سياسة عنصرية صرفة".