تكثفت، مع اقتراب شهر رمضان المعظم، استعدادات سكان إليزي، مبرزة معها العديد من مظاهر تختفي طيلة شهور السنة وتعود لأيام معدودة قبل هذا الشهر المبارك. في إليزي، الإقبال على الأسواق وعلى سلع معيّنة وطلاء المنازل واقتناء أوانٍ جديدة وكذا تحضير عدد من المأكولات والتوابل، أعمال لا تستثني أحدا هنا. فبعد حمى الأعراس المبرمجة قبل الثاني من شهر أوت المقبل، وهو اليوم الذي من المحتمل أن يكون غرة شهر رمضان هذه السنة، وجدت الكثير من العائلات بإليزي نفسها في سباق مع الزمن من أجل الانتهاء من كافة التحضيرات المتعلقة به. يحظى الشهر المبارك لدى سكان المنطقة بمنزلة عظيمة، فيحضرون لقدومه كضيف عزيز وغال عليهم، ويبذلون من أجل ذلك الكثير من الجهد والوقت، والكثير من المال أيضا. وفي جولة بسيطة إلى مختلف الأسواق الشعبية، لوحظ تهافت الكثير من السيّدات على اقتناء مختلف الأواني المعدنية التي لا تلقى الرواج إلا في رمضان، ويتم التركيز في الغالب على القدر المصنوع من الطين الذي يخصّص لطبق الحساء المحضر بالقمح المطحون والتوابل التقليدية، بالإضافة إلى لحم الأروى المجفّف. ويفضل العديد من سكان منطقة الطاسيلي تناول هذا الطبق المحضر في هذا القدر، نظرا لنكهته الفريدة والمميزة، بالإضافة إلى بقية الصحون الخاصة بهذا الطبق التقليدي الذي لا يملّه الصائمون في المنطقة. واستغل الكثير من التجار هذه الأيام لعرض مجموعة متنوعة من الأواني الخاصة بشهر رمضان، وبأسعار مغرية تسيل لعاب ربات البيوت، اللواتي ''تسترسلن'' في إنفاق ما لديهن من مال لضمان صوم مريح وعلى أكمل وجه. من ناحية أخرى، تشهد محلات بيع التوابل والأعشاب حركة كثيفة، لما لها من تأثير على ذوق الأطباق ونكهتها.