حل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، امس بالجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين، على رأس وفد رفيع المستوى. وتأتي هذه الزيارة حسب بيان لرئاسة الجمهورية لتوطيد العلاقات المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وستسمح بإعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي وتجسيد مشاريع الشراكة والاستثمار وفتح آفاق جديدة لرجال الأعمال من أجل رفع حجم التبادل التجاري وتوسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين . كما ستعطي هذه الزيارة زخما متجددا لمختلف الورشات الثنائية المنبثقة عن اجتماع الدورة الثالثة عشر للجنة المشتركة الجزائرية-السعودية، المنعقدة بالرياض في أفريل الفارط, والتي توجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون . وخلص بيان رئاسة الجمهورية إلى أن زيارة سمو ولي عهد المملكة العربية السعودية ستكون فرصة للتباحث وتبادل وجهات النظر بشأن المسائل السياسية والاقتصادية العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في بعض الدول الشقيقة، إضافة إلى تطورات سوق النفط . هذا و ينطلق اليوم بالمركز الدولي للمؤتمرات، الجزائر العاصمة، منتدى الأعمال الجزائري السعودي، لمناقشة عدة ملفات بين البلدين. وحسب منشور فايسبوكي لوزارة الصناعة والمناجم، امس يترأس هذا المنتدى، وزير الصناعة والمناجم، يوسف يوسفي، مناصفة مع نظيره السعودي، ماجد بن عبدالله القصبي. و اختلفت ردود الفعل السياسية و الشعبية بخصوص زيارة ولي العهد السعودي للجزائر بين مرحب و رافض،و في السياق عبرت أحزاب وشخصيات عن رفضها لهذه الزيارة، معتبرة أنها تهدف إلى تلميع صورة ولي العهد السعودي، في ظل شبهات تورط النظام السعودي في مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول يوم 2 أكتوبر الماضي. ونشر صحافيون ومثقفون بيانا اعترضوا فيه على زيارة ولي العهد السعودي. وجاء في الرسالة التي حملت عنوان لا لزيارة محمد بن سلمان ووقعتها 17 شخصية إعلامية وثقافية تستعد الجزائر لاستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في وقت كل العالم على يقين بأنه الآمر بجريمة فظيعة في حق الصحافي جمال خاشقجي . من جهته رأى القيادي في حركة حمس نصر الدين حمدادوش، أن توقيت الزيارة غير مناسب . وقال حمدادوش لسنا ضدّ العلاقات الطبيعية بيننا وبين أي دولة في العالم، ما عدا العدو الصهيوني، ولكن المعني بالزيارة (ولي العهد) وتوقيت الزيارة غير مناسب، ، وهذه الزيارة مفاجئة ومستهجنة وصادمة للرأي العام، ومن ثم فهو غير مرحّب به عندنا . وعدد حمدادوش مبررات رفض زيارة بن سلمان للجزائر، وإضافة إلى قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، تأتي ما يعتبره المتحدث معركة النفط، والتلاعب بالأسعار، والخضوع السعودي للابتزاز الأميركي، وحجم الأضرار التي نعاني منها، بسبب هذا الدور الوظيفي الذي تقوم به على حسابنا، فقد تسببّت في سقوط أسعار البترول من 82 دولاراً للبرميل إلى نحو 54 دولاراً، وهو ما يعني خسارة الجزائر لنحو 28 مليون دولار في اليوم، أي نحو 10 مليارات دولار في السنة . كذلك انتقدت حركة البناء الوطني، في بيان رسمي، زيارة بن سلمان للجزائر، واعتبرت أن خفض الرياض لأسعار النفط ودعم حفتر والثورة المضادة في تونس تضر بمصالح الجزائر. وجاء في البيان، أن مقدم ولي العهد السعودي إلى الجزائر يأتي في ظل صعوبات يعانيها الاقتصاد الوطني جراء تدهور أسعار النفط، وما انعكس ذلك سلبًا على معيشة المواطن بسبب قرارات المملكة وولي العهد محمد سلمان بتعويم السوق وخفض الأسعار، ولعله يرقى أحيانًا لإعلان حالة حرب حقيقية ضد العديد من الدول من بينها الجزائر . بالمقابل صرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية سابقا بمجلس الأمة، إبراهيم بولحية، أن زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عادية، تأتي في خضم توطيد العلاقات الثنائية. وأورد في تصريحات تلفزيونية امس أن الجزائر هي من استدعت ولي العهد، في وقت سابق، من أجل الإرتقاء بعلاقاتها مع السعودية إلى الممتازة. وفي رده على الأطراف التي اتهمت بن سلمان بالضلوع في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قال إنه لا يجوز لأي كان لعب دور القاضي والحكم دون أدلة تثبت التورط. وأضاف " لسنا قضاة للحكم على أي كان دون أدلة دامغة، وآل سعود في بلدهم الثاني، لطالما كانوا أصدقاء الجزائر، ووقفوا معها خلال الحرب ضد المستعمر الفرنسي."