قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم أمس أن موجة الاحتجاجات التي شهدتها عدة ولايات من الوطن وما صاحبها من أعمال تخريب ونهب للممتلكات العامة والخاصة هي كلها أعمال موجهة ضد الجزائر وليس إلى شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أو الحكومة. وقدم السيد بلخام خلال لقاء جمعه مع هيئة التنسيق التابعة للحزب نظم بمقر الآفلان بحيدرة بالعاصمة موقف حزبه من التطورات الأخيرة الحاصلة في البلاد معتبرا ان ''الجزائر هي الخاسر الأكبر'' من عمليات النهب والتعدي على الممتلكات وليس شخص بعينه وأبدى في هذا السياق أسفا شديدا لكون الاحتجاجات أخذت منحى ''الاعتداء والتخريب''، وجعل المحتجون الأملاك الوطنية العامة والخاصة هدفا لهم. ورفض السيد بلخادم في لقاء مقتضب مع الصحافيين التحليل القائل بأن هناك مؤامرة تحاك ضد شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة او الحكومة وذكر ان مظاهر التعبير عن الغضب في الشوارع تجاوزت ''المعقول'' وأصبح لا يمكن تصنيفها في أية خانة سواء في إطار الاحتجاج السياسي او الاجتماعي واستدل على ذلك بالشعارات التي ترفع خلال الاحتجاجات وقال ''لم نسمع خلال تلك الاحتجاجات عن شعارات سياسية او اجتماعية ولكن كنا نسمع تلك الأهازيج التي يرددها المناصرون في ملاعب كرة القدم''. ووصل السيد بلخادم الى قناعة مفادها ان تلك المظاهرات جاءت فقط بغرض السطو وارتكاب جرائم في حق ممتلكات الغير. وتساءل في هذا السياق عن الدوافع الحقيقة لخروج هؤلاء الشباب الى الشوارع، موضحا ان الذين يتظاهرون وبالنظر الى الفئة العمرية لا يمكن لهم ادارك حقيقة غلاء الأسعار كما يتم التسويق له. واعتبر عمليات التخريب جريمة لا تجد ما يبررها من مشاكل اجتماعية ولا من غلاء للأسعار، وأوضح ان التعبير عن المشاكل الاجتماعية عن طريق التخريب والسطو أمر مرفوض. ودعا في هذا السياق القوى الحية في البلاد وبخاصة منظمات المجتمع المدني والطبقة السياسية الى التحرك على النحو الذي يسمح بتأطير احتجاجات الشباب واللجوء الى التعبير السلمي عن المشاكل اليومية للمواطن بعيدا عن أي سلوك يؤدي الى عرقلة مسار التنمية في البلاد او يشكك في المجهودات الوطنية المبذولة منذ عشرية كاملة لإخراج البلاد من النفق. ويرى انه من واجب الجميع العمل على توعية الشباب وعلى استخدام وتفعيل وترشيد فضاءات الوساطة والحوار قصد نقل انشغالات المواطنين والتعبير عنها بالأساليب الحضارية، ومن ثمة حماية الممتلكات العمومية والخاصة والحفاظ على مكاسب الشعب وامن البلاد والإبقاء على الأمل قائما بالنظر الى الجهود التي تبذلها السلطات العمومية والمتعاملون الاقتصاديون في إنشاء مناصب الشغل وفرص العمل من خلال برامج التنمية والمخططات الخماسية. واتهم السيد بلخادم في هذا السياق وسائل إعلام أجنبية قال أنها ''تمارس التضليل'' في تناولها لتلك الاحتجاجات من خلال تصوير الجزائر على أنها ''بلد غني بشعب فقير'' وان مداخيل النفط تذهب، لا تستغل في التنمية بل تقوم جهات بنهبها، ونبه الى خطورة هذا التنصيف وتأثيراته السلبية على نفسية المواطنين. كما ان عملية التضليل تلك تهدف الى التشكيك في كل الانجازات المحققة في السنوات الماضية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. وعدد في هذا السياق الانجازات المحققة واعتبرها جديرة بالتثمين رغم ان الكثير من الأمور بحاجة الى تنمية. وفي سياق حديثه عن ضرورة التوعية أعلن عن تكليف مختلف المشرفين على هياكل الحزب على المستوى المحلي بالقيام بحملات تحسيس وتوعية للتنبيه بخطورة الوضع وضرورة الحفاظ على المكتسبات الوطنية المحققة.