- كعوان: تعاطوا باحترافية مع الخبر.. ولا تمسوا بحرية الأشخاص تحتفل أسرة الإعلام والصحافة في الجزائر، اليوم، بعيدها الوطني الذي تم إقراره من قبل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، دعما للتدابير العملية التي يجري تجسيدها في إطار مسار تعميق الإصلاحات السياسية، والتي يحتل فيها مسعى تحرير قطاع الإعلام وتعزيز مكاسب حرية التعبير والصحافة مركزا محوريا. تحيي الأسرة الإعلامية هذا اليوم مثمنة المكاسب التي حققها القطاع والأشواط التي قطعتها حرية التعبير، بالرغم من حداثة تجربة التعددية الإعلامية والقوانين التي تضبط آليات وطرق ممارستها باحترام الأخلاقيات المهنية التي يقتضيها العمل في السلطة الرابعة، ويأتي ترسيم يوم وطني للصحافة المصادف ل22 أكتوبر تخليدا لتاريخ صدور أول عدد من جريدة المقاومة الجزائرية الناطقة باسم جبهة وجيش التحرير الوطني، في 22 أكتوبر 1955، ودعما للتدابير العملية التي يجري تجسيدها في إطار مسار تعميق الإصلاحات السياسية، التي يحتل فيها مسعى تحرير قطاع الإعلام وتعزيز مكاسب حرية التعبير والصحافة مركزا محوريا، انطلاقا من المبادئ الديمقراطية، كما يعد ترسيم هذا اليوم تكريسا للاهتمام المتزايد للسلطات العليا في البلاد، بترقية حرية التعبير والصحافة وتعزيز الممارسة الديمقراطية، وذلك ضمن تطبيق برنامج الإصلاحات السياسية العميقة الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية في خطابه التاريخي في 15 أفريل 2011 والتي يهدف بعضها إلى تنظيم قطاع الإعلام وترقيته، بدءا بمراجعة قانون الإعلام وإقرار قانون السمعي، البصري وفتح قنوات خاصة، بالإضافة إلى التحضير لسلطتي ضبط الصحافة المكتوبة والصحافة السمعية، البصرية وكذا منح بطاقة وطنية للصحفي المحترف مع إعطاء تعليمات للمؤسسات الوطنية والرسمية بتسهيل مهمة حامل هذه البطاقة وتزويده بالمعلومات التي يحتاجها. من جهة أخرى، تشهد الساحة الإعلامية الوطنية، زخما وتنوعا في المنابر الإعلامية وذلك رغم تراجع عدد المنابر في الصحافة المكتوبة منذ الأزمة الاقتصادية عام 2014، إلا أن الأمر لا يعكس مدى الاهتمام الذي توليه الجزائر لحرية الرأي والتعبير، أين اعتبرها العديد من الإعلاميين رائدة في هذا المجال ولاستكمال هذه الريادة اتجهت الساحة إلى القنوات المفتوحة أين أتيحت الفرصة للتجارب في مجال السمعي البصري للعديد من القنوات الفضائية بمحتوى جزائري بحت. كعوان: حرية الصحافة في الجزائر واقع وهي تمارس دون قيود وفي السياق، أكد وزير الاتصال، جمال كعوان، أن حرية الصحافة في الجزائر هي واقع يعيشه الصحفي اليوم دون أي قيود أو وصاية تفرض عليه سوى ما تعلق بما يكفله الدستور من احترام لقواعد أخلاقيات المهنة في ممارسة حرية التعبير. ودعا كعوان، أمس، لدى استضافته في برنامج ضيف التحرير للقناة الإذاعية الثالثة أبناء المهنة إلى الحفاظ على هذا المكسب من خلال التعاطي باحترافية مع الخبر وعدم المساس بحرية الأشخاص وبحياتهم الخاصة مشددا على دور مسؤولي المؤسسات الإعلامية لا سيما الخاصة منهم في فرض قواعد أخلاقيات المهنة بقاعات التحرير. وعزا في هذا السياق، وزير الاتصال بعض التجاوزات التي تسجل من حين لآخر في عدد من القنوات الخاصة إلى نقص الخبرة والتأطير الكافي في مجال السمعي، البصري على اعتبار أنها قنوات فتية قال الوزير تنقصها الخبرة لكنها في المقابل تبقى قنوات تبث مضمونا جزائريا يجب تشجيعها لدعم مشهد السمعي البصري في الجزائر وذلك في إطار احترام قواعد أخلاقيات المهنة ودفتر الشروط. وفي ظل غزو المواقع الإلكترونية للفضاء الرقمي، أفاد كعوان بأن الجزائر ليست في منأى عما يحدث في العالم، فهذه المواقع لا تشكل حسبه تهديدا للصحافة التقليدية، وإنما استطاعت أن تؤثر عليها بعض الشيء، فصحفي اليوم لم يعد يحتكر المعلومة، كما أنه لم يبق الحلقة الأساسية في إنتاجها رافضا تداول تسمية الصحافة الالكترونية في الجزائر قائلا: هو مجرد حضور على الأنترنت بزخم كبير من الأخبار ، منتقدا في هذا السياق أولئك الذين امتهنوا مهنة الصحفي المحترف في نقل الخبر وهي ظاهرة غير صحية للصحافة يراها الوزير ولوسائل الإعلام المحترفة. حرية التعبير موجودة وظروف العمل مفقودة. من جهة أخرى، لم ينفي العديد من الصحفيين والإعلاميين في يومهم الوطني وجود مساحة لاباس بها من حرية التعبير والرأي، التي يمتع بها الصحفي الجزائري، إلا أنهم لم يخفوا ظروف العمل الصعبة التي تعيشها معظم المنابر الإعلامية. وفي السياق، ترى الصحفية نايلة بن رحال من يومية Horizons الناطقة بالفرنسية، في تصريح ل السياسي ، أن ما يميز الصحافة في السنوات الأخيرة هو الأزمة المالية التي انعكست سلبا على الظروف السوسيومهنية للصحفيين ومردودهم، وخاصة نوعية المادة الإعلامية التي يقدمونها، مشيرة إلى أن الصحفي في ظل هذه الظروف أصبح موظفا وليس صحفيا رساليا يؤدي مهنة نبيلة ورسالة اجتماعية قوية، وأضافت بن رحال، أن ما زاد الطين بلة هو غياب تنظيم يؤطر الصحفيين اليوم يضمن حماية حقوقهم ويدافع عنهم في غياب إرادة لدى الصحفيين انفسهم. من جهتها، قالت الصحفية بجريدة المحور اليومي، حكيمة ذهيبي، في تصريح ل السياسي ، أنها كصحفية، تتطلع إلى تنصيب النصوص التنظيمية للصحافة من أجل تحسين أداء الصحفي لاسيما سلطة ضبط الصحافة المكتوبة ومجلس أخلاقيات المهنة وكذا تفعيل دور سلطة ضبط السمعي، البصري. بدورها، تمنت الصحفية عتيقة مغوفل، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، أن يعود هذا العيد على جميع الأسرة الإعلامية بأعوام مديدة على أن يجد الإعلاميين والصحفيين الجزائريين في أحسن حال