انقضت، في منتصف ليلة الأحد، الآجال التي حددها المجلس الدستوري لإيداع ملفات الترشح الخاصة برئاسيات 18 أفريل المقبل، وقد أودع 20 مترشحا ملفاتهم لدى الهيئة الدستورية التي ستفصل في صحة هذه الملفات في غضون عشرة أيام. ويتعلق الأمر برئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، ورئيس حركة البناء، عبد القادر بن قرينة، ورئيس حركة الانفتاح، عمر بوعشة، ورئيس حزب النصر الوطني، عدول محفوظ، ورئيس حزب التجمع الجزائري، علي زغدود، ورئيس جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة، أحمد قوراية، ورئيس حزب عهد 54، علي فوزي رباعين، ورئيس حزب جبهة الحكم الراشد، عيسى بلهادي، وعبد الحكيم حمادي واللواء المتقاعد علي غديري، ورشيد نكاز وعبد الشفيق صنهاجي وعلي سكوري ومحمد بوفراش وعمارة محسن وبن طبي فرحات ولوط بوناطيرو وشعبان رزوق وعايب رؤوف (مترشحون أحرار). وتعهد المترشح عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة وجهها للجزائريين مساء الأحد، بتنظيم انتخابات مبكرة وتغيير النظام وتعديل الدستور وميلاد جمهورية جديدة، في حال منحه الشعب الجزائري ثقته خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أفريل المقبل. اما المترشح عايب رؤوف، فأكد عقب إيداعه ملف الترشح أنه في حال قبول ملفه من طرف المجلس الدستوري، فإنه سيدخل غمار الرئاسيات ببرنامج طموح أعده مجموعة من الخبراء الشباب ويتضمن حلولا لكل مشاكل المجتمع الجزائري، معربا عن أمله في بناء جمهورية ثانية يقودها الشباب. بدوره، المترشح لوط بوناطيرو أكد أنه يحمل مشروع يرتكز على الأصالة والحداثة والإصلاح. وأوضح ذات المترشح، أنه يسعى من خلال ترشحه للموعد الانتخابي المقبل إلى استكمال مسار المصالحة الوطنية باستحداث مسار العفو الشامل، وكذا إرجاع الثقة بين المسؤولين والمواطنين. كما قال المترشح شعبان رزوق أن طموحاته في الاستحقاقات المقبلة هي ذاتها طموحات الشعب الجزائري الذي يريد التغيير وبناء دولة الحق والعدل، مضيفا أن الشعب الجزائري أعطى درسا للعالم بمدى تحضره في المسيرات الأخيرة. من جهته، أكد المترشح علي فوزي رباعين عقب إيداعة الملف أنه يؤمن بالبديل السلمي وبالشعب الجزائري الذي أظهر قوته ورفع مطالبه التي ينبغي تلبيتها. وأضاف ذات المترشح، ان الجزائر هي حاليا في مفترق الطرق ولا ينبغي لبعض الأطراف أن تركب موجة احتجاجات الشباب الجزائري. بالمقابل، أكد المترشح فرحات بن طبي عقب إيداعه ملف الترشح، أنه تمكن من جمع 663 توقيع لمنتخبين محليين على مستوى 37 ولاية عبر الوطن، مؤكدا ثقته في الإدارة لإنجاح الاستحقاقات المقبلة التي سيكون فيها الصندوق هو الفيصل. وأوضح المترشح، الذي هو رجل أعمال، أنه يسعى إلى نقل التجربة الآسيوية من أجل تحقيق الطفرة الاقتصادية في الجزائر. المترشح عيسى بلهادي عقب إيداعه ملف الترشح، اكد بدوره أنه يطمح إلى الانتقال بالجزائر إلى جمهورية ثانية يسند فيها الحكم للنخب من جيل الاستقلال، وذلك من خلال رفع شعار التغيير والتجديد. واعتبر ذات المترشح، أن الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر ظاهرة صحية في حياة المجتمع والدولة، وأنه أحد عوامل إحداث التغيير لكن بشرط أن يكون هذا الحراك سلميا. اما المترشح محمد بوفراش، فابرز عقب إيداعه الملف أنه تمكن من جمع 65.000 توقيع لناخبين مسجلين على مستوى 27 ولاية بالاضافة إلى 50 توقيعا لمنتخبين محليين. وانتقد ذات المترشح العراقيل الادارية في عملية جمع استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية. كما أكد المترشح أحمد قوراية أنه قدم ملف الترشح كاملا مرفوقا ب68.500 توقيع من ناخبين مسجلين على مستوى أكثر من 31 ولاية. وأوضح ذات المترشح، أن هدفه هو الحفاظ على استقرار الدولة الجزائرية ومواصلة رسالة الشهداء، داعيا إلى تكاتف الجهود لتحقيق هذا المسعى. هذه هي حقيقة المترشح رشيد نكاز! من جهته، أودع المترشح رشيد نكاز، مساء الأحد، ملف ترشحه لرئاسيات 18 أفريل المقبل لدى المجلس الدستوري. وأكد نكاز، عقب إيداع ملف ترشحه، أنه استوفى كامل شروط الترشح وقدم ملفه كاملا للمجلس الدستوري واستلم وصل الإيداع. وأضاف المترشح، الذي هو من مواليد 1974، أن الناشط السياسي المعروف رشيد نكاز، الذي هو قريبه، سيتكفل بتنظيم الحملة الانتخابية لصالحه. ووسط دهشة الصحفيين والحضور، ذكر الشخص ذاته الذي يعمل ميكانيكيا أن رشيد نكاز السياسي الذي يحمل نفس اسمه لا يستطيع الترشح بسبب شرط الإقامة لمدة 10 سنوات دون انقطاع عن الجزائر، كما ينص الدستور في شروط الترشح لانتخابات الرئاسة. بوحجة يتراجع وبلعيد يلوح بالإنسحاب بدوره، فاجئ السعيد بوحجة جميع المتابعين مساء الأحد بالجزائر العاصمة، بإعلانه عن عدم مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك بسبب المناخ السياسي المتوتر. وقال بوحجة، خلال تنقله في ساعة متأخرة من يوم أمس الاول إلى مقر المجلس الدستوري من أجل إيداع ملف ترشحه للاستحقاقات المقبلة، أن الظرف السائد والمناخ السياسي المتوتر الذي تعيشه البلاد دفعني إلى الإمعان والتفكير للإقدام على هذه العملية الخطيرة (الترشح)، مؤكدا أنه قرر الانسحاب من سباق الرئاسيات بهدف الحفاظ على استقرار الجزائر. وفي سياق متصل، أكد بوحجة أن الجزائر بحاجة ماسة إلى جهود كل الخيرين من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، محذرا من السقوط في تأثيرات بعض الأطراف. وقد أكد بوحجة أنه استوفى كل شروط الترشح للرئاسيات المقبلة وتمكن من جمع 74 ألف توقيع، معتبرا أن ترشحه كان تلبية لدعوات الكثير من المواطنين والمجاهدين، وأن عدوله عن إيداع ملفه هو رسالة مفادها أن الشعب الجزائري أكبر من كل الاعتبارات. أما رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، فلوح بالانسحاب من سباق الرئاسيات المقبلة في حال الإصرار على ترشح رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لعهدة خامسة، كما أعلن عبد العزيز بلعيد تمسكه بإجراء الإنتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجرى يوم 18 أفريل القادم. وسابقًا، أعلنت قيادات معارضة انسحابها من سباق الرئاسة على غرار رئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس، وعبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، ولويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، وانحيازها للحراك الشعبي المطالب بالتغيير.