اعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل "نقطة تحول استراتيجي في طبيعة الصراع"مع الاحتلال الإسرائيلي. وقال هنية في كلمته خلال المهرجان الحاشد الذي نظمته حركة حماس بمشاركةمختلف الفصائل بحضور قرابة 250 ألف فلسطيني لتكريم الأسرى المحررين " صفقة التبادل نقطة تحول استراتيجي بالصراع وثبتت وحدة الشعب والأرض الفلسطينية". واعتبر أن صفقة التبادل أثبتت أن"المقاومة خيار استراتيجي واقعي"وقال"بالمقاومة حررنا الأرض وبالمقاومة نحررالإنسان، المقاومة اليوم تتجلى بأبهى صورها بعظمتها بقدرتها على الصمود والمناورة وقدرتها على الاحتفاظ بالجندي خمس سنوات ويزيد في منطقة جغرافية صغيرة اسمها غزة". و أضاف "جهات خارجية وداخلية حاولت أن تعيد هذا الجندي الإسرائيلي بلا مقابل أو بمقابل ثمن بخس وأن هناك من وصف ما قامت به حماس بأنه مغامرة لا تستحق كل هذا الثمن لكني أقول لهم: إن هذا الموكب من الأبطال يستحق كل مغامرة من أجل كسر القيد وإعادتهم إلى فلسطين". ورأى أن "إمكانية هزيمة إسرائيل إمكانية واقعية فهي اليوم تدفع هذه الفاتورة، أنا لا أقول بل هم الذين يقولون ذلك إسرائيل اليوم في هزيمة وحماس والشعب الفلسطيني في انتصار". وأشار إلى أن حركة حماس التي يعتبر أبرز قادتها في غزة التزمت بأن تضم الصفقة أسرى من مختلف القوى والشخصيات الفلسطينية من مختلف تيارات الحركة الأسيرة ولم تنطلق في المفاوضات من رؤية خاصة أو حزبية فكان ضمن المحررين من حماس وفتح والجهاد ومختلف القوى.وذكر أن الصفقة "امتدت في المعيار الوطني الإنساني إلى الإفراج عن أخ مناضل محكوم بثلاث مؤبدات وهو مسيحي يعيش داخل القدسالمحتلة" وأكد أن الصفقة اشتملت على كافة المناطق الفلسطينية "غزة والضفة والقدس وال 48 والجولان لترسم حدود الدولة الفلسطينية". و في الجو ذاته عاش قطاع غزة والضفة الغربية على وقع عرس كبير ابتهاجا بإتمام المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، التي أفرجت بموجبها إسرائيل عن 477 أسيرا فلسطينيا مقابل جنديها الأسير جلعاد شاليط، في حين وصل الأسرى المرحلون إلى قطر وسوريا وتركيا. وشارك كبار المسؤولين في قطاع غزة من الحكومة المقالة وقادة الفصائل وآلاف من أبناء القطاع في استقبال نحو ثلاثمائة أسير، منهم عدد من سكان غزة وآخرون تم إبعادهم إليها. وفي مشهد غير مسبوق جسد الوحدة الوطنية الفلسطينية، وقف آلاف المواطنين من جميع ألوان الطيف السياسي في غزة ساعات طويلة ليشاركوا الأسرى فرحتهم بالتحرير. وأكد الأسير المحرر يحيى السنوار -وهو أحد قادة حماس لوكالة صفا بغزة- استمرار المساعي لإطلاق جميع الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة ذوي الأحكام العالية "مهما كلف الثمن". كما عمت احتفالات مماثلة الضفة الغربية، وفي رام الله شارك الآلاف في استقبال الأسرى المحررين وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس. وفي مشهد غاب كثيرا وقفت قيادات حركتي حماس والتحرير الوطني "فتح" على منصة الرئاسة في رام الله ورفعت أعلام الحركتين في استقبال 96 أسيرا و23 أسيرة. وفي وقت لاحق وصل فجر اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة 15 من الأسرى الفلسطينيين المبعدين وكان في صحبة الأسرى لدى وصولهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، كما كان في استقبالهم أحمد بن عبد الله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء القطري. كما وصل إلى تركيا 11 أسيراً فلسطينياً من الذين أطلق سراحهم ضمن الصفقة، وكان في استقبالهم السفير الفلسطيني في أنقرة ووصل عدد آخر من الأسرى الفلسطينيين إلى سوريا وكان في استقبالهم مئات الأشخاص -وقالت الأسيرة منى آمنة إنها ورفيقاتها الأسيرات عانين في السجون الإسرائيلية. يذكر أنه بموجب الصفقة فإن 247 أسيرا فلسطينيا يعودون إلى بيوتهم: 131 إلى غزة، و96 إلى مناطق بالضفة الغربية، و14 إلى القدس، وخمسة إلى داخل الخط الأخضر، وواحد إلى الجولان، بينما سيجري إبعاد 203 أسرى: 40 إلى الخارج لدول من بينها تركيا ومصر وقطر والأردن، و163 إلى غزة. ومن المقرر إتمام المرحلة الثانية التي تتضمن إفراج إسرائيل عن 550 أسيرا خلال شهرين. وفي إسرائيل، حذر رئيس الوزراء بن يامين نتنياهو الذي استقبل جلعاد شاليط، أي محرر فلسطيني من العودة إلى أي نشاط ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقال "أي محرر يعود للإرهاب سيسفك دمه". ووصف نتنياهو الصفقة في مؤتمر صحفي أجراه بقاعدة تل نوف الجوية في تل أبيب، بأنها "كانت الخيار الأفضل"، وقال إنها كانت باهظة الثمن وثقيلة. أما وزير دفاعه إيهود باراك فأكد أن ثمة نقاشات تدور لوضع قواعد منظمة لأي صفقات قد تضطر إسرائيل لإبرامها مستقبلا، في ظل رفض بعض الإسرائيليين للإفراج عن هذا العدد الكبير من الأسرى الفلسطينيين مقابل جندي واحد. وعلى المستوى الدولي، رحبت الأممالمتحدة بصفقة التبادل، واعتبرتها خطوة إيجابية نحو إيجاد حل للقضية الفلسطينية وطالبت مديرة المركز الإعلامي الأممي في القاهرة بأن يعقب تبادل الأسرى خطوات أخرى مثل رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع كما طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إسرائيل بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب الباقين في سجونها.