اعلن الزعيم الليبي معمر القذافي أمس الثلاثاء في كلمة استغرقت أكثر من ساعة،انه أعطى أوامره إلى الجيش للقضاء على التمرد الذي يواجهه في الداخل داعيا أنصاره بالملايين إلى تطهير ليبيا شبرا شبرا ،ومؤكدا انه لن يتنحى وسيقاتل حتى آخر قطرة دم لديه. وقال الزعيم الليبي في كلمته التي ألقاها من أمام منزله في باب العزيزية الذي تعرض لقصف أميركي في الثمانينات في طرابلس "أعطيت أوامر إلى الضباط الأحرار للقضاء على الجرذان في إشارة إلى المتمردين. وأضاف مخاطبا أنصاره وبدا شديد العصبية في كلمته التي نقلها التلفزيون الليبي الرسمي "اخرجوا من بيوتكم إلى الشوارع غدا، انتم يا من تحبون معمر القذافي، معمر المجد والعزة، واقضوا على الجرذان". وطالب الزعيم الليبي المتمردين بتسليم الأسلحة وإطلاق سراح الأسرى والقبض على المشاغبين وإعادة الحياة الطبيعية في الموانئ والمطارات وقال مهددا "ما لم يتحقق ذلك سنعلن الزحف المقدس. وأكد القذافي انه "لا يمكن لعاقل أن يسمح بان تتمزق بلاده وان تصبح في قبضة مجانين مضيفا بالقول " لم نستخدم القوة بعد، وإذا تطورت الأمور سنستخدمها وفق القانون الدولي والدستور الليبي" وتلا مواد من الدستور والقانون الليبيين تعاقب بالإعدام من يقوم بأعمال مخلة بالأمن. ودعا الى تشكيل "لجان الامن الشعبي في المدن لحفظ الامن" واعتبر انها ستكون "لجان الدفاع عن الثورة وعن كل مكتسباتها في كل المدن الليبية". واضاف مخاطبا انصاره "انتم ملايين امسكوهم في الشوارع واعيدوا السلطة الشعبية واعيدوا الامن" الى البلاد. ولوح الزعيم الليبي بخطر تنظيم القاعدة عندما قال ان مدينة درنة (شرق) "يحكمها اتباع بن لادن" وان عدم عودة الهدوء الى البلاد سيعني ان "الوحدة الليبية ستكون معرضة للخطر او لقوى معادية للحرية والديموقراطية تشوه الاسلام مثل القاعدة بالذات". وفي معرض توجيه اتهاماته الى المتمردين وصفهم ايضا في سياق خطابه بانهم "عملاء اميركا وعملاء بن لادن وعملاء الزرقاوي". ورفض رفضا قاطعا احتمال تنحيه وقال وهو شديد العصبية "لو كنت رئيسا لكنت قدمت استقالتي لكن عندي بندقيتي وساقاتل حتى اخر قطرة من دمي". وحذر من ان الحركة الاحتجاجية الجارية في البلاد "ستؤدي الى حرب اهلية كما قال سيف الاسلام" نجله في خطاب متلفز مساء الاحد. واكد الزعيم الليبي انه لن يغادر ليبيا تحت ضغط الشارع كما فعل رؤساء آخرون، في اشارة الى الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، مؤكدا انه سيموت "شهيدا في ارض اجدادي". وقال القذافي "انا ليس لدي اي سلطة اليوم والسلطة تركناها للشعب منذ العام 1977" في اشارة الى تشكيل اللجان الشعبية، مضيفا "معمر القذافي لا منصب له حتى يستقيل، هو قائد ثورة والثورة تعني التضحية دائما وابدا حتى نهاية العمر". واضاف "هذه بلادي، بلاد اجدادي واجدادكم غرسناها بايدنا وسقيناها بدماء اجدادنا، نحن اجدر بليبيا من تلك الجرذان واؤلئك المأجورين المدفوع لهم الثمن من المخابرات الاجنبية". ودعا "الشعب الليبي الى تشكيل شعبيات وبلديات جديدة" في جميع المدن والبلدات الليبية. وقال ان "الشعبيات الجديدة ستشكل بلديات للادارة المحلية اتوقع ان يكون عددها من 50 الى 150 بلدية". واضاف القذافي انه لا يمانع بوضع دستور للبلاد، او بالغاء اللجان الشعبية واعادة توزيع الثروة على الشعب. وقال "لا امانع ان يعمل الشعب الليبي دستورا او اي قانون (...) بامكانكم ان تقرروا توزيع الثورة من جديد (...) اذا لم يعد لديكم ثقة باللجان الشعبية، خلاص كل واحد يأخذ حصته". وكال القذافي النعوت على المحتجين واصفا اياهم ب"الجرذان والفئران وشذاذ الافاق ومدمني مخدرات". واتهم "اجهزة عربية شقيقة" بالوقوف وراء الاضطرابات التي تشهدها بلاده، وقال ان "اجهزة عربية للاسف شقيقة تغركم وتخونكم وتقدم صورتكم بشكل مسيء" واصفا اياها ب"اجهزة الخيانة والعمالة والرجعية والجبن". وهدد القذافي المتمردين برد شبيه بقصف الجيش الروسي للبرلمان في موسكو اثناء وجود النواب بداخله خلال الفترة الانتقالية بين تفكك الاتحاد السوفياتي ونشوء دولة روسيا في مطلع التسعينات، وبسحق الصين لحركة تيان انمين في بكين في اواخر الثمانينات، والقصف الاميركي للفلوجة في العراق بعيد الاجتياح الاميركي لهذا البلد عام 2003. وقال ان "رئيس روسيا احضر الدبابات ودك مبنى مجلس النواب والاعضاء كانوا موجودين بداخله حتى خرجوا مثل الجرذان، والغرب لم يعترض بل قال له انت تعمل عملا قانونيا". واضاف ان "الطلاب في بكين اعتصموا لايام قرب لافتة كوكا كولا (...) ثم اتت الدبابات وسحقتهم". وتابع ان "اميركا مسحت الفلوجة بالطيران مسحا بذريعة مقاومة الارهاب"، مؤكدا ان "اميركا لا يمكنها الاحتجاج على ما يجري لدينا لانهم فعلوا ذلك في الفلوجة" بالعراق. وختم كلمته قائلا "دقت ساعة الزحف والعمل والانتصار، ولا رجوع، الى الامام، الى الامام، الى الامام، ثورة، ثورة، ثورة" وغادر المكان بعد ان ضرب بقبضته على الطاولة التي كانت امامه. وفور مغادرته المكان تقدم منه عدد من انصاره وقبلوا يده. وكان بدأ كلمته مشددا على ان "الشعب الليبي ملتف عن بكرة ابيه حول الثورة". وقال "احييكم يا شباب الفاتح يا جيل التحدي جيل الغضب احييكم وانتم تقدمون للعالم الصورة الحقيقية للشعب الليبي الملتف حول الثورة عن بكرة ابيه انتم تقدمون الحقيقة التي تحاول اجهزة الخيانة والعمالة والرجعية والجبن ان تغطيها". واعتبر ان ليبيا في عهده اصبحت "قمة العالم تقود القارات واصبح الليبي يشار اليه بالبنان". كما شن القذافي هجوما شرسا على وسائل الاعلام متهما اياها بتشريه الحقائق ولا سيما منها فضائية الجزيرة القطرية. وقال ان "وسائل الاعلام القذرة ينشرون صور من كم سنة فاتت (...) المحطات العربية اكبر عدو تبغى تدمر ليبيا وتدمر النفط". واضاف مهاجما قطر مالكة فضائية الجزيرة "بارك الله فيكم يا اخواتنا في قطر، هذا الملح اللي بيننا وبينكم؟ تزورون كل شيء؟". وسقط مئات القتلى والجرحى في عمليات القمع التي قامت بها القوات الليبية ضد المتظاهرين في العديد من المدن الليبية منذ الخامس عشر من الشهر الحالي،بحسب منظمات حقوقية.