تستعد العائلة الورڤلية لإستقبال شهر رمضان المبارك في أجواء تطبعها التحضيرات المكثفة، وتهافت كبير على محلات العطارين لإقتناء مستلزمات تحضير الأطباق الرمضانية، لاسيما منها الأكلات التقليدية. وتشهد السوق المتواجدة بقلب القصر العتيق بورڤلة هذه الأيام زحفا كبيرا للمتسوقات، خاصة على محلات العطارين وطاولات بيع التوابل والأعشاب الطبيعة التي تعرف رواجا كبيرا في مثل هذه الأيام لأهميتها في المطبخ. ويقول الحاج عروم، أحد أقدم باعة الأعشاب الطبيعية بالقصر العتيق، أن الإقبال على التوابل والبهارات المختلفة يزداد بشكل كبير عشية حلول شهر رمضان الفضيل. ومن بين أكثر التوابل التي تلقى رواجا البسباس و الكسبرة و الكروية و الفلفل الأسود ، أما الأسعار فهي تختلف حسب الكمية المراد اقتناؤها. ومن جهتها، أكدت زهية (ماكثة في البيت) أنها تحرص كل عام أن تعطر أكلاتها الرمضانية بتوابل جديدة غير التي تباع في الأكياس البلاستيكية لدى البقالين، فيما أسرت السيدة أم محمود (في العقد الرابع) أنها تفضل اقتناء التوابل من المحلات المتخصصة. وبدورها، أكدت رقية (55 سنة) بقولها: أهتم كثيرا بتحضير التوابل في المنزل، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، بحيث أقتني الأعشاب الضرورية من محلات العطارين لتحضير التوابل بمقاديرها الأساسية، على غرار رأس الحانوت الذي أستخدمه في طبخ بعض الأطباق، إلى جانب تحضير توابل تقليدية المعروفة ب السراير ، وهي عبارة عن خلطة من الأعشاب المختلفة التي تستعمل خاصة في إعداد الحساء أو الحريرة . الكليلة .. الخلطة الغذائية المفضلة للصائمين لازالت بعض العائلات بورڤلة تحتفظ ببعض الأكلات التقليدية التي تقوم بتحضيرها خلال شهر رمضان المعظم فقط. ومن بين تلك الأكلات التي تشتهر بها المنطقة، الكليلة ، التي هي عبارة عن خلطة غذائية تقليدية يتم إعدادها لفائدة الصائم طيلة شهر الصيام والتي تحضر من مقادير متنوعة، ومادتها الأساسية حليب الماعز أو الأغنام المجفف بطرق تقليدية، ويتم تنظيف هذا الحليب المجفف بالماء قبل أن يفتت الى قطع صغيرة ويرحى ويخلط مع كميات من التمر والذي عادة ما يكون من نوع الغرس ، ثم تضاف له الزبدة ويفضل السمن أو الدهان العربي ، وقليلا من السميد المحمص قبل أن يتم عجن تلك المقادير وصنعها على شكل كريات صغيرة. وحول هذه الأكلة التقليدية، تقول الحاجة فاطمة (75 سنة): عند اقتراب الشهر الفضيل بأسبوع أحضر هذه الأكلة وبكميات كبيرة لأوزعها على أفراد العائلة والأقارب، وقد اعتدت على تحضير الكليلة بالنظر إلى فوائدها الصحية العديدة، فضلا على انها تساعد الصائم على تحمل العطش طيلة فترة الصيام . ومن مشاهد التحضيرات لشهر رمضان المبارك بورڤلة كذلك، تهافت ربات البيوت على محلات بيع الأواني المنزلية لاسيما على مستوى فضاءات البيع بسوقي الحجر وبلعباس. وفي هذا الصدد، تقول حليمة (ربة بيت): أقوم بتغيير الأواني المنزلية ترحيبا بالشهر الكريم الذي يكتسي بالنسبة لي أهمية روحية واجتماعية كبيرة . كما تقوم أيضا ربات البيوت بعمليات تنظيف المنازل وتغيير الديكو وأشغال الطلاء، تعبيرا عن فرحتهن بهذا الضيف الكبير.