أحرزت القضية الفلسطينية العديد من المكاسب المحلية والدولية من خلال ملف الأسرى، حيث كشف عيسى قراقع، وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن أول حكومة في 2006 كان الأسرى وراء إنشائها من خلال تذليل العقبات والصعاب بين مختلف التيارات والفصائل الفلسطينية، ويعكس تأثير الأسرى الفلسطينيين على الساحة السياسية الفلسطينية وجود العديد من المعتقلين في السجون الإسرائيلية من النخبة والمثقفين وحتى السياسيين بإمكانهم فعل الكثير لو يتم تحريرهم وتخشى السلطات الإسرائيلية من الخطط والاستراتيجيات التي يدرسها السجناء داخل المعتقلات الإسرائيلية لتعزيز المقاومة وتنشيط الساحة السياسية الفلسطينية التي تعيش أسوأ أيامها. وربط منشط ندوة ''الشعب للدراسات الإستراتيجية'' ما حدث مع وثيقة الأسرى التي وجهوها للأخوة الفرقاء من أجل وضع حد للشقاق والصراع الذي لن يخدم إلا أعداء القضية، ولم يستبعد نفس المتحدث أمس، فشل صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مع مجموعة من الأسرى الفلسطينيين حديث عن 1000 أسير بوساطة ألمانيا بسبب وجود العديد من السجناء والمحتجزين الذين قد يعطون دفعا جديدا للمقاومة والعمل الدبلوماسي الذي قد يضر بمصالح إسرائيل. وتعود أسباب فشل صفقة تبادل الأسرى، حسب قراقع عيسى، وجود تعنت إسرائيلي حول مصير بعض المسرحين الذين ترفض عودتهم إلى الأراضي المحتلة وتفضل إسرائيل إبعادهم خارج الضفة الغربية وقطاع غزة، وكانت السلطة الفلسطينية تأمل في أن يتم إخلاء سبيل الأطفال السجناء المقدر عددهم ب 300 طفل والعديد من النساء والسجناء المرضى وكبار السن. وتعتبر السلطة الفلسطينية ملف الأسرى خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه أو التنازل عنه وقال الوزير بشأنه بأنه من الثوابت، داعيا فتح وحماس إلى تجنب الفُرقة التي تزيد من متاعب الجميع. وتعمل السلطة الفلسطينية حاليا على العمل على استراتيجية وخطة عمل إعلامية للترويج والتعريف بمعاناة الأسرى الفلسطينيين ومختلف الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال الصهيوني الذي تجاوز كل حدود البشرية وارتكب أبشع الطرق والوسائل للنيل من عزيمة السجناء وإهانتهم وتعريضهم للموت البطيء. وكشف في سياق متصل عن إعداد العديد من التقارير والصور لإرسالها لمختلف المنظمات الحقوقية وغير الحكومية للتعريف بمعاناة الأسرى وفضح الممارسات الإسرائيلية داخل السجون وهذا لتحميل الرأي العام العالمي ضد الهمجية الصهيونية وكسب التعاطف والمساندة للقضية الفلسطينية، معتبرا المؤتمر الذي ستحتضنه الجزائر عن قريب محطة دعائية لملف السجناء الفلسطينيين. ومن الانتهاكات الإسرائيلية كذلك هي إخفائها لحقيقة العديد من جثث الشهداء، حيث كشفت عمليات تبادل الأسرى تسليم المحتل الإسرائيلي لجثث غير التي يطلبها لبنان أو فلسطين وهو ما سيجعلنا مستقبلا نطلب من الوسطاء التحقق من عملية مطابقة شروط التبادل مع الواقع، وبالمقابل تستغل إسرائيل جثث الشهداء لسرقة أعضائهم واستغلالها لبيعها للإسرائيليين وهو الملف الذي أحدث ضجة عالمية مؤخرا بعدما كشف صحفي سويدي همجية الإسرائيليين في هذا المجال، وقد تدخل السياسة الإسرائيلية حول إخفاء الجثث في سياق إخفاء حالات الإعدام التي قامت بها تجاه العديد من المحتجزين دون محاكمات وهذا لدفن قرائن إدانتها.