عقد مؤتمر استثنائي وتعيين هيئة تنفيذية قريبا نصّب أمس معاذ بوشارب، أمانة هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني، التي تم استحداثها مؤخرا بعد استقالة جمال ولد عباس من منصب الأمين العام للحزب، وأعلن عن التحضير لمؤتمر استثنائي سيعقد متى انتهت التحضيرات الخاصة به وتوفّرت الشروط، كما أعلن عن تشكيل هيئة تنفيذية للحزب في غضون الأيام القليلة القادمة. استلم معاذ بوشارب، بشكل رسمي أمس قيادة حزب جبهة التحرير الوطني خلفا للمغادر جمال ولد عباس، وقد أشرف بوشارب بالمقر الوطني للحزب على تنصيب أمانة هيئة تسيير الآفلان التي تتكون من ستة أعضاء زائد هو بصفته منسقا لها، وتتكون تشكيلة أمانة هيئة التسيير الجديدة من ثلاث نساء وثلاثة رجال، هم ليلى الطيب، سعيدة بوناب، وسميرة كركوش، و محمود قمامة، السعيد لخضاري ومصطفى كريم رحيال، وكلهم كانوا أعضاء في المكتب السياسي القديم عدا سميرة كركوش التي كانت نائبا عن ولاية الجزائر في العهدة التشريعية السابقة. وقال معاذ بوشارب خلال حفل التنصيب أن أمانة هيئة التسيير هذه تم استحداثها مؤخرا وفقا لتعليمات وأوامر رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، موضحا أن أهدافها في المرحلة القادمة تتمثل في إعادة الاعتبار للسير الحسن للحزب، ولململة صفوف مناضليه دون إقصاء أو تهميش، وإعطاء العمل السياسي والنضالي قيمته الحقيقية، وإشراك كل الطاقات الحية للحزب والتمكين له من الاستمرارية دوما في مكانته الرائدة باعتباره قاطرة الحياة السياسية الوطنية، والتمكين له في الاستحقاقات والمحطات القادمة. كما شدد بوشارب أيضا على أن المهمة الأساسية للقيادة الجديدة أو أمانة هيئة التسيير تتمثل في العمل بكل هوادة وبكل إخلاص من أجل الوصول بالحزب إلى عقد «مؤتمر استثنائي» يتم بموجبه تمكين المناضلات والمناضلين من أن يكونوا في الطليعة، مؤتمر جامع بأتم معنى الكلمة تشرك فيه كل الطاقات من أجل إعادة بناء الحزب وفقة نظرة مستقبلية. كما تحدث بوشارب أيضا عن تنصيب «هيئة تنفيذية» للحزب في الأيام القليلة المقبلة- ربما قبل نهاية الأسبوع- تعمل بالتنسيق مع أمانة هيئة التسيير، و هي تتكون من خيرة إطارات الحزب ويكون عملها أساسا مع القواعد. خارطة الطريق الجديدة التي رسمها معاذ بوشارب بصفته منسق القيادة الجديدة للحزب العتيد قال إن تحقيقها ليس بالعمل الهين والسهل وهو يتطلب صرامة وجدية وتفاعلا مع الحس النضالي النابع من أدبيات وأبجديات الحزب، من أجل الذهاب بالآفلان نحو وضع جديد، لكن تحقيق كل هذه الأهداف ليس مستحيلا يضيف ذات المتحدث. كما شدد أيضا على أن الحزب سيحرص على الالتزام بالقيم والثوابت الوطنية المنبثقة من ثورة أول نوفمبر من أجل بلوغ الأهداف المنشودة، وأكد البقاء والوفاء على الخط السليم للحزب، ودعم برنامج رئيس الجمهورية بكل قوة ومسايرة العمل الكبير الذي قام به من أجل الاستمرارية، وتطبيق برنامج الرئيس بكل حذافيره. وردا عن سؤال حول تاريخ عقد المؤتمر الاستثنائي قال معاذ بوشارب أن التحضير له سيبدأ من اليوم وعندما تنتهي كل التحضيرات وتتجمع كل شروط عقده سيعقد، أما عن تجاوز اللجنة المركزية أولا بحكم عدم العودة إليها لاختيار قيادة جديدة، وأيضا تجاوزها مستقبلا بحكم إنشاء هيئة تنفيذية جديدة فقد دافع المتحدث عن منصبه الجديد والطريقة التي وصل بها إليه، واعتبر أنه لا يمكن الانتقاص من قيمة أي كان، و تحدث دون أي عقدة في هذا الجانب، مؤكدا فقط أن المسؤولية أعوام وما يجمع الكل هو النضال، ومسألة اللجنة المركزية لن تعقد القيادة الجديدة لأن للحزب رئيس وعندما يتخذ هذا الأخير أي قرار فإنه على جميع المناضلين الالتزام، وهو متأكد بأنهم سيلتزمون بكل قرارات رئيس الحزب. وشكر بوشارب كل الأمناء العامين الذين تعاقبوا على قيادة الحزب وآخرهم جمال ولد عباس، الذي قال إنه اتصل به أمس وقد قدم كل التهاني لجميع أعضاء هيئة تسيير الحزب ووضع خبرته تحت تصرفها، مشددا على أن الحزب اليوم أمام انطلاقة جديدة. أما عن سؤال بخصوص ترشيح رئيس الحزب للاستحقاق الرئاسي القادم فقد أوضح منسق هيئة تسيير الآفلان أن أمامهم كل الوقت وهذا الأمر يترك لوقته وسيتم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بشأنه، لكن برنامج الرئيس الممتد على مدى عقود فإنه يحظى بالدعم الكامل للآفلان وحسب مصادر مطلعة فإنه بعد تنصيب أمانة هيئة التسيير أمس وتنصيب الهيئة التنفيذية في قادم الأيام سيتم تنصيب منسق للحزب في كل ولاية يتولى تسيير شؤونه في ولايته إلى غاية عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب، ما يعني التخلي عن كل الهياكل القيادية والقاعدية المنبثقة عن المؤتمر العاشر الأخير المنعقد في مارس 2015.