استمتع عشاق أب الفنون بباتنة، مساء أمس الاول، بمسرحية (أتاويغ) ومعناها بالعربية سآخذها ، في عرضها الشرفي الذي قدم على خشبة المسرح الجهوي. وتابع الحضور المشكل في غالبيته من العائلات العرض الذي أنتجته التعاونية الثقافية الإبداع، وتجاوب مع كل الأحداث التي جرت على الخشبة. وتروي مسرحية (أتاويغ)، التي كتب نصها مسعود حجيرة وأخرجها عزالدين بن عمر، الواقع المعاش من طرف فئة عمال النظافة من خلال 3 شخصيات متفاوتة الأعمار تسترسل في لحظة من الزمن للحديث عن أحلامها وآمالها في الحياة، وسط ديكور يعكس طبيعة وقساوة الظروف التي يمارس فيها عامل النظافة نشاطه اليومي. وتتمثل شخصيات العرض التي تجاوب معها الجمهور وتعاطف معها في كثير من الأحيان، في شاب متخرج من الجامعة اضطرته الظروف أن يمتهن جمع القمامة وأحب فتاة ميسورة الحال، لكنه فضل الصمت على أن يجد نفسه مرفوضا بسبب عمله، والثاني كهل على أبواب التقاعد ووجد نفسه في حالة مزرية زاد من حدتها ديون متفاقمة وابن على حافة الجنون بعد إصابته بانهيار عصبي. أما الثالث وهو سائق شاحنة لجمع النفايات، فهو شخص أناني ساذج لا يفكر سوى في تحقيق مصالحه الضيقة. ويتفاجأ أبطال المسرحية الثلاثة الذين يجمعهم مصير واحد متوقف على سلامة الشاحنة بسرقة العجلة الإضافية للمركبة دون التوصل إلى سارقها، فيتبادلون التهم في قالب كوميدي ساخر يعكس معاناتهم مع الظروف التي جمعتهم، وكذا المجتمع وسلبيات المهنة. وفي تصريح، أفاد مخرج العرض عزالدين بن عمر، بأن أتاويغ تهدف إلى الغوص في أوساط فئة من المجتمع وتسليط الضوء على جانب من واقعها اليومي بمعالجة مسرحية مستمدة من الكوميديا السوداء. ويعد هذا العرض المسرحي ال15 الذي تنتجه التعاونية الثقافية الإبداع بباتنة منذ نشأتها في سنة 2013، حسب رئيسها جمال الصغير، الذي أوضح بأنه تم تمويل أغلب هذه الأعمال من صندوق الدعم التابع لوزارة الثقافة.