نفت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قيام لجنة الإفتاء التابعة لها بإصدار أي فتوى حول تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف المصادف ليوم الثلاثاء المقبل، مؤكدة جواز الاحتفال بهذه المناسبة كونها تذكر بخصال النبي محمد صلي الله عليه وسلم وتجدد الصلة بها وتدعو للاقتداء برسول الله. وفي السياق، نشرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تنبيه وتوضيح ، يؤكد عدم إصدار لجنة الإفتاء التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين أي فتوى بشأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مشيرة إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي من أدبيات الجمعية منذ نشأتها إلى يوم الناس هذا، ومن المعلوم أن الشيخ ابن باديس والشيخ الإبراهيمي وسائر علماء الجمعية يحتفلون بالمولد النبوي ولا أحد منهم قال ببدعيته تضيف الجمعية. وقدمت جمعية العلماء المسلمين فتاوى شيوخ الجمعية بشان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ومن ذلك الشيخ البشير الإبراهيمي الذي أكد على أن إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لمعاني النبوة وتذكير بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من هدى، وما كان عليه من كمالات نفسية ، فعلى المتكلمين في هذه الذكرى أن يذكّروا المسلمين بما كان عليه نبيهم من خلق عظيم، وبما كان لديهم من استعلاء بتلك الأخلاق. لهذه الناحية الحية أجاز الشيخ الإبراهيمي حسب جمعية العلماء المسلمين إقامَة هذه الاحتفالات، وأعدّها مواسم تربية، ودروس هداية، والقائلون ببدعيتها إنما تمثلوها في الناحية الميتة من قصص المولد الشائعة وأضافت الجمعية حسب أقوال الشيخ الإبراهيمي الذي اعتبر الحب الصحيح لمحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يدع صاحبه عن البدع ويحمله على الاقتداء الصحيح كما كان السلف يحبونه فيحيون سنته ويذودون عن شريعته ودينه من غير أن يقيموا له الموالد وينفقوا فيها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالح العامة إلى القليل منها فلا تجده، مشير إلى الاحتفال بالمولد على طريقة غير تلك الطريقة وبأسلوب غير الأسلوب فتتجلي فيه السيرة النبوية والأخلاق المحمدية وتكشف عما فيها من سر وما لها من الأثر في الإصلاح إذا تم إتباعها وفي الهلاك الذي تم الإعراض عنها، مضيفا أن في الاحتفالات تجديد للصلة بالنبي. رئيس هيئة بالإفتاء يحرم الاحتفال بالمولد ! من جهة أخرى، كان رئيس هيئة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين، الشيخ بن حنفية العابدين، قد أنكر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وأكد أن الاحتفال به لم يفعله السلف الصالح، مشددا في كلمة موجزة نشرها تحت عنوان مُخْتَصَر حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على أن هذا الاحتفال، لا يصح أن يكون تعبيرا عن محبة المسلم لنبيه لأن المحبة تقتضي الطاعة والمتابعة. من جهة أخرى ومع اقتراب المولد النبوي الشريف كل سنة تطفو على السطح فتاوى التحريم وجواز الاحتفال بهذه المناسبة، وهو ما دفع بوزير الشؤون الدينية إلى التصريح لوضع حد لهذا الجدال المتكرر كل سنة، حيث حث أئمة المساجد بالترفع عن السجال الذي فرض عليهم حول فقهية أو بدعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كون الأمر يتعلق بحب رسول الله، مضيفا أن من يريد منع الاحتفال يهدف إلى إفراغ قلوب الجزائريين من حب الرسول الذي غرس في قلوبهم. وبدورها ألزمت وزيرة التربية نورية بن غبريط المؤسسات التربوية بضرورة إحياء هذه المناسبة من خلال تنظيم مختلف النشاطات.