أحيت بلدية أولاد بوعشرة (37 كلم غرب المدية) الذكرى ال60 لاستشهاد العقيد سي امحمد بوقرة بالولاية التاريخية الرابعة. وككل سنة، تجمع أمام النصب التذكاري المخلد للشهيد حشد غفير من قدماء مجاهدي جيش التحرير الوطني قدموا من الولايات المجاورة ومواطنين لإحياء ذكرى هذا القائد الفذ. وكان العقيد سي امحمد بوقرة خبيرا عسكريا استراتيجيا تمكن من تغيير ميزان القوى في مجال العمليات لصالح قوات جيش التحرير الوطني خلال السنتين اللتين قضاهما على رأس قيادة الولاية التاريخية الرابعة من أفريل 1957 إلى غاية 5 ماي 1959. ولم تقتصر مشاركته في الثورة على العمليات المسلحة التي نفذها على مستوى الولاية التاريخية الرابعة نظرا لتميزه عن أقرانه من الولايات الأخرى بحكمته وعبقريته العسكرية وشخصيته القوية مما جعله محل استشارة لدى اتخاذ القرارات الرئيسية في بعض اجتماعات القادة الرئيسيين للثورة. ولد الشهيد امحمد بوقرة في 2 ديسمبر 1928 بخميس مليانة (عين الدفلى) وفي أعقاب الانتفاضة الشعبية في 8 ماي 1945 أدخل سجون الاستعمار، وفور إطلاق سراحه انضم لصفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية، غير أنه ألقي القبض عليه للمرة الثانية عام 1951 بتهمة أنشطة سياسية تخريبية، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات. ولدى اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، كلف سي امحمد بوقرة بتنظيم المقاومة المسلحة في عمرونة بثنية الحد. وفي 20 أوت 1956 شارك الشهيد في مؤتمر الصومام وعين مسؤولا سياسيا وعضوا في مجلس الولاية التاريخية الرابعة لتتم ترقيته في عام 1958 إلى رتبة عقيد، ثم عيّن على رأس قوات جيش التحرير الوطني التي تعمل في جميع أنحاء أراضي هذه الولاية إلى غاية استشهاده في 5 ماي 1959.