بدأت التحضيرات للكرنفال الأمازيغي الذي ستقام فعاليته بعد غد الجمعة بعاصمة الغرب الجزائريوهران، في عرض احتفالي بتظاهرة 12 يناير أو رأس السنة البربرية، بمبادرة من «الجمعية الثقافية الفن النشيط لوهران» وبالتنسيق مع «جمعية نوميديا الثقافية».قال عضو الجمعية، المخرج المسرحي سمير زموري في تصريح ل «الشعب» إنّ هذا الكرنفال المصغّر، سيكون عبارة عن عرض فرجوي بعنوان «إيراد» المستلهم من احتفالية إيراد بني سنوس بمدينة تلمسان الذي تؤديه مجموعة من شباب هذه المنطقة الواقعة بمرتفعات جنوب ولاية تلمسان خلال الاحتفالات بعيد «يناير» المصادف ليوم 12 يناير من كل سنة لتخليد عادات وتقاليد تحاكي حقبة تاريخية معيّنة. حيث سيقوم أكثر من 30 فنانا تابعين لورشة المسرح النشيط لجمعة الفن النشيط بارتداء أقنعة وأزياء على شكل جلود حيوانات وبقايا الأقشمة، ويجوبون بها الشارع بطريقة كوليغرافية على وقع دقات القرقابو لفرقة الديوان، وذلك ما بعد صلاة الجمعة انطلاقا من متحف الفنون المعاصرة وإلى غاية الكتدرائية، أين سيقوم 12 شابا بتنظيم ورشة صغيرة حرة رفقة الجمهور في إطار ما يعرف بمسرح الشارع.ويعود تاريخ الاحتفال التقليدي بهذا العيد إلى انتصار الملك شاشناق سنة 950 قبل الميلاد على جيوش رمسيس من أسرة الفراعنة حسب الروايات التاريخية التي أشار إليها سمير زموري والذي أكد لنا أنه «بعد تلك المعركة المظفرة أنشأ سكان المنطقة كرنفال أيراد (الأسد بالأمازيغية) للرمز إلى النصر والسلم وتطلعهم بقدوم سنة جديدة وموسم فلاحي خصب ولفت «زموري» إلى أن هذا الكرنفال الذي يشكل حفلا شعبيا قديما، يتميّز بعدّة طقوس وتقاليد مميزة، غير أن تسميتها تتغير من جهة إلى أخرى على مستوى هذه المنطقة الجبلية، حيث يعرف عند سكان دوار تافسرة ب»الشيخ بوقرنان» و»كراع فريعة» لدى سكان قرى بني عشير وسيدي العربي وأولاد موسى وغيرها من المناطق الشاوية والقبائلية. أوضح محدّثنا أنّ كرنفالات «إيراد» تقام منذ 2968 أي على مدار أكثر من 30 قرنا، لإبراز التراث الثقافي والإنساني والحضاري الباهر للأمازيغ، كما أنها عبارة عن شكل من أشكال المسرح الإطالي أو ما يعرف بكوميديا دي لارتي، أي المسرح الشعبي أو مسرح الأقنعة الذي يربط الماضي بالحاضر في قوالب إبداعية فرجوية، تبرز التراث الثقافي والاجتماعي والإنساني. وهو ما جعله يناقض رأي الأكاديميين بأنّ المسرح الجزائري يعود إلى سنة 1926 بقدوم الناقد والكاتب والمسرحي والدراماتورج المصري جورج أبيض، يضيف نفس المصدر إنّ احتفالية «إيراد» حتى وإن لم تستطع أن تكون مسرحا كلاسيكيا إلا أنّها عبارة عن عرض فرجوي، يعتمد في ثيمته الرئيسية على عنصر المفارقات والمواقف والأحداث، في جو يفيض بالمرح والدعابة والطقوس الفلكلورية، وغيرها من أشكال اللعب المسرحي في تلك الفرج أو الحفلات. تابع قائلا: ومن أجل الحفاظ على الهوية الأمازيعية بعاداتها وطقوسها، تم تأسيس مهرجان محلي بوهران أُطلق عليه «كرنفال إيراد» سينظم النسخة الثالثة منه، يوم الجمعة 12 جانفي، بوسط المدينة، بحكم اتساع رقعة الإحتفال بهذه السنة وسط الفئات الشعبية المختلفة لسكانها، ناهيك عن الطبيعة السياحية للولاية وتفتحها على الثقافات. كما أشار إلى أنّ أول تجربة كانت في سنة 2015 ثم سنة 2016، فيما تم إلغاء هذه الإحتفالية الكرنفالية في السنة المنصرمة لظروف لم يفصل فيها، ومع ذلك أوضح أنّ تظاهرة هذه السّنة، تتميّز عن غيرها في كون أنّ جمعية «الفن النشيط» تحصّلت عن دعم مادي ومعنوي من الإتحاد الأوربي، وذلك في إطار برنامج دعم تنفيذ اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوربي، والذي مكّن الجمعية من إنشاء مشروع شراكة ومشروع تكوين مسرحي يشمل 60 متربصا من 15 إلى 30 سنة في عديد الاختصاصات المسرحية وعلى رأسها المؤثرات الصوتية والمؤثرات الضوئية والأداء التمثيلي والسينوغرافيا والكتابة الدرامية والسينوغرافيا.