هل بدأ العد التنازلي لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي؟ أم أن ما ينشر عبر وسائل إعلام إسرائيلية وعربية هو مجرد«إشاعات» وبالونات اختبار يراد بها إفشال الجهود الرامية للتوصل لصيغة تبادل. ثم لماذا تلتزم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المخولة بالتفاوض عن آسري الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط «الصمت» حيال ما يثار حول قرب الصفقة؟ وهل يقنع نفيها في بعض الأحيان أحدا أم أنها تمارس حربا نفسية على الجمهور الإسرائيلي؟ أسئلة مشروعة تثار في جو مليء بالتناقض بين تسريبات إعلامية «مدفوعة» في صحف عربية وعبرية تشير إلى قرب التبادل، وبين مقلل من أهمية ما ينشر ومتمسك بشروطه لإتمام الصفقة وفق مطالبه. وقد أكد القيادي في حركة حماس مشير المصري وجود حراك في قضية التبادل بعد دخول الوسيط الألماني على الخط، لكنه نفى وجود تقدم حقيقي لجهة إتمام الصفقة راهنا ذلك بدفع إسرائيل لشروط ومطالب الآسرين. وقال المصري «إن كل محاولات الضغط وابتزاز حماس ستفشل، وإن كل محاولات وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض العربية لإطلاق بالونات الاختبار محاولة لجر الحركة وابتزازها ستفشل، وهذا كله لعبة مكشوفة لدينا». وأضاف أن حركته واعية لكل ما يثار حول قضية شاليط ولا يمكن أن تبتزها محاولات الإسرائيليين الضغط عليها بوسائل الإعلام، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي ليس أمامه سوى خيار قبول شروط المقاومة. وعن تكتم حماس على مفاوضات التبادل الأخيرة وإعطائها معلومات مقتضبة، قال المصري «التجربة أثبتت أنه يجب الحديث حينما نرى وقائع وحقائق على الأرض لأننا لا نريد أن يتراجع الاحتلال كما السابق ويؤثر ذلك على نفسية الأسرى وذويهم». أما أبو مجاهد الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية -إحدى الفصائل الآسرة لشاليط- فأقر بتعمد المقاومة الفلسطينية التكتم على مفاوضات التبادل الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك لغرض إتمام الصفقة وعدم التشويش على المفاوضين. وأوضح أبو مجاهد أن الحراك الأخير لم يصل إلى مرحلة متقدمة لدرجة أن نعلن عن قرب إتمام الصفقة أو انتهاء التفاوض بنجاح، مؤكدا أن المقاومة تعاملت بحذر شديد مع التسريبات الإعلامية حول صفقة التبادل. وقال قيادي لجان المقاومة الشعبية إن الاحتلال الإسرائيلي عبر تسريباته الإعلامية المستمرة يحاول التأثير على نفسيات الأسرى وذويهم، وهو يطلق بالونات اختبار بانتظام لجس نبض المقاومة حول ما ينشر. وذكر أبو مجاهد أن المقاومة «لا زالت على عهدها بتلبية مطالبها لإتمام تبادل الأسرى وإعادة الجندي الأسير لذويه وإطلاق العشرات من المعتقلين الفلسطينيين»، مؤكدا أن شروط المقاومة لا رجعة فيها. وبدوره نبه عامر خليل الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن حماس وإسرائيل تخوضان حربا نفسية في قضية الجندي شاليط، مؤكدا أن كل طرف يرغب في أن يضعف من عزيمة الطرف الآخر عبر التسريبات الإعلامية. وقال خليل :«حماس تريد معرفة ردة فعل الجمهور الإسرائيلي حول بعض الأوضاع فتثير تسريبات في وسائل إعلام لترى ردة الفعل الإسرائيلية الرسمية والشعبية، وإسرائيل ترد بنفس الطريقة». وأوضح خليل أن الإعلام أصبح جزءا من عملية التفاوض بين حماس وإسرائيل، موضحا أن بعض التسريبات الإسرائيلية يكون الغرض منها في أوقات كثيرة معرفة رد فعل الجمهور الإسرائيلي عليها والجمهور الفلسطيني كذلك. ولا يستبعد خليل أن يتم التوصل لصفقة تبادل -بدخول الوسيط الألماني- في الفترة القليلة القادمة، مؤكدا أن عدة مؤشرات تدل على ذلك