تحدثنا لوكا ليليى رئيسة جمعية ترقية المرأة الصحراوية عن أهم التحضيرات التي تباشرها المرأة في غرداية للترحيب بشهر رمضان الكريم، وتقول"أن الولاية على خلاف باقي ولايات الوطن تعتمد بعض التقاليد الخاصة بها سواء فيما يتعلق بالأطباق أو اللمة العائلية التي تعتبر أهم ميزة بالولاية في هذا الشهر الفضيل". تهتم كثيرا المرأة في غرداية بالتوابل على اعتبار أنها السر في صنع بنة الأطباق التقليدية التي تحضر في الشهر الكريم، لذا يتم انتقاؤها بعناية فائقة تقول الحرفية لوكا: نركز بغرداية على "رأس الحانوت" الذي نشتريه منفردا، إلى جانب اقتناء التوابل الخاصة بالحريرة، وتلك المتعلقة بالأطباق التي تقدم مع الحريرة على اعتبار أن لكل طبق مزيج معين من التوابل الخاصة، وليسهل على سيدة المنزل انتقاء التوابل دون البحث عنها ومزجها مع بعضها. لعل أهم ما يميز الشهر الفضيل في ولاية غرداية هو تحضير المشروب الخاص بالصائم، حيث يقدم هذا العصير المسمى "تاكروايت" ومن ميزاته أنه يزيل العطش ويساعد في حماية المعدة وهو عبارة عن مزيج من القرنفل والدرور والورد، حيث نستخرج منه عصيرا ذا نكهة خاصة. إلى جانب "مشروب اقنسي" وهو شراب يعد خصيصا في رمضان، وهو تمر مبلل يعصر جيدا ومن ثمة تضاف إليه الأعشاب العطرية لتعطيه نكهة خاصة، حيث يمزج مع 40 عشبة يحضرها سلفا العشاب وهذا الشراب لا يحضر إلا في المنزل، ويعد بكميات كبيرة ويتطلب مقدارا وافرا من التمر حيث يتناوله الصائم بعد الإفطار مباشرة وهو شراب غني ومغذ. من بين الأطباق التي تشتهر بها غرداية خلال الشهر الفضيل الطبق الذي يعد من "الكليلة" وهي عبارة عن حليب الماعز أو النعجة أو الناقة مجفف، حسب محدثتنا حيث يتم تفتيته بعدها يغسل ويجفف. والكليلة لا تطبخ فهذا الحليب يرحى ويخلط مع التمر والدهان "الزبدة العربية" ويضاف إليها السميد المحمص، حيث تؤكل هذه الوجبة التي تسمى "الزريزة. "فبعد أن نكسر الصيام بحبات من التمر والحليب نأكل "الزريزة" التي من خصائصها أنها تقي الصائم من العطش، وتعد من الأكلات المغذية بالنظر إلى نسبة الكالسيوم المرتفعة بها، ولأن شهر رمضان في السنوات الأخيرة يزورنا بموسم الحر نميل بالولاية إلى تحضير الأطباق التي تساعد الصائم على تجاوز يومه من دون متاعب ومنه نركز على الأكلات الصحية والمغذية. لعل الميزة التي تنفرد بها ولاية غرداية في طبق الحريرة الذي يعد كطبق رئيسي هو الأعشاب العطرية التي تضاف إلى القدر بعد إطفاء النار عليه. حيث يتم تنكيه الحريرة بالفليو، وعشبة مغل السيف، والزعيترة هذه الأعشاب مجتمعة تسمى "الصراير" تعطي الطبق نكهة مميزة. وإذا كانت الحريرة الطبق الأساسي منكها بالصراير على مائدة سكان ولاية غرداية التي تقدم مرفقة بخبز الطاجين الذي يشترط أن يكون حاضرا على المائدة طيلة 30 يوما، فإن البغرير هو الآخر يعتبر من الأكلات التقليدية التي تلتزم سيدة البيت بتجهيزها في الأيام العشر الأولى، إلى جانب الرفيس العربي الذي لم يعد يحضر في رمضان دون أن أنسى "تاديبة" وهو طبق تقليدي عبارة عن قمح مطحون يغلى ويفور إلى أن يصبح طريا بعدها يحضر مع التمر المفورة والزبدة، حيث تخلط مع مسحوق القمح وتعجن جيدا وهو طبق حلو غاب عن المائدة اليوم. تتفق النساء بعد انتهاء واجباتهن المنزلية، وبعد الفراغ من أداء صلاة التراويح على الاجتماع في بيت واحدة منهن حيث يتبادلن الأحاديث حول الصيام في الماضي، والحديث عن أهم الأطباق التي لم يعد يتم تحضيرها في غرداية ولا تحلو القعدة إلا بوجود كؤوس الشاي.