بعد ان ضبط في نفق للصرف الصحي في مسقط رأسه بسرت الليبية,احتل نبأ مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي جل الصفحات الاولى للصحف البريطانية,والتي تفننت في وضع عناوين بالبنط العريض عن نهاية صفحة الديكتاتورية في ليبيا و فتح عهد جديد. و تحت عنوان"ولد العقيد معمر القذافي في سرت،كتبت صحيفة الغارديان انه عندما أصبح حاكما لليبيا،حولها من قرية صيد صغيرة إلى المدينة الثانية في البلاد وبعد وقفة أخيرة وحشية.. توفي في ذات المدينة ." التلغراف البريطانية لا تستغرب نهاية العقيد أو اعدامه كالجرذ فهو قاد أربعة عقود من نظام دموي وهو الذي أرسى بتعامله مع شعبه ثقافة وأخلاقيات جرذان مجاري المياه . فالصور التي تم اختيارها للتعبير عن الحدث"كيف توفي القذافي؟"ثمة تساؤل طرحته أكثر من صحيفة عالمية عن ظروف مقتله. حيث تساءلت..هل مات القذافي متأثرا بجراحه،او هل أعدم؟ مالذي حدث بالضبط خلال الساعات الأخيرات في عمر القذافي؟ هي الأسئلة التي طرحتها صحيفة الغاردين البريطانية الاكثر انتشارا من خلال محاولة تشخيص آثار الإصابات على جثته، بعضها لا سيما نزيفه من جهة كتفه الأيسر كانت بادية في الأفلام التي صورتها هواتف الثوار ..وبعض الإصابات الأخرى تم معاينتها عند نقل جثته إلى المستشفى ومنها إصابة في الصدر.. مع ذلك لا تجزم الغادرين بأن القذافي قد قتل على أيدي الثوار و حسب الخبراء في الطب الشرعي ان اظهار جثة العقيد القذافي في صور فوتغرافية يبدوا انها أعيرة نارية اطلقت على رأسه من مسافة قريبة مما اثار احتمال حسب الخبراء انه اعدم من قبل الثوار. و عنونت صحيفة الفاينانشال تايمز التي اختارت عنوان "الطاغية الذي كان مقتنعا أنه جعل بلده عظيما" كون القائد المارق الذي قتل امس الخميس، تصور بانه رجل عظيم وأن بلده يحتل مركزا عظيما في التاريخ بدليل انه سيطر على بلد غني بالنفط لمدة 42 عاما، فأفقر شعبه وقمعهم بسياسته وأجبرهم على الاعتراف بأن له رؤية سياسية عظيمة. و اضافت الصحيفة تقول انه خلال معظم فترة حكمة كانت ليبيا معزولة دوليا بسبب ضلوع العقيد في الإرهاب،ولكن "قائد الثورة" كان يعطي الانطباع بأنه مقتنع أن شعبه يحبه وأنه جعل ليبيا بلدا عظيما. فصحيفة الديلي تلغراف اوردت في عنوانها ان القذافي ذهب،فمن سيحكم ليبيا الآن ؟حيث ربطت الحدث بما حصل في العراق و افغانستان..حيث اعتبرت ان اغتيال القذافي و سقوط نظامه كان الجزء الاصعب من العملية موضحة انه ماسيتبع بعده هو الاكثر تعقيدا. كما اضافت انه لم يكن بإمكان المعارضة الليبية البدء بتشكيل حكومة انتقالية قبل سقوط سرت ومقتل القذافي ، أو اعتقاله، وقد تحقق ذلك الآن ، فماذا سيأتي؟ و عرجت في مقال تحليلي ان السيطرة على طرابلس تتقاسمها مجموعات مختلفة من رجال الميليشيا، ليست مختلفة فقط في منشئها بل وبعضها تعتنق أيديولوجيات متناقضة،فموقف هؤلاء المقاتلين من مصطفى عبدالجليل ليس موحدا،ولا يشوبه الإعجاب، بل قد يصل حدود الاحتقار،فعلى ماذا سيتحدون. و عن اخبار اصابة و اعتقال سيف الاسلام تساءل نفس المصد على من سيتحكم بالمليارات التي كا يتصرف بها كأنها حساب شخصي؟ من سيستمتع بالاستراحات المرفهة التي كانت تستخدمها عائلة القذافي؟ ومن سيدير احتكارات الدولة ويحصل على العمولات الضخة" من ستكون النخبة السياسية في البلاد؟ لم تكن هناك حاجة للإجابة على هذه الأسئلة اثناء الحرب، كان الثوار متحدين على قضية مركزية: القضاء على نظام القذافي. و بين هذا و ذاك اكتنف الغموض في ظروف مقتل القذافي، فقد أظهرت صور بثتها الجزيرة العقيد الليبي عند اعتقاله مصابا، ولكنه كان على قيد الحياة، وهو ما يؤكد المعلومات التي تحدثت عن مقتل العقيد عقب اعتقاله من دون تفاصيل عن ظروف مقتله. من جهته أكد رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل في مؤتمر صحفي عقده بطرابلس أن الخبراء الليبيين في المشرحة سيقدمون التفاصيل الكاملة حول مقتل القذافي. وقد صرح مسؤول بالمجلس الانتقالي بأن القذافي قتل في تبادل لإطلاق النار بين أنصاره ومقاتلي المجلس بعد اعتقاله، مشيرا إلى أنه لم تصدر أوامر بقتل القذافي ولم يقتل عمدا..الا ان صورة الفيدو اظهرت ان القذافي كان مضرجا بالدماء في الشاحنة، مما اثيرت تساؤلات حول مقتله.