لا يزال الجدل حول جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من عدمه قائما، خاصة بعد نفي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لتحريم الاحتفال بهذه المناسبة عقب تصريحات رئيس هيئة الإفتاء، الذي أكد في تصريحات منسوبة إليه على عدم جوزا الاحتفالات كونها بدعة، ليخرج امس وينسب هذه الأخيرة لموقفه الشخصي بعيدات عن هيئة الإفتاء، وهو ما يعتبر تناقض كبير في المواقف خاصة أنه لا يمثل نفسه وكل موقف صادر منه يعبر عن موقف هيئة الإفتاء. وفي السياق، أوضح رئيس لجنة الدعوة والإرشاد والإفتاء بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن ما صدر عنه من مواقف حول عدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو تعبير عن موقفه الشخصي، وليس عن موقف هيئة الإفتاء للجمعية. وأوضح الشيخ بن حنفية العابدين، في منشور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، أن ما أعيد نشره من بعض ما اشتمل عليه كتابه عن الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما رافق ذلك من جدل واسع حول الأمر، ما استدعى هذا التصحيح، مشيرا إلى أن القول بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس صادر عن لجنة الدعوة والإرشاد والإفتاء بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بل هو موقف خاص بالشيخ فقط، مضيفا أن الكلام في هذا الأمر لا فائدة منه قائلا: إني وإن كنت متمسكا بما في ذلك الذي كتبته من عدم مشروعية هذا الاحتفال، فإني لا أرى فائدة في الكلام على هذا الأمر مجددا، إلا إذا سئل المرء فيتعين عليه البيان لما ورد في كاتم العلم متى سئل عنه من الوعيد . وأشار الشيخ إلى ضرورة عدم جعل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من عدمه سببا للخصام والشقاق وتبادل التهم كل سنة، مشيرا بالقول: من الخير للناس أن بربأوا بأنفسهم عن جعل هذه المناسبة كل عام ظرفا للخصام والشقاق وتبادل التهم، ومن تكلم فليلتزم أدب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، والله الهادي . وفي هذا الإطار، لم يهضم العديد من الداعين إلى تحريم وعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فصل الشيخ بن حنفية العابدين لموقفه من هذا الأمر عن موقف لجنة الدعوة والإرشاد والإفتاء لجمعية العلماء المسلمين التي يعتبر رئيسا لها، مؤكدين أن كل فتوى أو موقف صادر عنه من المفروض أن يعبر عن موقف هيئة الإفتاء باعتباره رئيسا لها وليس عليه الفصل بين مواقفه الشخصية مواقف الهيئة، لان ذلك سيساهم في فقدان المواطنين الثقة في الفتاوى الصادرة عن هذه الأخيرة. وكانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قد نفت قيام لجنة الإفتاء التابعة لها بإصدار أي فتوى حول تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف المصادف ليوم الثلاثاء المقبل، مؤكدة جواز الاحتفال بهذه المناسبة كونها تذكر بخصال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتجدد الصلة بها وتدعو للاقتداء برسول الله.