عقد صباح،هذا الثلاثاء،عبد الحق بن شيخة الناخب الوطني ندوة صحفية شرح خلالها الأسباب التي دفعته لإحداث ثورة في صفوف التشكيلة الوطني،حيث عمد مؤخرا على إبعاد 7 لاعبين من إطارات الفريق الذي تأهل إلى أمم إفريقيا وكاس العالم 2010 تحت قيادة المدرب السابق للخضر رابح سعدان. وفي بداية تدخله اعترف بن شيخة للصحفيين الحاضرين بمركز الصحافة بمركب محمد بوضياف أنه مباشرة بعد نهاية مباراة إفريقيا الوسطى بكى بشدة بسبب المردود الهزيل الذي قدمه أشباله في خرجتهم الأولى تحت قيادته . وقال في هذا الصدد:" لقد لعبنا مباراة بانغي وخسرتها شخصيا. وكان علي وقتئذ حماية اللاعبين والتحجج بالطقس والرطوبة والحرارة، ولكن بعد ذلك وبعد خلودي للراحة بضعة أيام عاودت مشاهدة المباراة 13 مرّة وتيقنت انه لم يكن بإمكاننا الفوز بها حيث قسمت المباراة إلى عدة أشواط حتى أتمكن من تقييم مردود كل اللاعبين وتفاجأت بأننا خسرنا المواجهات الثنائية رجل لرجل بنسبة 85% وهو أمر غير طبيعي . ليس بإمكاننا الفوز بأي مباراة ونحن لا نستطيع الظفر ولو بنصف المواجهات الثنائية!". "أريد تغيير العقليات وإثارة المنافسة بين اللاعبين" وفي حديثه عن سبب إحداثه تغييراً كبيراً في صفوف التشكيلة الوطنية، أكد بن شيخة أنه لم يتوان في تغيير التشكيلة الوطنية اقتناعا منه بأنه يتحتم عليه تغيير الفريق الذي لم يستطع تسجيل أي فوز منذ ما يقارب 10 أشهر مستثنيا لقاء الإمارات الذي عرف فوز المنتخب الوطني عن طريق ضربة جزاء لا عن طريق عمل جماعي. وأردف قائلا: أنا لم أستبعد أحدا، إن التغيير في هذه الظروف أمر إلزامي... لقد استدعيت لاعبين جُدد لأضخ دما جديدا في الفريق، هي مباراة ودية وأريد مشاهدة لاعبين جدد في الفريق، واللاعبون الذين لم استدعهم أعرف طريقة لعبهم وهؤلاء جدد لا أعرفهم هذا كل ما في الأمر.. ".واستطرد قائلا:" أردت أن أجبر اللاعبين على التنافس لكسب ثقة الفريق الوطني ولعب مباريات النخبة. أريد إعادة بعث روح أم درمان" وتابع قائلا" ليس لدي مشكل مع اي كان .. لما أتيت قلت لكم أنني لن أحدث اي تغيير في الفريق قبل مباراة بانغي ولم أغير فعلا لكن بعدها أنا مسؤول عن مردود الفريق و كان لزاما علي احداث تغييرات ولو مؤقتة لان الباب ما زال مفتوحا لمن يبرهن عن أحقيته ...بالإضافة الى هذا أنا لا يربطني باحد منهم عقد يجبرني على ابقائهم ابدا ان الفريق الوطني ملك للجزائر و ليس لاحد منا" . "تمسكت برفيق حليش لأنه يعيش وضعا خاصا وأمين عودية لاعب ممتاز" وفي إجابته حول سؤال عن سر الاحتفاظ بمدافع فولهام الانجليزي رفيق حليش بالرغم من عدم تأهيله لنقص المباريات التي لعبها مع فريقه، اعترف بن شيخة أنه احتفظ بالأخير لان له مكانة خاصة في الفريق الوطني وأنه محور دفاع ليس من السهل الاستغناء عنه مضيفا أنه رأى من واجبه الوقوف إلى جانبه في اللحظات العصيبة التي يمر بها باعتباره وافدا جديدا على ناديه ولديه وضع خاص خلاف لباقي الإطارات الذين تم استبعادهم لنقص اللياقة لديهم. أما بخصوص استدعائه للاعب شبيبة القبائل محمد أمين عودية رغم أنه لم يسجل منذ فترة مع فريقه وعدم استدعائه لمحمد مسعود لاعب جمعية أولمبي الشلف الذي سجل 3 أهداف منذ بداية الرابطة المحترفة الأولى وحتى جولتها الأخيرة، أوضح بن شيخة أنه ارتأى إلا أن يستدعيه لأنه يحمل فضلا لتأهل الشبيبة للمربع الذهبي من دوري أبطال إفريقيا مؤكدا أنه لاعب جيد يستحق فرصته وأن مسعود ليس وسط ميدان هجومي. وواصل بن شيخة الدفاع عن اختياراته بالتأكيد على أن وليد مسلوب لاعب نادي لوهافر الفرنسي( الدرجة الثانية) لاعب ذكي ومتميز يحسن أداء الأدوار المنوطة به ، إضافة إلى أن مهدي مصطفى يلعب برأسه بطريقة جميلة ويستطيع صنع الفارق أمام المرمى مؤكدا إلى أنه لازال في حاجة إلى ظهير أيسر يمكنه تغطية مساحته حتى الوسط رغم ارتياحه لتواجد بن يمينة الذي اعتبره مهاجما قويا. وفي نفس السياق، أرجع بن شيخة عدم استدعائه لعبد القادر العيفاوي مدافع وفاق سطيف هذه المرة ، كشف الناخب الوطني أنه لاحظ عدم اتزان في خطوط الفريق الوطني حيث أن الفريق كان يتوفر على 6مدافعين محوريين وهذا شيء غير طبيعي –يقول المدرب الوطني- مؤكدا أن العيفاوي بإمكانه معاودة الفريق الأول إذا اقتضت الحاجة لذلك.وأنهى بن شيخة حديثه عن التشكيلة الوطنية بتأكيده أنه لا زال يتابع البطولة الوطنية عبر التلفاز نظرا لصعوبة تنقله للملاعب وهو يتابع لاعبي الرابطة الأولى كلما سنحت له "لاعبوا لقاء تونس الودي هم الذين سيدخلون لقاء المغرب بنسبة 80% واللعب في الفريق الوطني سيكون غالي الثمن" وتساءل بن شيخة على سر وقع خبر تغيير بعض لاعبي الفريق الوطني على بعض الإعلاميين مذكرا أن تغييرا مماثلا حدث شهرين قبل المونديال ولم يفاجأ أحد لذلك مطالبا الصحفيين ورجال الإعلام بالتحلي بروح المسؤولية تجاه هذا الفريق لأن –يقول بن شيخة- التغيير استجاب لتقارير تقنية معتبرا نفسه المسؤول الأول عن الفريق واللاعب الدولي معرض لاستدعاء والاستغناء عنه حسب لياقته البدنية و متطلبات الميدان. و واصل بن شيخة حديثه عن التشكيلة التي أعلن عنها في الفترة الأخيرة و التي ستواجه منتخب لوكسمبورغ في 17 من الشهر الجاري قائلا :" أريد إقحام لاعبين جدد في الفريق حتى استطيع تطبيق خطة عملي كما أريد أنا"و أكد أنه سيتم تغيير 6 لاعبين في هذا اللقاء الودي وهو أقصى ما حدده حكم المباراة. "أتقاضى راتبا واحدا عن تدريب الفريقين الأول و المحلي" وفي رده حول سؤال يتعلق بإمكانيته في التوفيق بين مهمته على رأس الفريق الوطني والفريق المحلي ، أكد عبد الحق بن شيخة أنه يستطيع فعل ذلك بحكم أن استحقاقات الفريق الوطني الأول متباعدة المدة بينها وأنه مهندس الفريق المحلي ومؤهله ولا يود أن يتركه قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا للفرق المحلية التي ستجري بالسودان مطلع السنة المقبلة 2011، واسر للصحفيين أنه يتقاضى راتبا واحدا عن المهمتين وأنه سيترك مكانه لمن هو جدير بعد نهاية أمم إفريقيا للمحليين بالسودان. ومواصلةً لحديثه عن المباراة الودية التي ستجمع أشباله في 17 من الشهر الجاري بمنتخب لوكسمبورغ، أكد بن شيخة أنه تولى شخصيا التحضير لهذه المباراة مؤكدا أنه التقى بمدرب الفريق هناك وتحادثا عن سبل تعزيز العلاقات الكروية بين البلدين وتوصل الطرفان إلى اتفاق مفاده تنظيم لقاء ودي آخر بين الفريق الوطني المحلي وفريق لوكسمبورغ بداية السنة المقبلة. وواصل قائلا:" سنجتمع بعد غد باللاعبين وسنسافر في 12 من الشهر الجاري وستخصص باقي الأيام أي 13 و 14 و15 و 16 نوفمبر الساري للتدريبات المكثفة قصد تحقيق أدنى تناغم بين اللاعبين خصوصا وأننا جدّدنا الفريق بنسبة معتبرة" موضحا أن المباراة الودية التي سيجريها المنتخب الوطني ستجري كما كان مقرراً لها في 17 نوفمبر على الساعة الثامنة والربع بتوقيت الجزائر". "التقيت"داميانو" وتأسف على المجيء للعمل في الجزائر" وفي جوابه عن سؤال حول الخبر الذي تناولته الصحافة الرياضية الجزائرية والذي مؤداه احتمال تولي المدرب داميانو نيابة تدريب الفريق الوطني تحت قيادة بن شيخة، أوضح المتحدث أنه التقى فعلا الأخير الذي كان يرغب فعلا في العمل معه لكنه أجبر على البقاء في الفريق الذي يساعد على تدريبه لأنه يمر بأوقات عصيبة ونفى بن شيخة في نفس السياق أن يكون في الوقت الحالي على اتصال بأي كان وقال في هذا الصدد:" ستعلمون إن توصلنا إلى اتفاق مع أي مدرب أجنبي في الوقت المناسب". وفي هذا الصدد أكد عبد الحق بن شيخة أن المدرب الأجنبي الذي لا يرغب في العمل تحت أوامر بن شيخة ليس له مكان في الفريق الوطني لان الاتحادية الجزائرية تبنت مشروع تثمين الطاقات المحلية للرفع من مستوى المدرب المحلي معترفا بتراجع مستوى هذا الأخير لنقص التربصات التكوينية.وفي ذات السياق أكد بن شيخة أنه تحدث في الموضوع مع نصر الدين ميكيداش المدرب الجزائري الذي ينشط بالخليج وكذا جمال مناد الذي لديه استحقاقات مهمة مع شبيبة بجاية هذا الموسم والاثنان لا يمكنهما مساعدة الفريق الوطني ..كلٌ حسب ظروفه. "تأهلنا لكأس العالم لم يكن صدفة..." وختم بن شيخة لقاءه بالصحافة أن الفريق الوطني الذي هو بصدد البحث عنه مماثل للفريق الذي صنع ملحمة أم درمان مؤكدا أن تأهل الجزائر إلى المونديال لم يكن صدفة كما تحاول بعض الأوساط إثارته تبعا للنقائص و التعثرات التي عرفها بعد كأس العالم بجنوب إفريقيا وأن حصد 12 نقطة للتأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا 2012 ليس بالأمر المستحيل شريطة العمل الجاد والعمل بإخلاص من أجلالمصلحة العامة للوطن لا للأفراد.