المتظاهرون أكدوا أن الوحدة الوطنية والجيش خط أحمر تواصل الحراك الشعبي، للجمعة الخامسة على التوالي، للمطالبة بضرورة القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية جذرية وعميقة تصب في إطار جمهورية ثانية تستجيب لطموحات الشعب الجزائري الذي خرج في مسيرات مليونية منذ تاريخ 22 فيفري الفارط، وهذه المرة جاء رد الجزائريين قويا وبليغا على دعاة الفتنة والتفرقة من خلال شعارات رنانة ضربت عرابي الخراب في مقتل، وأبانت عن حجم الوعي الكبير التي يتسم به ملايين المتظاهرين في مختلف ولايات الوطن. ووجه المتظاهرون في العديد من ولايات الوطن رسالة قوية لدعاة الفتنة، وأولهم حركة الماك الانفصالية التي لم تفلح مساعيها لركوب موجة الاحتجاجات الشعبية بفضل وعي المواطنين الذين ردوا بقوة من خلال رفع العلم الوطني دون غيره في المسيرات، وتوجيه شعارات قوية تؤكد ان الوحدة الوطنية خط أحمر. من جهة أخرى، رد الجزائريون بطريقتهم الخاصة على بعض مشايخ ودعاة الفتنة في المشرق العربي والذين حاولوا تسميم العلاقات القوية التي تجمع الجيش الجزائري بشعبه، هنا ناهزت الاهازيج الشعبية الجيش الشعب خاوة خاوة عنان السماء، لتؤكد لكل المشككين أن الجيش الجزائري يبقى خطا احمر بالنسبة لكل الجزائريين وان المؤسسة العسكرية ومختلف أسلاك الأمن تحظى بثقة واحترام جميع أطياف المجتمع الجزائري. أما دعاة حرق أعلام بعض الدول الأجنبية، فكان مصير دعواتهم الخبيثة مزبلة التاريخ ، حيث وكعادة الجزائريين تم حمل العلم الجزائري إلى جانب العلم الفلسطيني دون غيرهم من الأعلام، تأكيدا على القيم والأخلاق التي تمنع المواطن الجزائري من الإساءة إلى الأمم الأخرى، وهنا اثبت الشعب حنكته في التعامل مع الوضع من خلال الدرس الكبير الذي قدمه الى العالم بأسره في الشوارع واتهم نشطاء في هذا السياق الدبلوماسي السابق العربي زيطوط بمحاولة توجيه الحراك إلى العنف نبعد دعوته لحرق أعلام دول الصين، روسيا وفرنسا، وأمريكا، وهنا وجه الشعب شعارات قوية لهذه الدول تؤكد أن الأمر يتعلق بشأن جزائري خالص لا يحق لأي دولة في العالم التدخل من قريب او من بعيد. وبدا جليا منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري، أن العديد من القوى الداخلية والخارجية لم تستسغ لحد الآن تلك الصور الحضارية الجميلة التي صنعها الملايين من الجزائريين المتظاهرين في شوارع مختلف ولايات الوطن للمطالبة بالتغيير الجذري والإصلاحات العميقة، حيث أبانت عن محاولات جديدة ومتجددة لتوظيف الحراك الشعبي في غير محله من خلال رفع شعارات للإنفصال وتكريس الجهوية المقيتة التي رفضها الجزائريون جملة وتفصيلا من خلال شعارات عديدة رفعت في العديد من ولايات الوطن، والتي اكدت ان الوحدة الوطنية خط احمر، وانه لا فرق بين عربي او شاوي او قبائلي او تارقي أو ميزابي لان ما يجمعهم هو حب الجزائر. واتفقت مجمل القراءات على ان هنالك أطرافا حاقدة تسعى لركوب موجة الاحتجاجات الشعبية لتحقيق مآرب شخصية على حساب ملايين الجزائريين، وذهبت القراءات ابعد من ذلك حينما تحدثت عن خطة جهنمية ممولة من الخارج لتفريق الجزائريين واستعمال الحراك الشعبي في غير محله، وتوجيه مطالب الشعب صوب قضايا تخدم اجندات تلك الأطراف الدولية الحاقدة على استقرار الجزائر، بالنظر لوقوفها في وجه ما يعرف بثورات الربيع العربي.