العملية جاءت بعد حوالي 20 سنة من الانتظار مرضى يشيدون بدور المركز والتكفل الأمثل بهم مشروع إنجاز مستشفى لعلاج سرطان الأطفال في الأفق شهدت ولاية البليدة، مطلع سنة 2019، قفزة نوعية في مجال علاج داء السرطان، وذلك من خلال إجراء أول عملية لزراعة النخاع العظمي في جانفي الماضي بمركز مكافحة السرطان، بالإضافة إلى برمجة انجاز مشروع أول مستشفى لعلاج الأطفال المصابين بهذا المرض على المستوى الوطني بمبادرة من جمعية البدر . فبعد حوالي 20 سنة من الانتظار والترقب، قامت مصلحة أمراض الدم بمركز مكافحة السرطان بالبليدة، في جانفي الفارط، بإجراء أول عملية لزراعة النخاع العظمي لرجل يبلغ من العمر 57 سنة تعد سابقة من نوعها في تاريخ الولاية، وفقا لما ذكره مدير المركز. وأكد طاباش عمار، أن العملية التي أجريت من خلال أخذ خلايا سليمة من المريض نفسه وزرعها في مكان الخلايا المصابة تمت بنجاح، وذلك بفضل كفاءة الطاقم الطبي الذي تم تكوينه في المجال والتجهيزات اللازمة التي تم اقتناؤها خصيصا لهذا النوع من العمليات. وكشف في هذا الإطار عن إستقبال المركز يوم 13 فيفري الجاري لمريضين آخرين لإجراء نفس العملية كمرحلة أولى، في انتظار الشروع في إجراء عملية زراعة النخاع العظمي ولكن انطلاقا من خلايا تؤخذ من شخص آخر سليم ونقلها لشخص مريض، على أن تكون الأنسجة متطابقة بين الطرفين وهي تقنية دقيقة سيتم تجسيدها في المركز في غضون حوالي ثلاث سنوات. وسيساهم إجراء هذا النوع من العمليات الصعبة والمعقدة في بلادنا في تخفيف أعباء مصاريف العملية عن ميزانية الدولة، حيث تكلف هذه العملية في الخارج 30 مليون دج، علما أن مركز البليدة يعد المركز الثالث على المستوى الوطني الذي يجري هذا النوع من العمليات الجراحية. مركز مكافحة السرطان بالبليدة يستقبل مرضى من 45 ولاية وفي سياق آخر، صرح المتحدث أن المركز الذي يستقبل مرضى السرطان من حوالي 45 ولاية من الوطن، سيستفيد قريبا من إقتناء مسرع جديد بقرار من وزارة الصحة لتخفيف الضغط الكبير المسجل في قسم العلاج بالأشعة. وأفاد بأن مركز البليدة لديه حاليا ثلاث مسرعات فقط احدهم رئيسي تم اقتناؤه منذ 12 سنة يستعمل في علاج مختلف أنواع السرطانات، والآخريين ثانويين يعالجان بعض الأنواع من المرض فقط، مشيرا إلى أن المشكل يكمن في الإقبال اليومي الكبير للمرضى على قسم العلاج بالأشعة. ويسجل المسرع الرئيسي ضغطا كبيرا في حصص العلاج اليومية، حيث يعمل بشكل مضاعف من خلال علاج 200 مريض يوميا بدلا من 100 مريض، بالإضافة إلى عمل الفرق الطبية المختصة من الخامسة صباحا إلى التاسعة مساء. ولهذا، سيساهم المسرع الجديد كثيرا في رفع الضغط عن الوسائل المتوفرة لدينا ، إستنادا لذات المسؤول. مرضى يشيدون بنوعية التكفل بهم داخل المستشفى ويتميز مركز مكافحة السرطان بالبليدة بسمعة جيدة نظرا للكفاءات الطبية الجزائرية التي تمارس به والتجهيزات الحديثة التي يملكها، ولهذا يقصده المرضى بكثرة من معظم ولايات الوطن. وأكد المرضى، في مختلف أقسام المركز والغرف الاستشفائية، على النوعية الجيدة للتكفل بهم بهذه المنشأة الصحية، حيث أشادت السيدة عبد الله جميلة، 61 سنة من الجزائر العاصمة والتي تعالج من سرطان الجيوب الأنفية منذ سنة 2017، بالتكفل الجيد الذي تتلقاه في المركز، منوهة بالمجهودات الكبيرة التي يبذلها الطاقم الطبي من أطباء وشبه طبيين سواء من حيث المواعيد او حصص العلاج أو غيرها، وهو ما ساهم كثيرا في تحسن حالتها بشكل سريع. وتتفق برهوم أم الخير، 38 سنة من خميس مليانة (ولاية عين الدفلى) المصابة بسرطان المعدة، في الرأي مع رفيقتها في الغرفة، حيث أوضحت أنه تم استقبالها وإجراء عملية لها لاستئصال الورم فور قدومها للمستشفى، وهي تتابع حاليا حصص العلاج الكيميائي التي تجري في ظروف جيدة. ورغم أن احمد بحري 67 سنة من البليدة أشاد بالخدمة الطبية المقدمة للمرضى في المركز، إلا أنه إنتقد نوعية الأكل المقدمة، معتبرا إياها غير مدروسة ولا تتماشى مع النظام الغذائي الذي يتوجب أن يتبعه المريض المصاب بالسرطان كوجود السكريات فيه مثلا، داعيا إلى ضرورة الاستعانة باستشارة طبيب مختص في التغذية في الوجبات المقدمة للمرضى. ويضم مركز مكافحة السرطان أربعة أقسام وهي مصلحة العلاج بالأشعة ومصلحة علم الأورام ومصلحة العلاج الكيميائي ومصلحة الجراحة ومصلحة أمراض الدم، حيث يتم توجيه كل مريض للمصلحة المختصة كل حسب نوعية مرضه. كما يسهر فريق من الأطباء النفسانيين في جميع الأقسام على التكفل النفسي بالمرضى قبل وأثناء وبعد العلاج، وفقا للقائمين عليه. من جهة أخرى، لفتت الدكتورة بلشهب صونيا، مديرة فرعية للنشاطات الصحية بمركز مكافحة السرطان بالبليدة، إلى أن المركز يفتقر لقسم مخصص لعلاج سرطان الأطفال، قائلة أنه رغم ذلك، يتم دائما ايلاء الأولوية في العلاج للأطفال حيث يشرع في تلقيهم العلاج فور قدومهم للمستشفى دون مواعيد. وأبرزت في هذا الصدد، بأن المركز يستقبل عددا معتبرا من الأطفال يتم إعطاؤهم حصص للعلاج بالأشعة فقط وأحيانا يتم اللجوء إلى العلاج المنزلي، إلا أن هذا الأمر يشكل خطورة كبيرة على الطفل مما يتطلب انجاز مستشفى مخصص بالكامل لعلاج الأطفال. ورغم وجود وحدة مخصصة للأطفال بمستشفى حسيبة بن بوعلي للام والطفل تضم حوالي 12 سريرا، إلا أنها تبقى غير كافية تماما للتكفل الكامل بالأطفال المصابين بهذا الداء، وفقا لما صرحت به ذات الطبيبة، التي أشارت إلى أن المركز يستقبل سنويا ما لا يقل عن مائة طفل معظمهم مصاب بمرض هوتشكين (نوع من أنواع سرطان الدم) وبالأورام الدماغية، غير أن نسبة شفاء الأطفال تصل إلى غاية 90 بالمائة، خاصة إذا تم التكفل بهم كما يجب . بوادر تحقق حلم إنجاز أول مستشفى لعلاج سرطان الأطفال وبهدف مواجهة هذا المشكل الكبير الذي يؤرق أولياء الأطفال المصابين للسرطان وعلاج وشفاء أكبر عدد ممكن منهم، فكرت جمعية البدر ، الرائدة في مجال مساعدة مرضى السرطان، في إنجاز مشروع أول مستشفى لعلاج سرطان الأطفال على المستوى الوطني، وهي المبادرة التي إستحسنها الأخصائيون في المجال والمواطنون على حد سواء. وتعمل الجمعية على تحقيق حلم انجاز هذا المستشفى، حسب الدكتورة طروادادا، مختصة في معالجة السرطان بمركز البليدة وعضو في جمعية البدر ، من خلال تبرعات المحسنين، مشيرة الى انه سيعود بالفائدة على الأطفال المصابين، سواء المنحدرين من ولاية البليدة أو من باقي ولايات الوطن. وأضافت ذات المتحدثة، أن الجمعية نظمت طيلة يوم امس بالقاعة البيضاوية بالجزائر العاصمة تظاهرة معا لنبني مستشفى سرطان الأطفال لتحسيس الجميع بأهمية المشاركة ولو بتبرعات رمزية في بناء هذه المنشأة الصحية المكونة من 60 سريرا بالنسبة للجناح الطبي و30 غرفة لإقامة الأطفال المصابين وأوليائهم. وسيجنب هذا المستشفى، عند تجسيده على أرض الواقع، الأطفال المصابين بالسرطان وعائلاتهم والدولة عناء وأعباء مصاريف التنقل للعلاج في الخارج، وفقا لنفس المصدر، الذي أشار إلى أن الجمعية تلقت مؤخرا الموافقة الرسمية من وزارة الصحة لإنجازه على قطعة أرض تقدر مساحتها ب3000 متر مربع تقع بالقرب من مستشفى فرانس فانون.