أكد المشاركون في الندوة حول تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية يوم الاثنين بالجزائر العاصمة على أن تأسيس هذه الحكومة شكل "منعرجا حاسما" في مسار الثورة التحريرية المظفرة. في هذا الإطار أكد إبراهيم عباس ممثل وزير المجاهدين أن تشكيل الحكومة المؤقتة يمثل "منعرجا من المنعرجات الحاسمة" في مسار الثورة التحريرية المظفرة مشيرا إلى أن هذه المحطة التاريخية "أعلنت بداية نهاية ليل الاستعمار" الفرنسي للجزائر. و أضاف أن تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية "طمأن أصدقاء الثورة التحريرية على أنها على الدرب السليم و على أن الجزائر على أبواب الحرية و الاستقلال التي دفعت من أجلهما الملايين من الشهداء منذ بداية الاستعمار الفرنسي في 1830". من جانبه قدم الأستاذ الجامعي عبد القادر خليل نبذة مختصرة عن نشاطات الحكومة المؤقتة منذ تأسيسها في 19 سبتمبر 1958 و أكد في هذا الإطار أن الحكومة المؤقتة حملت على عاتقها ملف الدبلوماسية للتعريف بالقضية الجزائرية و كسب تضامن و مساندة الرأي العام الدولي لها من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية لاسيما منها الإفريقية و العربية و القيام بزيارات إلى دول شقيقة و متعاطفة مع الثورة الجزائرية. و ذكر في هذا الصدد بمشاركة الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في مؤتمرات أكرا (غانا) في ديسمبر 1958 و مونروفيا (ليبيريا) في أوت 1959 و تونس في يناير1960 و كذا مؤتمر الدارالبيضاء (المغرب) في 1961 . وعبر كل هذه المحطات —يقول خليل— كسبت القضية الجزائرية العديد من الانتصارات خاصة في مجال توسيع رقعة الدول المساندة للثورة الجزائرية و حق الشعب الجزائري في الحرية و الاستقلال. و في تدخل له خلال هذه الندوة التي بادرت إلى تنظيمها وزارة المجاهدين ذكر لامين خان أحد أعضاء الحكومة المؤقتة ب"الثمن الباهظ" الذي دفعه الشعب الجزائري من أجل استعادة حريته و استقلاله مشددا على أهمية كتابة تاريخ الثورة الجزائرية المجيدة من أجل توريثه للأجيال الصاعدة.