اعتبر الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند مساء الأحد أن الفرنسيين"اختاروا التغيير"بانتخابه رئيسا للجمهورية، بعدما فاز في الدورة الثانية من هذه الانتخابات على الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي، في حين أقر الأخير بهزيمته في الانتخابات، موجها تحية إلى خصمه الفائز. وقال هولاند أمام أنصاره في مدينة تول وسط فرنسا "لقد اختار الفرنسيون في هذا السادس من مايو/أيار التغيير بانتخابي رئيسا للجمهورية"، وأكد أن الكثيرين كانوا ينتظرون هذه اللحظة، مضيفا أنه سيكون "رئيس الجميع". وتعهد بالعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى إخراج فرنسا من أزمتها الاقتصادية الحالية، مضيفا "سنعمل من أجل إخراج فرنسا من الأزمة الحالية". وقال الريس المنتخب"ثمة العديد من الانقسامات والجراح والتصدعات والتمزقات التي أثارت الشقاق بين مواطنينا"، وأضاف"الليلة ليس هناك سوى فرنسا واحدة.. أمة واحدة يتحد فيها الجميع في نفس المصير". وأضاف قائلا "أقدر الشرف الذي حظيت به وأدرك المهام التي تنتظرني.. إنني أتعهد أمامكم بخدمة بلادي بكل ما يستوجبه هذا المنصب من إخلاص ومثالية". وتابع هولاند"أوجه تحية جمهورية إلى نيكولا ساركوزي الذي قاد فرنسا طيلة خمس سنوات والذي يستحق بهذه الصفة كل احترامنا"، إلا أن أنصاره قابلوا كلامه هذا عن ساركوزي بصيحات الاستهجان. وقال أيضا "أعبر عن عميق تقديري لكل الذين جعلوا بصوتهم هذا الانتصار ممكنا"، مطالبا بأن يحاسب "على التزامين أساسيين هما العدالة والشباب". وقد تأكد فوز الاشتراكي فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحسب كل التقديرات التي صدرت بعيد إقفال مكاتب الاقتراع الساعة الثامنة من مساء الأحد. وحصل هولاند على نحو 51.8% من الأصوات مقابل نحو 48% لساركوزي. وقدرت نسبة المشاركة بما بين 80 و82% وهي أعلى قليلا من النسبة التي سجلت خلال الدورة الأولى التي جرت يوم 22 أبريل/نيسان الماضي. ومنذ ساعات المساء الأولى غصت الساحة بجماهير غفيرة، وكان كثير من الشبان يهتفون "هولاند رئيسا.. لقد ربحنا". وبذلك يصبح هولاند الرئيس السابع في الجمهورية الخامسة لمدة خمس سنوات، الأمر الذي سيسمح بعودة اليسار إلى الإليزي بعد غياب استغرق 17 عاما. ومن المتوقع أن يتسلم هولاند مهامه يوم 15 مايو/أيار كحد أقصى. ساركوزي أكد أنه لن يخوض من جانبها أعربت المرشحة السابقة للرئاسة في فرنسا عام 2007 سيغولين روايال عن "فرح عميق" إثر فوز رفيقها السابق ووالد أبنائها فرانسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية، في حين بكى ابنهما البكر توماس فرحا عندما شاهد والده على شاشات التلفزيون. من جهته قال توماس"أنا متأثر جدا، لقد شاركت في هذه الحملة كما شاركت في حملة سيغولين روايال والدتي من قبل، إلا أن الحملة انتهت هذه المرة بالانتصار".