قرّرت القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني، التي يترأسها معاذ بوشارب، تنظيم المؤتمر الاستثنائي للحزب نهاية شهر أفريل المقبل، فيما جددت دعوتها لكل القوى السياسية للانخراط في خارطة الطريق التي دعا إليها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدة أن كل الاقتراحات التي تحاول أن تخلق حالات شغور في مؤسسات الدولة قد تؤدي الى الفوضى. وفي تصريح للصحافة عقب الاجتماع المغلق لأعضاء هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني الذي خصص لمناقشة مستجدات الساحة السياسية الوطنية، أكد عضو الهيئة حسين خلدون تمسك الهيئة بخارطة الطريق التي، كما قال، لا تزال سارية المفعول وتدعو كل القوى السياسية للانخراط فيها لربح الوقت. كما تؤكد الهيئة أيضا بأن كل الاقتراحات التي تحاول خلّف حالات شغور في المؤسسات قد تؤدي الى الفوضى، مشددا على ضرورة الاحتكام الى الشرعية الدستورية وأن لا يحدث أي شغور في أي مؤسسة من مؤسسات الدولة. وعبر خلدون عن تأسف الهيئة للتأخر والعزوف عن الالتحاق أو التعبير عن الرغبة في الانخراط في ندوة الإجماع الوطني هذه التي -كما قال- يرفضها الحراك وأيضا الطبقة السياسية التي دعت الى استحداث هيئة رئاسية متعددة. واعتبر أن الاقتراح المعبر عنه من طرف الطبقة السياسية (استحداث هيئة رئاسية) مرفوض لانه سيعيد استنساخ تجربة 1992 ومحاولة اقحام الجيش في العملية، وبالتالي، فإن العمل بخارطة الطريق هو الامثل في هذا الوقت، على حد قوله. وبعد أن جدد التأكيد على وقوف الحزب الى جانب الحراك والدعوة الى ضرورة الحفاظ على طابعه الشعبي والسلمي، حيا خلدون الجيش الوطني الشعبي وكافة اسلاك الامن على موقفها من حماية الحراك والوقوف كجهة لا تتدخل مباشرة في العملية السياسية المقبلة، وإنما كجهة تضمن هذا الانتقال السلس أي الذهاب الى جمهورية جديدة الذي أصبح الآن محل إجماع. وبعد أن اتهم بعض الاطراف التي تقف وراء الشعارات المناوئة للحزب وهم الخصوم التقليديين للحزب الذين يحاولون إبعاد الجبهة كما فعلوا في الماضي، انتقد خلدون بعض القنوات التلفزيونية التي، كما قال، أصبحت طرفا في الجهة التي تحاول الإساءة الى الحزب عبر تشويه الحقائق. تنصيب لجنة تحضير المؤتمر قريبا وفي شأن آخر، كشف خلدون أنه سيتم تنصيب، في غضون هذا الاسبوع، لجنة تحضير المؤتمر الاستثنائي الجامع للحزب، الذي سيكون فرصة للم أبناء الجبهة دون أي إقصاء وستكون توصياته عاكسة لطموحات الحزب كقيادة واستعدادا لمواجهة أي طارئ على الساحة السياسية. وذكر في هذا الإطار، أن هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني انشأها رئيس الحزب طبقا للمادة 31 من القانون الاساسي التي تخوله استدعاء مؤتمر استثنائي، مشيرا الى أن الحزب يعيش حراكا منذ أكثر من ثلاث سنوات وأن الازمة لن تحل إلا في إطار مؤتمر وأن مهمة الهيئة تنظيم المؤتمر الاستثنائي لا غير. انتخاب أمين عام جديد نهاية أفريل من جهتها، قالت عضو هيئة التسيير والمكلفة بالإعلام في الأفلان، سميرة كركوش، في تصريحات لموقع كل شيء عن الجزائر ، إن عقد المؤتمر الاستثنائي سيكون أواخر شهر أفريل، مبرزة أنه لا يوجد أي سبب لتأخيره عقب تأجيل رئاسيات 2019. وأوضحت كركوش، أن المهمة التي أوكلت لهيئة التسيير عقب حل كافة هياكل الحزب (المكتب السياسي، اللجنة المركزية) هي التحضير للمؤتمر الاستثنائي، لانتخاب أمين عام جديد ولجنة مركزية، وتجاوز أزمة الشرعية التي عانى منها حزب جبهة التحرير الوطني في السنوات الأخيرة. واستبعدت المتحدثة إمكانية مناقشة ملف الرئاسيات في أعقاب تزامن انعقاد المؤتمر مع نهاية عهدة بوتفليقة، مؤكدة أن الحزب في الوقت الراهن يبحث عن إعادة ترتيب بيته الداخلي، وإعادة انتخاب لجنة مركزية لن يتعدى عددها ال300 عضوا بالإضافة إلى انتخاب محافظ بكل ولاية. وقالت سميرة كركوش في السياق التنظيم السابق أضر بالحزب وسبب الكثير من المشاكل، وبالتالي، سيتم إعادة النظر في عدد أعضاء اللجنة المركزية وأمناء المحافظات مع تعديل مادة أو مادتين من القانون الأساس.