تسارعت الأحداث بشكل دراماتيكي داخل بيت الأفافاس، حيث رفضت الهيئة الرئاسية لجبهة القوى الإشتراكية استقالة السكرتير الأول، حكيم بلحسن، من منصبه، في تحد صريح لمعارضي القيادة الحالية، الذين أصدروا بدورهم اتهامات خطيرة لأتباع علي العسكري، مؤكدين إصرارهم على تصحيح الخط السياسي للحزب. ورفضت الهيئة الرئاسية لجبهة القوى الإشتراكية استقالة السكرتير الأول حكيم بلحسن من منصبه، وجاء في بيان للهيئة وقعه علي العسكري، أمس، أن الهيئة بعد إجتماعها أمس لقراءة استقالة بلحسل، ترفض بغالبيتها القرار وتدعوه للإحتفاظ بمنصبه، وأبدت قيادة الأفافاس تفهمها لبحسل وإحساسه بالمسؤولية في ظل الأوضاع الذي عرفها الحزب مؤخرا. وفي الجهة المقابلة، اتهم النائب البرلماني والقيادي في جبهة القوى الاشتراكية، جمال بهلول، قيادة الافافاس بلقاء عمار غول والاخضر الابراهيمي ورمطان لعمامرة، مؤكدا أن المناضلين قالوا كفى لهذه القيادة. واعتبر بهلول، في حوار أجراه مع موقع TSA أمس، انه وعلى عكس ما يقوله منسق الهيئة الرئاسية علي لعسكري، فإن مناضلي الافافاس منضبطون وملتزمون، وهم جزء من مدرسة الافافاس الديمقراطية والمكافحة سلميا، مؤكدا أنهم يستمدون ذلك من فلسفة آيت أحمد، لذلك لا يمكن لأحد أن يُتهم مناضلي الحزب بالعنف. وأكد النائب البرلماني، أن المناضلين كانوا مصممين بشكل جماعي على حماية حزبهم، يوم السبت، وأضاف: أُنكر أي لجوء إلى العنف، فقد طلب المناضلون من هؤلاء المسؤولين ترك المقر الوطني والمجلس الوطني، لا أكثر ولا أقل . واعتبر بهلول أن الحزب يعود اليوم إلى مناضليه والعودة الشرعية إلى القاعدية النضالية، متهما هيئة التسيير وعلى رأسها علي لعسكري، منسق الهيئة، بإجراء مفاوضات مع السلطة، على عكس مبادئ الحزب الذي كان دائما مع الشعب، حيث يقول: كانت هناك محاولة لانحراف الخط السياسي للحزب من خلال لقاءات مع عمار غول وآخرين مثل الدبلوماسيين السابقين لعمارة والإبراهيمي . وأضاف لذات المصدر الاعلامي: حزب جبهة القوى الاشتراكية هو حزب معارض ولن يقوم أحد بتطبيعه ولا أحد سيُدخل الحزب في معارك السلطة، حزب جبهة القوى الاشتراكية هو حزب سياسي يدعو إلى تغيير جذري للنظام منذ بدايته. لا أحد يستطيع تغيير المسار أو الخط السياسي للحزب . تجدر الإشارة، أن مقر جبهة القوى الإشتراكية بالعاصمة شهد يوم السبت اشتباكات عنيفة بين معارضي لعسكري ومؤيديه أدت لتعطيل دورة المجلس الوطني، قبل ان يقرر الامين الاول للحزب المعين منذ شهر واحد حكيم بلحسل الاستقالة من منصبه. وقال بلحسل في رسالة استقالته، ان جبهة القوى الاشتراكية وصلت الى وضعية مأساوية وحتى فوضوية، معربا عن قناعته بان هذه الازمة الداخلية سببها اعتبارات خفية لن يكشف عنها الا التوقيت السياسي. وخلص الى ان الاحداث التي جرت بالمقر الوطني قد ابانت عن ازمة سياسية لا يمكن ان تكون خارجة عن الوضعية السياسية السائدة في البلاد، لذلك فان كل واحد مطالب بتحمل مسؤولياته امام التاريخ وامام الشعب الجزائري.