قطعت مصلحة جراحة الشرايين بمستشفى الأخوات باج بالشلف أشواطا ملفتة فيما يخص العمليات المعقدة التي باتت تجرى لفائدة مرضى المنطقة والولايات المجاورة، حيث تم خلال السنة الجارية إجراء زهاء 45 عملية معقدة. وأوضح الدكتور المختص في جراحة الشرايين بذات المصلحة، يعقوب يوسف عشيرة، أن الطاقم الطبي الجراحي أجرى خلال سنة 2018 ما يربو عن 320 عملية في مختلف تخصصات جراحة الشرايين، من ضمنها 45 عملية معقدة تتعلق باختصاصات تضييق الشريان السباتي وعمليات الشريان الأبهر. وأبرز المتحدث، أن هذه العمليات تحتاج لطاقم طبي كفؤ وعديد التجهيزات والوسائل المتطورة، بالإضافة إلى استعدادات نفسية وجاهزية المريض للعملية تفاديا لتعقيدات قد تحدث خلال عملية الجراحة، مشيرا إلى أن فريقه تمكن من رفع التحدي والنجاح في هكذا عمليات من شأنها ترقية الخدمات الطبية والحد من تنقل المرضى الى العاصمة ووهران. وكانت ذات المصلحة تتكفل في البداية بإجراء عمليات الدوالي وتركيب ناصور لمرضى الكلى، لتنطلق مع بداية سنة 2017 أولى العمليات المعقدة على الشرايين كعمليات الشرايين للأطراف السفلية بالنسبة لمرضى مصابين بتقرحات القدم السكرية أو الجلطات التي تحدث انسداد على مستوى الشرايين. وتعد عمليات تضييق الشريان السباتي والشريان الأبهر من العمليات المعقدة التي باتت مضمونة بمصلحة الشرايين بمستشفى الأخوات باج، حيث تم في هذا السياق اجراء خلال الأسبوع الفارط بنجاح، ولأول مرة، عملية الشريان الأبهر لمريض في العقد الخامس من عمره. وتقوم هذه العملية على إحداث شق كبير على مستوى بطن المريض لاستبدال الشريان الأبهر (الذي يشهد عملية انسداد)، بآخر اصطناعي وربطه بشرايين الساقين، مما يسمح بإيصال الدم إليهما وشفائه (المريض) من آلام الانسداد. وارتفع عدد العمليات التي تم إجراؤها بمصلحة جراحة الشرايين من 70 عملية سنة 2016 (سنة دخولها حيز الخدمة) إلى 320 عملية إلى غاية هذه الآجال، فيما وصل عدد الفحوصات إلى 1920 فحص بعد أن كان لا يتجاوز 500 فحص خلال سنة 2016. ويأمل الطاقم الطبي لمصلحة جراحة الشرايين في التزود مستقبلا بالعتاد المخصص لقسطرة الشرايين، مما سيساهم في تقليل المدة الزمنية للعمليات وتقديم خدمة صحية راقية للمرضى. وفي هذا الصدد، أكد الدكتور يوسف عشيرة أن من شأن تدعيم المصلحة بعتاد متخصص في قسطرة الشرايين التقليل من المدة الزمنية للعمليات الجراحية التي تدوم في العادة 7 ساعات، والتخفيف من تعقيدات الجراحة الكلاسيكية على غرار النزيف الدموي وتأثيرات عملية التخدير. وتعتزم ذات المصلحة، وفقا لنفس المصدر، مضاعفة عدد العمليات واجراء أخرى معقدة كعمليات الشريان الكلوي والمعوي وحتى بعض التشوهات الخلقية للشريان الأبهر، بالإضافة الى زراعة الكلى. وثمّن مدير الصحة، مسعود قلفن، نجاح طاقم جراحة الشرايين المتكون من ثلاث أطباء أخصائيين في القيام بعمليات من هذا النوع والتي تعد، حسبه، إضافة نوعية للخدمات الطبية المقدمة في هذا المجال، لافتا إلى تدعيم هذه المصلحة خلال شهر مارس المقبل بأعوان التخدير والانعاش وكذا جهاز للقسطرة مع بداية العام المقبل. يذكر أنه تم افتتاح مصلحة جراحة الشرايين بمستشفى الأخوات باج سنة 2014، إلا أنها دخلت حيز الخدمة فعليا منذ سنة 2016، حيث أصبح بإمكان المرضى الذين يعانون من أمراض الشرايين اجراء عمليات جراحية في عديد التخصصات عوض تكبد مشقة التنقل إلى وهران والجزائر العاصمة.