تحتفل مدينة وهران هذه السنة بكرنفال أيراد ، حسب التقاليد البحتة لمنطقة بني سنوس بتلمسان، بأزياء تنكرية مصنوعة من جلود الأغنام والماعز. وجرت العادة أن تتم مجريات الكرنفال بعاصمة الغرب الجزائري بشيء من الحداثة غير أن المنظمين (مديرية الثقافة المحلية بالشراكة مع جمعية نوميديا )، فضّلوا تنظيمه هذه السنة وفقا للتقاليد البحتة لقرية بني سنوس التلمسانية مهد هذا التراث الأمازيغي. وقامت الجمعية الثقافية الوهرانية نوميديا المسؤولة عن إعداد الاحتفالات ب يناير بالشراكة مع مديرية الثقافة بالاستعانة بأعضاء جمعية باب الخميس ، وهي جمعية متخصصة في الحفاظ على التراث الأمازيغي والترويج له، مقرها ببني سنوس، للإشراف على تحضير الكرنفال بمشاركة جمعية الفن النشيط الوهرانية الشريك الاعتيادي في الحدث. وقال أحد أعضاء جمعية باب الخميس من بني سنوس، عبد الرحيم مكاوي، أن تحضيرات الكرنفال بدأت منذ عدة أيام بالتعاون مع أعضاء جمعية الفن النشيط حيث تم حياكة الألبسة التنكرية والأقنعة و التحضير للرقصات. ومن جهته، عبر رئيس جمعية الفن النشيط ، سمير زمور، عن سعادته بالتعامل مع الجمعية السنوسية غير أنه يعتبر تطوير الكرنفال وتحديثه لإخراجه من إطاره الفلكلوري البحت من شأنه أن يجعله أكثر استقطابا للجمهور. ويقول زمور، وهو كاتب ومخرج وممثل مسرحي، أنه ينبغي التفكير في تصميم عروض يعمل فيها فنانين على تصميم أقنعة وأزياء تنكرية أكثر جاذبية وجمال مستمدين الهامهم من التراث باستعمال نفس المواد الأولية أي جلود الكباش والماعز وبعض النباتات المحلية كالحلفاء والديس. ويعتبر كرنفال أيراد أبرز حدث في الاحتفالات المخصصة لرأس السنة الامازيغية بولاية تلمسان. ويقوم العشرات من الرجال المتنكرين بزي أسود باستعراضات راقصة فيها الكثير من الخشونة حيث يتبارزون لإنقاذ اللبؤة، حسب مكاوي، الذي أبرز أن التنكرات والأقنعة يصنعها أهل قرية بني سنوس من جلود الأغنام والماعز. وتشاركت هذه السنة جمعيتا الفن النشيط و باب الخميس في تحضير الكرنفال حيث يقوم تسعة أسود و لبؤة بعروض ورقصات بشوارع وهران مصحوبين بالعشرات من المشاركين متحلين بالألبسة التقليدية. وأشاد رئيس جمعية الفن النشيط بالجهود المبذولة من طرف أعضاء الجمعية السنوسية باب الخميس الذين حضروا عرضا تقليديا محضا، غير أنه يعتبر أن الألبسة التنكرية جد بسيطة تخلو من الإبداع وأن الرقصات تفتقر للبحث وأضاف زمور أنه ينبغي إشراك فنانين ومبدعين في الطبعات القادمة من أجل تقديم عروض أكثر جاذبية بأزياء مصممة وعروض مكتوبة دراميا، مبرزا أن العديد من الأنواع المسرحية التي تعرف رواجا كبيرا عبر العالم تم تطويرها انطلاقا من أنواع أكثر بساطة. وبين التقليد ولمسات الحداثة، يبقى كرنفال أيراد حدثا رائجا بتلمسان وبعض مدن الغرب الجزائري حيث بدأ منذ السنوات في الخروج من مهده ببني سنوس، ليندرج شيئا فشيئا في طقوس الاحتفال ب يناير بالعديد من المناطق.