أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مهمتها التاريخية لإرسال مسبار يقترب من الشمس بصورة غير مسبوقة، حتى يكاد يلامسها. وتم إطلاق الصاروخ الذي يحمل المسبار باركر سولار بروب ، يوم الأحد، من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا، في مهمة ستستمر سبع سنوات. وتمت المهمة بنجاح بعد محاولة فاشلة في اليوم السابق، عندما تسبب إنذار في اللحظة الأخيرة في إرجاء الوكالة لخطتها الجوية التي تستغرق 65 دقيقة. من المقرر أن يصبح المسبار أسرع شيء يتحرك صنعه البشر في التاريخ، وستتجاوز سرعته 190 كلم/ثانية ( 11 ألف و400 كلم/ دقيقة أي 690 ألف كلم/ساعة). وسيقترب المسبار من الشمس مسافة 6.16 مليون كيلومتر، وهي مسافة أقرب بكثير من أي مسبار آخر اقترب سابقاً مسافة 43 مليون كيلومتر من الشمس. ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة على الدرع الواقي له حوالي 1300 درجة مئوية. واستغرق العمل على تجهيز المهمة 60 عاما منذ الإعلان عن خطط أولية لإرسال مسبار نحو الشمس. ويأمل العلماء أن تساعدهم البيانات التي سيرسلها المسبار في كشف أسرار سلوك الشمس، التي تمدنا بالحياة والطاقة. يهدف المسبار إلى الانغماس مباشرة في الغلاف الجوي الخارجي للشمس، أو ما يعرف بهالة (إكليل) الشمس. وتم إطلاق المسبار على متن الصاروخ الثقيل Delta-IV Heavy، الذي سيقذفه مباشرة في النظام الشمسي الداخلي. وسيتجاوز المسبار كوكب الزهرة في ستة أسابيع، وسيكون اللقاء الأول مع الشمس بعد ستة أسابيع أخرى. وعلى مدار سبع سنوات، سيدور المسبار باركر 24 مرة حول الشمس لدراسة فيزياء الهالة الشمسية، وهي المنطقة التي تحدث فيها الكثير من الأنشطة المهمة التي تؤثر على الأرض وتؤدي إلى هبوب الرياح الشمسية الحارة. وسيغوص المسبار في هذا الجو غير المستقر، ويقوم بجمع العينات على مسافة 6.16 مليون كيلومتر فقط من سطح الشمس. وأوضحت الدكتورة نيكي فوكس، عالمة المشروع التي تعمل في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية: تخيل أن تصبح الشمس والأرض قريبين بشدة وعلى بُعد متر واحد. باركر سولار بروب سيكون على بُعد 4 سنتيمترات فقط من الشمس . وقالت نيكي فوكي ل بي. بي. سي : سنكون أيضا أسرع جسم متحرك من صنع الإنسان على الإطلاق، حيث سنتجول حول الشمس بسرعة تصل إلى 690 ألف كلم / ساعة، أي أن المسبار سيقطع المسافة من نيويورك إلى طوكيو في أقل من دقيقة! .