يواجه العديد من وكلاء السيارات المعتمدين وضعا معقدا للغاية، حيث سيكونون، بداية من السنة المقبلة، أمام حتمية دخول معترك الإنتاج محليا وعدم الاكتفاء بخدمات ما بعد البيع والضمان وقطع الغيار والمناولة، لتفادي مقصلة وقف النشاط. وبحسب تقارير إعلامية، أمس، فقد أنذرت وزارة الصناعة والمناجم كافة وكلاء السيارات المعتمدين في السوق الجزائرية والذين تناقص عددهم من 150 وكيل قبل سنة 2014 إلى أقل من 30 وكيلا بضرورة إيداع طلب ملف الاستثمار لتفصل فيه الحكومة. وتعود خطوة وزارة الصناعة والمناجم لكون دفتر الشروط الصادر سنة 2015 تنتهي صلاحيته سنة 2019، وسيكون ممثلو العلامات الأجنبية للسيارات ملزمين بالإنتاج بعد ثلاث سنوات من منع الاستيراد، حيث يشتغل الوكلاء المعنيون بإنذار الوزارة في خدمات ما بعد البيع والضمان وقطع الغيار والمناولة. ونقل موقع سبق برس ، أمس، عن مصدر مطّلع بوزارة الصناعة والمناجم قوله أن وكلاء السيارات المعتمدين اليوم أمام خيارين في السوق إما الاستثمار والمرور عبر طلب يتم إيداعه على طاولة المجلس الوطني للاستثمار أو وقف النشاط. ووفقا لذات المصادر، فإنه من بين المتعاملين الذين أودعوا طلبا رسميا سفيان حسناوي، صاحب علامة نيسان حيث وقّع المجلس الوطني للاستثمار موافقته على المشروع رسميا قبيل اسبوعين ويرتقب إنجاز المصنع سنة 2019 وتحديدا في نهاية السنة، كما يرتقب منح الموافقة قريبا لمشروع مصنع فورد في الجزائر، ويضاف ذلك لمشاريع السيارات الموجودة اصلا وهي رونو الفرنسية بوهران التي تنتظر شقيقتها بيجو قريبا وأيضا مصنع هيونداي لصاحبه محيي الدين طحكوت ومصنع فولسفاغن بالشراكة مع مجمع سوفاك بولاية غليزان ومصنع كيا بولاية باتنة. وكانت الحكومة قد أعطت موافقتها على 40 مشروعا للسيارات والشاحنات وأغلقت القائمة لتعود للتأكيد على أن القائمة غير نهائية ويمكن إعادة فتحها ومنح تراخيص جديدة في حال كان المشروع يستحق ذلك. ويواجه قطاع تركيب السيارات في الجزائر منذ أشهر أزمات متلاحقة ومعقدة ولا سيما بعدما عدلت الحكومة عن قرارها بتحديد عدد المصانع المرخص لها بالنشاط . ويؤكد خبراء أن العقبات الكثيرة في مناخ الاستثمار تجعل تكلفة تجميع السيارات في الجزائر أعلى من فاتورة استيرادها بنوعية أفضل، الأمر الذي يجعل تحقيق أهداف الحكومة المعلنة بالتحول إلى مركز لتصنيع وتصدير السيارات في غاية الصعوبة. وقررت الحكومة، منتصف شهر ديسمبر الماضي، حصر نشاط تجميع السيارات في 10 تراخيص فقط، نصفها لتجميع السيارات الصغيرة ونصفها الآخر لتجميع الشاحنات والحافلات والسيارات المخصصة لنقل البضائع. لكنها عادت بعد أيام وجمدت قرارها حتى نهاية جانفي الماضي، في أعقاب احتجاج عدد من علامات كبرى على استبعادها من النشاط، وإضافة علامات أخرى للقائمة. وبررت السلطات قرارها قبل التراجع عنه، بانعكاسات محتملة لنشاط التركيب والتجميع على نزيف العملة الصعبة للبلاد، من خلال تعدد وكثرة الوحدات وضعف نسبة الإدماج وتحول النشاط لبوابة جديدة للاستيراد.