في اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الخامسة، أشرف الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على انطلاق مجريات تنفيذ التمرين البياني المركب بالذخيرة الحية الضحى 2018 . في البداية ورفقة اللواء سعيد شنقريحة، قائد القوات البرية، واللواء عمار عثامنية قائد الناحية العسكرية الخامسة، وبحضور كل من اللواء حسان علايمية قائد الناحية العسكرية الرابعة واللواء محمد عجرود قائد الناحية العسكرية السادسة، استمع الفريق إلى عرض قائد الفرقة الأولى المدرعة، الذي قدم فكرة التمرين وخطة ومراحل تنفيذه ميدانيا. وبميدان الرمي للناحية العسكرية الخامسة، تابع الفريق عن كثب الأعمال القتالية التي قامت بها الوحدات المقحمة في هذا التمرين التكتيكي بالذخيرة الحية الضحى 2018 ، بموضوع الفرقة المدرعة في الهجوم المضاد والذي شاركت فيه الوحدات العضوية والوحدات الفرعية التابعة للفرقة الأولى مدرعة، مدعمة بوحدات برية وجوية تتقدمها طائرة الاستطلاع الجوي للقيادة العليا. في نهاية التمرين، التقى الفريق بأفراد الوحدات المشاركة، ثمن لهم الجهود الكبرى التي يبذلونها طوال السنة، مقدرا لهم إصرارهم الواضح على إنجاح التمرين، وحرصهم الأكيد على توظيف كل ما لديهم من معارف عسكرية وتجارب وخبرات ميدانية مكتسبة، سمحت بتحقيق الأهداف المسطرة، حاثا جميع أفراد وحدات الناحية، ومن خلالهم كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي، على الاقتداء بتضحيات شهداء ومجاهدي الثورة التحريرية المباركة التي سنحتفل بعد أيام قليلة بذكراها الرابعة والستين: لا تفوتني هذه المناسبة الكريمة، دون الوقوف وقفة إجلال وإكبار لمن صنعوا مجد الجزائر، وثبتوا عرى عزتها، وأجهضوا حلم الاستعمار الاستيطاني، وفتحوا أمام الشعب الجزائري أبواب الحرية والانعتاق، هؤلاء الرجال الصناديد من الشهداء الأمجاد والمجاهدين الأخيار الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم، فمنهم من حظي بنيل الشهادة، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ولا شك أن إحياء بلادنا للذكرى الرابعة والستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر الخالدة، هي محطة متجددة من محطات استحضار قيم ومبادئ هذا اليوم الأغر الذي فجر أعظم ثورة عرفها التاريخ الإنساني المعاصر، هذه الثورة التي بقدر ما يحق للشعب الجزائري الافتخار بها، فإنه على أجيال الاستقلال جيلا بعد جيل أن ينهل من معينها وأن يجعلها قدوته الأولى ومثاله الأعلى، والأكيد أن خير ما يجسد حسن الاقتداء هو أن يشعر الجزائريون اليوم وكل يوم أنهم مطالبون بالضرورة، بأن يكونوا الامتداد الطبيعي لهؤلاء الطينة من الرجال. في هذا الصدد، فإن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، تبذل ما في الوسع، في ظل القيادة الرشيدة لفخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، لتجعل من النهج العملي والمهني لقواتنا المسلحة نسخة حقيقية للنهج العملي القويم الذي سار على دربه وعلى هداه هؤلاء الأفذاذ، هذا النهج الذي نريده أن تنطق أعماله الميدانية وتشهد على تعاقب الإنجازات المتعددة المحققة على أكثر من صعيد، لاسيما خلال السنوات القليلة الماضية، ولاشك أن من أبرز الأعمال الميدانية التي تشهد بصدق على عقلانية وصدقية ما تحقق، هي هذه التمارين التكتيكية المتعددة المستويات التي تجرى سنويا على مستوى كافة النواحي العسكرية، وتؤكد على مدى الجدية في العمل وعلى مدى فساحة الخطوات المقطوعة في مجال اكتساب القوة، وامتلاك مقومات ومقدرات الجاهزية العملياتية المنشودة، هذه الجاهزية التي بقدر ما تتماشى مع حجم التحديات الحالية والمستقبلية المعترضة، فإنها تؤكد دون ريب على أنها تأتي وفقا لرؤية عقلانية من حيث الطرح واستشرافية وبعيدة النظر من حيث الاستقراء الصائب للأحداث الإقليمية والدولية. إننا نريد أن يجعل الجيش الوطني الشعبي من بواعث الفخر الذي يزخر به رصيدنا التاريخي المضيء، وساما تسمو به النفوس، وتتقوى به الإرادات، وتشتد به العزائم وتكون عونا، بعد الله سبحانه وتعالى، على الإيفاء بهذه المهمة الجليلة، التي يتشرف جيشنا بأدائها ليصبح بحق جديرا بأن يكون نبتة مباركة من نبتات نوفمبر الأغر التي يحق فيها قول الله تعالى كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها . في ختام اللقاء، استمع السيد الفريق إلى تدخلات وانشغالات إطارات وأفراد الناحية العسكرية الخامسة، الذين جددوا التأكيد على أن جهودهم ستظل دوما في الاتجاه الصائب والصحيح، ومتوافقة ومنسجمة تماما مع تضحيات أسلافهم الميامين من أجيال الشهادة والجهاد.