أشرف الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الاثنين في اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الخامسة، بقسنطينة على انطلاق مجريات تنفيذ التمرين البياني المركب بالذخيرة الحية «الضحى 2018». وفي المستهل ورفقة اللواء سعيد شنقريحة، قائد القوات البرية، واللواء عمار عثامنية قائد الناحية العسكرية الخامسة، وبحضور كل من اللواء حسان علايمية قائد الناحية العسكرية الرابعة واللواء محمد عجرود قائد الناحية العسكرية السادسة، استمع الفريق أحمد قايد – حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني، إلى عرض قائد الفرقة الأولى المدرعة، الذي قدم فكرة التمرين وخطة ومراحل تنفيذه ميدانيا. وبميدان الرمي للناحية العسكرية الخامسة، تابع السيد الفريق عن كثب الأعمال القتالية التي قامت بها الوحدات المقحمة في هذا التمرين التكتيكي بالذخيرة الحية «الضحى 2018»، بموضوع «الفرقة المدرعة في الهجوم المضاد» والذي شاركت فيه الوحدات العضوية والوحدات الفرعية التابعة للفرقة الأولى مدرعة، مدعمة بوحدات برية وجوية تتقدمها طائرة الاستطلاع الجوي للقيادة العليا. يعتبر هذا التمرين التكتيكي – حسب ذات المصدر- مناسبة لإظهار القدرات والكفاءات القتالية وكذلك التحكم في الوسائل الكبرى ومنظومات الأسلحة لمختلف أصناف القوات بغية الوقوف على مدى الجاهزية العملياتية والقتالية لوحدات هذه الفرقة وتدريب القادة والأركانات على تنسيق الجهود والتعاون بين مختلف الأسلحة والقوات، بغية صد أي نوع من أنواع التهديد المحتمل، وهي الأعمال التي اتسمت باحترافية عالية في جميع المراحل وبمستوى تكتيكي وعملياتي جد عالي يعكس جدية الجانب التخطيطي والتنظيمي والتحضيري، حسب ذات المصدر. وفي نهاية التمرين، التقى الفريق أحمد قايد صالح بأفراد الوحدات المشاركة، وثمن الجهود الكبرى التي يبذلونها طوال السنة، مقدرا لهم إصرارهم الواضح على إنجاح التمرين، وحرصهم الأكيد على توظيف كل ما لديهم من معارف عسكرية وتجارب وخبرات ميدانية مكتسبة، سمحت بتحقيق الأهداف المسطرة. و دعا قايد صالح، بالمناسبة أفراد الجيش الوطني الشعبي، إلى الاقتداء بتضحيات شهداء ومجاهدي الثورة التحريرية المباركة التي سنحتفل بعد أسبوعين بذكراها الرابعة والستين. وأكد السيد الفريق بأن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، تبذل ما في وسعها، في ظل القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، لتجعل من النهج العملي والمهني لقواتنا المسلحة نسخة حقيقية للنهج العملي القويم الذي سار على دربه وعلى هداه مجاهدو جيش اللتحرير. وقال « لا تفوتني هذه المناسبة الكريمة ( الذكرى 64 لانطلاق ثورة أول نوفمبر 1954)، دون الوقوف وقفة إجلال وإكبار لمن صنعوا مجد الجزائر، وثبتوا عرى عزتها، وأجهضوا حلم الاستعمار الاستيطاني، وفتحوا أمام الشعب الجزائري أبواب الحرية والانعتاق، هؤلاء الرجال الصناديد من الشهداء الأمجاد والمجاهدين الأخيار الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم››.(...) وأضاف ‹› ولا شك أن إحياء بلادنا للذكرى الرابعة والستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر الخالدة، هي محطة متجددة من محطات استحضار قيم ومبادئ هذا اليوم الأغر الذي فجر أعظم ثورة عرفها التاريخ الإنساني المعاصر، هذه الثورة التي بقدر ما يحق للشعب الجزائري الافتخار بها، فإنه على أجيال الاستقلال جيلا بعد جيل أن ينهل من معينها وأن يجعلها قدوته الأولى ومثاله الأعلى، والأكيد أن خير ما يجسد حسن الاقتداء هو أن يشعر الجزائريون اليوم وكل يوم أنهم مطالبون بالضرورة، بأن يكونوا الامتداد الطبيعي لهؤلاء الطينة من الرجال››. وبعدأن أشاد بالاحترافية العالية وبالمستوى التكتيكي والعملياتي الجد عالي الذي تميزت به كل الوحدات المشاركة في مجريات تنفيذ التمرين البياني المركب بالذخيرة الحية «الضحى 2018››، أكد نائب وزير الدفاع الوطني بأن ‹› هذا النهج الذي نريده أن تنطق أعماله الميدانية وتشهد على تعاقب الإنجازات المتعددة المحققة على أكثر من صعيد، لاسيما خلال السنوات القليلة الماضية، ولاشك أن من أبرز الأعمال الميدانية التي تشهد بصدق على عقلانية وصدقية ما تحقق، هي هذه التمارين التكتيكية المتعددة المستويات التي تجرى سنويا على مستوى كافة النواحي العسكرية، وتؤكد على مدى الجدية في العمل وعلى مدى فساحة الخطوات المقطوعة في مجال اكتساب القوة، وامتلاك مقومات ومقدرات الجاهزية العملياتية المنشودة، هذه الجاهزية التي بقدر ما تتماشى مع حجم التحديات الحالية والمستقبلية المعترضة، فإنها تؤكد دون ريب على أنها تأتي وفقا لرؤية عقلانية من حيث الطرح واستشرافية وبعيدة النظر من حيث الاستقراء الصائب للأحداث الإقليمية والدولية.