قدم الجزائريون للجمعة الرابعة تواليا، بمسيراتهم الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير الجذري و الإصلاحات الشاملة، درسا لكل الأطراف الداخلية و الخارجية بأن درجة الوعي لديهم فاقت كل التصورات وأنهم حريصون على أمن و استقرار بلادهم،و يؤكد العدد الضئيل من الموقوفين خلال المظاهرات عبر التراب الوطني التزام ملايين الجزائريين بممارسة حقهم الدستوري في التظاهر والتعبير عن رأيهم بدون تجاوزات و خروقات،و بعيدا عن الفوضى و التخريب. و خلافا للجمعة الماضية التي شهدت عمليات تخريب معزولة طالت بعض احياء الجزائر العاصمة و ايضا المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية بتيليملي،لم تشهد جمعة امس الاول عمليات كبيرة مماثلة. و أوقفت مصالح الشرطة مساء يوم الجمعة 75 شخصا مع نهاية المظاهرات التي شهدتها الجزائر العاصمة، حسبما جاء في بيان للمديرية العامة للأمن الوطني. و جاء في البيان أن المديرية العامة للأمن الوطني سجلت نهاية يوم الجمعة توقيف 75 شخصا خلال عمليات حفظ النظام ببعض أحياء الجزائر العاصمة على إثر أحداث عنف و سرقة و تحطيم سيارات و تخريب لممتلكات عامة و خاصة . كما سجلت أيضا خلال هذه العملية، يضيف البيان، إصابة 11 شرطيا بجروح خفيفة حيث يتم التكفل بهم حاليا بالمصالح الطبية للأمن الوطني. و يؤكد العدد الضئيل من الموقوفين خلال المظاهرات عبر التراب الوطني ما سبق سرده حول درجة الوعي الكبيرة التي تحلى بها المحتجون أمس الاول، حيث التزم الآلاف بممارسة حقهم الدستوري في التظاهر والتعبير عن رأيهم بدون تجاوزات و خروقات،بعيدا عن الفوضى و التخريب،ما جعلهم يقدمون صورة حضارية عن الشعب الجزائري المحب لوطنه و المتمسك بمكتسبات الأمن و الاستقرار. مشاهد الشباب والنساء وحتى الأطفال وهم يسيرون بكل هدوء في شوارع معظم مناطق الوطن والجزائر العاصمة التي يُعتبر فيها التظاهر ممنوعًا منذ عام 2001 و في العديد من مناطق الوطن، ومن دون تخريب أثبتت أنهم قادرين على ممارسة حقهم الدستوري في التظاهر والتعبير عن رأيهم بكل سيادة،بعيدا عن الفوضى و التخريب. و أظهر المحتجون سلوكًا حضاريًا، بعدما نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لمواطنين ينظفون الشوارع والطرقات من الأوساخ وقارورات المياه التي رميت من طرف بعض المتظاهرين،بينما قدم آخرون الورود لرجال الشرطة الذين أمنوا المظاهرات بطريقة احترافية و راقية. الفيديوهات و الصور التي تم تداولها على نطاق واسع أدهشت وسائل الإعلام التي وقفت عاجزة أمام وصف السلوك الحضاري للمحتجين،حيث ابان هؤلاء عن وعي كبير بالمقارنة مع مواطني دول اخرى تتغنى بالحضارة و الديمقراطية و في مقدمتها فرنسا التي عرفت عمليات تخريب و فوضى بسبب مظاهرات ما يسمى السترات الصفراء مؤخرا. و خرج مئات الآلاف من المواطنين امس الاول وهذا للجمعة الرابعة على التوالي, في مسيرات سلمية حاشدة جابت أهم الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة والعديد من ولايات الوطن للمطالبة بالتغيير الجذري والشامل واحترام الدستور ورفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للجزائر.