تحتفل مدينة وهران هذه السنة بكرنفال *أيراد* حسب التقاليد البحتة لمنطقة بني سنوس (تلمسان) بأزياء تنكرية مصنوعة من جلود الأغنام والماعز. و جرت العادة أن تتم مجريات الكرنفال بعاصمة الغرب الجزائري بشيء من الحداثة غير أن المنظمين (مديرية الثقافة المحلية بالشراكة مع جمعية *نوميديا*) فضلوا تنظيمه هذه السنة وفقا للتقاليد البحتة لقرية بني سنوس التلمسانية مهد هذا التراث الأمازيغي. و قامت الجمعية الثقافية الوهرانية *نوميديا* المسؤولة عن إعداد الاحتفالات ب *ينّاير* بالشراكة مع مديرية الثقافة بالاستعانة بأعضاء جمعية *باب الخميس* و هي جمعية متخصصة في الحفاظ على التراث الأمازيغي و الترويج له, مقرها ببني سنوس, للإشراف على تحضير الكرنفال بمشاركة جمعية *الفن النشيط* الوهرانية الشريك الاعتيادي في الحدث. و قال أحد أعضاء جمعية *باب الخميس* من بني سنوس, عبد الرحيم مكاوي, أن تحضيرات الكرنفال بدأت منذ عدة أيام بالتعاون مع أعضاء جمعية *الفن النشيط* حيث تم حياكة الالبسة التنكرية و الاقنعة و التحضير للرقصات. و من جهته عبر رئيس جمعية *الفن النشيط*, سمير زمور, عن سعادته بالتعامل مع الجمعية السنوسية غير أنه يعتبر تطوير الكرنفال و تحديثه لإخراجه من اطاره الفلكلوري البحت من شأنه أن يجعله أكثر استقطابا للجمهور. و يقول السيد زمور و هو كاتب و مخرج و ممثل مسرحي, أنه ينبغي التفكير في تصميم عروض يعمل فيها فنانين على تصميم أقنعة و أزياء تنكرية أكثر جاذبية و جمال مستمدين الهامهم من التراث باستعمال نفس المواد الأولية أي جلود الكباش و الماعز و بعض النباتات المحلية كالحلفاء و الديس. و يعتبر كرنفال *أيراد* أبرز حدث في الإحتفالات المخصصة لراس السنة الامازيغية بولاية تلمسان. و يقوم العشرات من الرجال المتنكرين بزي أسود باستعراضات راقصة فيها الكثير من الخشونة حيث يتبارزون لإنقاذ اللبؤة, حسب السيد مكاوي, الذي أبرز أن التنكرات و الأقنعة يصنعها أهل قرية بني سنوس من جلود الأغنام و الماعز. و تتشارك هذه السنة جمعيتا *الفن النشيط* و *باب الخميس* في تحضير الكرنفال حيث يقوم تسعة أسود و لبؤة بعروض و رقصات بشوارع وهران مصحوبين بالعشرات من المشاركين متحلين بالألبسة التقليدية. و أشاد رئيس جمعية *الفن النشيط* بالجهود المبذولة من طرف أعضاء الجمعية السنوسية *باب الخميس* الذين حضروا عرضا *تقليديا محضا*, غير أنه يعتبر أن الألبسة التنكرية جد بسيطة تخلو من الابداع و أن الرقصات تفتقر للبحث. و أضاف السيد زمور أنه ينبغي إشراك فنانين و مبدعين في الطبعات القادمة من أجل تقديم عروض أكثر جاذبية بأزياء مصممة و عروض مكتوبة دراميا, مبرزا أن العديد من الأنواع المسرحية التي تعرف رواجا كبيرا عبر العالم تم تطويرها انطلاقا من أنواع أكثر بساطة. و بين التقليد و لمسات الحداثة يبقى كرنفال *ايراد* حدثا رائجا بتلمسان و بعض مدن الغرب الجزائري حيث بدأ منذ السنوات في الخروج من مهده ببني سنوس ليندرج شيئا فشيئا في طقوس الإحتفال بيناير بالعديد من المناطق.