الجزائر اليوم مدرسة في صناعة وزرع الإستقرار أجندات أجنبية تسعى لتوريط الجزائر في مستنقع الأزمات قوة الإستراتيجية الأمنية وراء استمرار توبة الإرهابيين اعتبر الخبير الأمني والإستراتيجي، أحمد ميزاب، في حوار له مع السياسي ، أن الأزمة الليبية اكبر تهديد وخطر فعلي بالمنطقة، فيما تطرق للحديث عن تجربة الجزائر الرائدة في مجال المصالحة الوطنية التي أصبحت اليوم مدرسة كبيرة في صناعة وزرع الاستقرار، دون أن ينسى التطرق إلى المؤسسة الأمنية التي باتت محل إشادة عالمية بفضل تحكم الجيش الوطني الشعبي في معادلة أمن الحدود التي نجحت بامتياز ودفعت بالأمور نحو الايجابية والفاعلية والنوعية في العمليات الأمنية. بعد مرور 13 سنة على إستفتاء ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، كيف ترون الجزائر اليوم؟ المتابع لتطور الشأن الجزائري يدرك أن الجزائر خلال ال13 سنة الأخيرة حققت قفزة نوعية على كل المستويات، بل أقول أن الجزائر بين مرحلة العشرية ليست هي جزائر المصالحة، فنحن اليوم نتكلم عن بلد آمن في محيط مضطرب، نتكلم عن بلد صنع نظام الوقاية في ظل متغيرات ومخاطر غير سهلة إقليميا ودوليا، لهذا فإن المصالحة الوطنية كانت خيارا استراتيجيا بامتياز مكن الجزائر من النهوض، واليوم نحن نتكلم عن البناء لدولة قوية، نتكلم عن مؤسسات تفعل، نتحدث عن إصلاحات مكنتنا من الانطلاق في العمل الديمقراطي، وما كان ليتحقق ذلك لولا المصالحة التي صنعت جسر امن مرت من خلاله الجزائر طيلة 13 سنة إلى بر الأمان، واليوم نواصل بثبات مواجهة التحديات والمخاطر الأمنية بكل أريحية وثقة. خلاصة القول الجزائر اليوم كما قال رئيس الجمهورية جزائر قوية وآمنة ثابتة على مبادئها ومستقرة وتعمل على تحقيق الوثبة الشاملة. الجزائر لها دور محوري في المرافعة لصالح الإستقرار دولياً هل ترون أن الجزائر اليوم أصبحت مدرسة تقدم دروساً حول السلم والمصالحة الوطنية؟ بكل ثقة وتأكيد، أقول نعم الجزائر اليوم تحولت إلى مدرسة كبيرة في زرع وصناعة الاستقرار والترويج لثقافة المصالحة، بل أصبح لها دور محوري ومرتكز رصين في المرافعة لصالح امن واستقرار إفريقيا والعالم ولنا من تلك النماذج ترأس الجزائر للمنتدى الشامل لمكافحة التطرف العنيف، بالإضافة إلى الحوار الاستراتيجي الأمريكي الجزائري في طبعته السادسة إلى تسمية رئيس الجمهورية كمنسق للاتحاد الأفريقي في محاربة الإرهاب، كل هذا يدفعنا للقول أن الجزائر مدرسة من خلال الخبرة وبعد النظر والقدرة والمبادرة. أليست الجزائر مدرسة حينما فككت ألغام المعضلة المالية وتم تبني ميثاق السلم والمصالحة، وسيكون لنا دور مستقبلا أو خلال أسابيع في مرافقة الأشقاء الليبيين نحو المصالحة الشاملة، كما استنسخت روح المصالحة الجزائرية من قبل الأشقاء في سوريا، بالإضافة إلى أن الجزائر تحولت إلى محج لتسويق المصالحة من خلال كم تلك الزيارات التي موضوعها التجربة الجزائرية. المؤسسة الأمنية حققت نقلة قوية خلال العشر سنوات الأخيرة ما هي أهم المكاسب التي تم تحقيقها باعتماد المصالحة الوطنية على الصعيد الأمني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي؟ أمنيا، نمتلك جيش قوي محترف يصنف في مراكز متقدمة عالميا ويمتلك النوعية في الأسلحة، بالإضافة إلى النقلة النوعية التي حققتها المؤسسات الأمنية خلال العشر سنوات الأخيرة والأرقام تتكلم وتتحدث عن نفسها، لأننا ارتقينا إلى منظومة أمنية متكاملة ومنسجمة تواجه التحديات بكل ثبات ونجاح وهي محل إشادة عالمية. المصالحة كانت خيار إستراتيجي بامتياز تبناها الشعب في رأيكم، ما هو سبب نجاح المصالحة الوطنية؟ نجاح المصالحة الوطنية بني على أن المشروع لم يكن ليعالج مرحلة أو حالة ولم يكن ظرفيا، وإنما كان مشروعا متكاملا الهدف منه بناء أمة، ما المصالحة نجاحها إنها تتسم بالديمومة ودسترتها خير دليل بالإضافة إلى أنها لم تكن خيارا سياسيا وإنما استراتيجيا بامتياز وتبناها الشعب الجزائري وهنا قوة المصالحة، لأنها عبرت عن رغبة الشعب الجزائري الذي قال كلمته ومنح للمصالحة قوتها. إستفادة الدول الأجنبية من التجربة الجزائرية لها أشكال عدة كيف استفادت الدول الأجنبية من التجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية؟ الاستفادة أخدت أشكال متعددة، منها ما هو متعلق بالجانب البحثي والأكاديمي لفهم الأسس التي قامت عليها التجربة ومقومات نجاحها، كما لدينا المراكز الإستراتيجية خاصة التابعة لكتابة الدولة الأمريكية والتي ارتكزت في تحليلها لإدارة الأزمات على التجربة الجزائرية، لنجد كذلك مالي وسوريا ومستقبلا ليبيا والعراق لما لا سيستفيدون من هذه التجربة. البيئة في الجزائر غير ملائمة لممارسة النشاط الإرهابي ما هي قراءتكم لاستمرار توبة الإرهابيين بالجنوب الكبير؟ هو تأكيد من جانب على قوة ونجاح الإستراتيجية الأمنية المسطرة، بالإضافة إلى تحكم الجيش الوطني الشعبي في معادلة أمن الحدود التي نجحت بامتياز ودفعت بالأمور نحو الايجابية والفاعلية والنوعية في العمليات الأمنية. بل إلى جعل هذه البقايا أو حتى العائدين من بؤر التوتر يدركون أن البيئة في الجزائر غير ملائمة لممارسة النشاط الإرهابي، بالإضافة إلى القبضة الحديدية للمؤسسة الأمنية مما يجعلهم ينحون نحو الاستسلام والبحث على الاستفادة من تدابير السلم والمصالحة. هل يمكن أن نقول أنها بداية النهاية لبقايا الجماعات الإرهابية التي تمكن الجيش من عزلها؟ ممكن نعم، لكن يظل الواقع الإقليمي يفرض نفسه وحجم التحديات كبرى، لهذا تظل اليقظة والجاهزية أمران مطلوبان، دون أن ننسى الأجندات الدولية التي تسعى إلى توريطنا في مستنقع الأزمات. مبادرة الجزائر الخاصة باليوم العالمي للعيش معا في سلام الموافق ل16 ماي من كل سنة.. هل هي ثمرة للمصالحة الوطنية أم للجهود الدبلوماسية؟ بكل تأكيد بل هي تعزيز لهذا المبدأ وتأكيد أن المصالحة اليوم أصبحنا مطالبين بتسويقها وأنها بفضل تجربة الجزائر تحولت إلى حدث عالمي أو حولناها إلى حدث عالمي وأضفينا عليها الطابع العالمي بدل الوطني وهو مهم في سجل النجاحات الجزائرية، وستظل الدبلوماسية الجزائرية تعمل على الارتقاء بهذا المكسب ليتحول إلى ثقافة عالمية. الأزمة الليبية أكبر خطر وتهديد فعلي حقيقي كيف ترون الوضع الأمني في الساحل الإفريقي وانعكاساته على القضية الصحراوية؟ الوضع الأمني في الساحل للأسف مقلق ومؤشرات المخاطر في قياسها امنيا تنذر بمجموعة من التحولات الصعبة، فنحن نرصد كمحللين إلى عودة النشاط الإرهابي قياسا بحجم وعدد العمليات المسجلة مؤخرا في الساحل، بالإضافة إلى عودة التهديد الإرهابي من خلال رصد إعادة هيكلة وتشكل لخلايا جديدة وتشكيل قيادات محلية مما يوفر البيئة، وكلها مؤشرات للقياس لفهم المأزق الأمني الذي تعرفه المنطقة. كما للازمات دور في هذه القراءة، فالأزمة الليبية اكبر خطر وتهديد فعلي وحقيقي ومؤشراتها مقلقة لهذا الوضع الأمني في الساحل يظل هاجس وتحدي حقيقي للمقاربة الأمنية في سياق صناعة الاستقرار. المغرب فشل في مناوراته الهامشية واللعب تحت الطاولة الأممالمتحدة دعت الجزائر والمغرب وموريتانيا والبوليساريو يومي 4 و5 ديسمبر المقبل لبحث قضية الصحراء الغربية.. ماذا تتوقعون أن يجري خلال هذا اللقاء؟ أولا، الجزائر وموريتانيا حضورهما كمراقب كما هو معلوم في إطار خطة التسوية الموضوعة والتي تشرف عليها الأممالمتحدة من خلال مبعوث أمينها العام المكلف بالملف، وعودة المفاوضات هو عودة لمسار الشرعية الدولية الذي سيقود إلى التسوية المبنية على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، كما يعتبر رفع الجمود عن القضية وقبول المغرب يعني انه فشل في تلك المناورات الهامشية واللعب تحت الطاولة، وهو ما سيدفع بالأمور نحو الأمام لان الطرف الأقوى هو صاحب الحق في تقرير المصير. تمارين عاصفة 2018 أكبر رد على تصريحات حفتر ما قراءتكم لتصريحات حفتر الأخيرة التي هدد من خلالها الجزائر؟ تصريحات لا أعطيها أهمية شكلا، لكن مضمونا ندرك أن أجندات تحركها واعتقد أن تمارين عاصفة 2018 أفضل جواب لكن من يشكك أو يناور أو يفكر في التجرؤ، لكن تظل الجزائر منفتحة على إيجاد حلول لدول الجوار دون أن تتدخل في شؤونهم الداخلية. على فرنسا النظر في مشاكلها الداخلية بدل التصرفات الصبيانية ما تعليقكم على تصريحات السفير الفرنسي السابق بيرنار باجولي وتهجمه على الرئيس بوتفليقة؟ تصريحات لا مسئولة ومردود عليها ومساس بالشعب الجزائري السيد الذي قال كلمته سنة 2014 في الانتخابات الرئاسية، وأي مساس برموز الدولة ومؤسساتها هو مساس بكل فرد جزائري ولن تقبل هذه التصريحات فرنسا لانها ليست فردية وعليها أن تتحمل مسؤولية هذه السقطات وان تنظر في مشاكلها الداخلية بدل هذه التصرفات الصبيانية.