اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أن الأزمة التي يعرفها المجلس الشعبي الوطني منذ 16 يوما داخلية بين النواب ورئيس المجلس السعيد بوحجة، نافيا تدخله أو الوزير الأول أحمد أويحيى في الموضوع، فيما دعا بوحجة إلى الاقتداء بمهري وبشير بومعزة وكريم يونس الذين استقالوا حفاظا على كرامتهم. واتهم ولد عباس، أمس خلال لقاء جهوي جمعه بإطارات ومنتخبي الحزب بولاية البويرة تحضيرا لتجديد النصفي لمجلس الأمة، رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة بمخالفة القانون الداخلي للمجلس بإقالته للأمين العام للبرلمان دون الرجوع إلى مكتب المجلس واستشارة نوابه التي يشترطها المادة التاسعة من القانون الداخلي. وأكد ولد عباس، أن حزب جبهة التحرير الوطني لم يعطل مؤسسات الدولة منذ الاستقلال، بالمقابل ضرب مثالا بأزمات سابقة عرفها الحزب والدولة أهمها استقالة مهري وبشير بومعزة وكريم يونس من مناصبهم وحفاظهم على كرامتهم. وطالب الأمين العام للأفلان من بوحجة التعقل والتبصر من أجل حل الأزمة التي يمر بها المجلس والخروج بشرف وكرامة من المنصب، معلنا رفضه قيام مناضل من الآفلان بإشعال نار الفتنة في البلاد. من جهة أخرى، قال ولد عباس أنه اتصل في بداية الأزمة برئيس المجلس الذي طالب منه التعقل وإعادة الأمين العام لمنصبه وضرورة استشارة نوابه في القرارات المصيرية للمجلس من أجل تجنب المشاكل داخل الهيئة التشريعية، غير أنه رفض الاستجابة لطلبه. وأضاف ولد عباس، أنه في حال لم يقدم رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة استقالته يوم غد الاثنين، فإن القيادة ستجتمع للبث في أمره. وعن خرجة السعيد بوحجة إلى الشارع، قال ولد عباس انها لا تليق بمستوى رجل دولة، مضيفا أن هناك تقاليد وبروتوكولات يجب الحفاظ عليها. من جهة أخرى، خاطب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، امس، أن الآفلان خسر المجلس الولائي بولاية البويرة بسبب صوت واحد، فيما عبر عن أسفه لهذه الخسارة، مشددا على ضرورة اليقظة في قادم المواعيد المقبلة، داعيا لترك الصراعات جانبا والتجند لقادم المواعيد والاستحقاقات، في مقدمتها الانتخابات النصفية لمجلس الأمة المقررة أواخر ديسمبر القادم. وحذر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جميع مناضلي وإطارات الحزب من عملية شراء الذمم في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، مضيفا أنه ومن موقعه كأمين عام للحزب، فإن القيادة السياسية للحزب والمكتب السياسي الحالي يحاربون الفساد حتى يبقى الحزب في إطار الشفافية، مؤكدا أنه لن يتساهل مع من يريد شراء الذمم في تجديد انتخابات مجلس الأمة، مشيرا إلى إقصاء أحد المسؤولين عن حزبه في ولاية البويرة بسبب تعاملات مشبوهة تخص الترشيحات في مجلس الأمة. وقال ولد عباس أن الأبواب مفتوحة للترشح لكل من تتوفر في المعايير والمقاييس ومن دون إقصاء، وأن الجمعيات الولاية يترأسها محافظ الولاية بغية النظر في الملفات والوقوف على العمليات التي يشرفها الحزب بصفة نهائية، مضيفا أن التجديد هذه المرة يكتسي طابعا خاصا لأنه يسبق الانتخابات الرئاسية، ليؤكد أن الآفلان يجب أن يحافظ على الأغلبية في الغرفة العليا. وأفاد الأمين العام للأفلان أنه رفقة المكتب السياسي يراقبون كل الولايات بشكل شخصي من أجل ضمان استمرار السياسة الجديدة للحزب التي تعتمد على الشفافية، معلنا عن فتح باب الترشيحات للتجديد النصفي لمجلس الأمة. وذكر ولد عباس، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قدم الكثير للدولة الجزائرية منذ توليه السلطة العام 1999، مشيرا في ذات السياق إلى أن رئيس الدولة ضحى بنفسه في سبيل نمو وازدهار الجزائر، وأن كل الإنجازات المحققة لخير دليل على ذلك، مضيفا أنه وبفضل سياسة الرئيس الرشيدة عم الاستقرار نظير سياسة الوئام والمصالحة الوطنية، كما أوضح أن جميع ولايات الجمهورية استفادت من برامج في السكن، ومنشآت قاعدية للجامعات ومجال بناء الطرق والسدود.