أحيت بلدية مليانة بعين الدفلى، الذكرى ال78 لوفاة مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية الشهيد محمد بوراس الذي أعدمته السلطات الاستعمارية في عام 1941. وتم وضع إكليل من الزهور على قبر الشهيد وتلاوة فاتحة الكتاب بحضور السلطات المحلية والأسرة الثورية والعديد من عناصر الكشافة الإسلامية الجزائرية. وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة، أبرز الأمين الولائي للكشافة الإسلامية لعين الدفلى، عابد فرعون، المسار الحافل للشهيد محمد بوراس، معتبرا إياه القومي المتميز الذي أحيا من خلال الكشافة شعلة الوطن. وبعدما اعتبر الكشافة مدرسة وطنية، أوضح أن الولاية تحصي 2500 كشاف، مشيرا إلى المجهودات التي تبذل لحشد أكبر عدد من الشباب و حملهم على الانخراط بهذه الحركة. ولد محمد بوراس في فيفري عام 1908 في مليانة بحي العناصر من عائلة متواضعة. التحق بمدرسة (الفلاح)، حيث تعلم اللغة العربية وقواعد الدين الإسلامي، كما زاول دراسته في كلية مليانة الفرنسية. وفي 1926 غادر المدرسة لدخول عالم الشغل، وفي الثامنة عشرة من عمره، غادر مسقط رأسه متوجها إلى الجزائر العاصمة حيث التقى بنادي الترقي وأصبح قريبًا سياسيًا من جمعية العلماء وزعيمها الشيخ عبد الحميد بن باديس. وبعد أن قرر تكريس حياته لتعليم وتكوين الشباب الجزائري قدم في عام 1935 قوانين الكشافة المسلمة الجزائرية التي تشكل قسمها الأول في الجزائر العاصمة تحت اسم (الفلاح). وبعد مرور عام، وبعد مشاركته في المؤتمر الإسلامي، أصبح قائدًا شبابيًا لهذا المؤتمر. في يوليو 1939 تشكلت جميع أقسام الكشافة الجزائرية كفدرالية تحت رئاسة بن باديس. وأمام نجاح الكشافة الإسلامية التي ما فتئ عدد منخرطيها يزداد يوما بعد يوم، رأت السلطات الفرنسية في محمد بوراس خطراً. وعليه ألقت القُبض على محمد بوراس في 3 ماي 1941 بتهمة التجسس لصالح ألمانيا وحُكم عليه بالإعدام، وتم إعدامه في 27 ماي 1941 على أرض عسكرية بحسين داي، تاركًا وراءه 5 أطفال صغار. ويعد محمد بوراس أول شهيد في الكشافة الإسلامية الجزائرية وتم تقليده بعد وفاته بميدالية الأثير.