انخفضت أسعار النفط ما يزيد عن دولار، أمس، متراجعة للجلسة الثالثة على التوالي، في الوقت الذي يثور فيه القلق بشأن فائض المعروض جراء تقارير عن تزايد المخزونات وتوقعات بإنتاج قياسي من النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. وتراجع برنت (مقياس للنفط الجزائري)، الذي نزل ما يزيد عن أربعة بالمئة في الجلسات الثلاث الأخيرة، إلى 58.10 دولارا للبرميل الثلاثاء، منخفضا ما يزيد عن 1.50 دولار مقارنة مع الإغلاق السابق. وبلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 58.62 دولارا للبرميل منخفضة 99 سنتا أو 1.66 بالمئة مقارنة مع الإغلاق السابق. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 91 سنتا أو 1.82 بالمئة إلى 48.97 دولارا للبرميل. ويقول متعاملون، إن الأسعار تتعرض لضغوط بسبب المخاوف بشأن الطلب على النفط في المستقبل في ظل ضعف النمو الاقتصادي العالمي والشكوك بشأن فعالية تخفيضات الإنتاج المزمعة التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وانخفض خام برنت والخام الأمريكي ما يزيد عن 30 بالمئة منذ مطلع أكتوبر تشرين الأول بسبب تخمة المخزونات العالمية، مع تداول خام غرب تكساس الوسيط عند مستويات غير مسجلة منذ أكتوبر 2017. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يوم الاثنين، إن من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط من سبعة أحواض كبيرة للنفط الصخري في الولاياتالمتحدة إلى ما يزيد عن ثمانية ملايين برميل يوميا بحلول نهاية العام وذلك للمرة الأولى، في حين لا تزال أسواق النفط تعاني، وسط ضغوط عالمية تتصل بمخاوف اقتصادية، وكذلك فائض المعروض، قال سهيل المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي، للصحافيين أمس، إن سوق النفط العالمية تشهد تصحيحاً. وأضاف المزروعي في مناسبة بدبي، أنه يتوقع أن يخفض الجميع إمدادات النفط بموجب الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في وقت سابق من الشهر الحالي في فيينا بين أوبك ومُصدرين من خارج المنظمة. ودخلت العقود الآجلة للنفط في الفترة الأخيرة موجة من الهبوط الشديد قضت على ما حققه النفط من ارتفاعات بدأت منذ أوائل 2017 واستمرت حتى منتصف أكتوبر الماضي، مبددة جميع المكاسب التي تحققت على مدار تلك الفترة. وحققت أسعار النفط العالمية ارتفاعات كبيرة على مدار العامين الماضيين، لكنه خلال الأشهر القليلة الماضية فقد عشرات الدولارات من سعر البرميل لعوامل اجتمعت على أسواق النفط أدت إلى انهيار إلى مستويات ما قبل اتفاق خفض الإنتاج لعام 2017، وهي العوامل التي تتضمن تراجع مخاوف هبوط المعروض العالمي بعد عودة العقوبات الأمريكية على إيران علاوة على الارتفاع المستمر في إنتاج النفط الأمريكي، والحرب التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين التي يرجح أنها كانت سببا في هبوط معدلات النمو لثاني أكبر اقتصادات العالم في الربع الثالث من 2018، والتي أثارت مخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط.