أحيت بلدية مليانة (عين الدفلى) اليوم الإثنين الذكرى ال72 لاستشهاد مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية محمد بوراس الذي أعدمته السلطات الفرنسية سنة 1941. و تم بهذه المناسبة وضع أكاليل من الزهور على قبر الشهيد و تلاوة فاتحة الكتاب بحضور السلطات المدنية و العسكرية بالولاية . ولد محمد بوراس في فيفري 1908 بمليانة بحي العناصر وسط عائلة متواضعة الحال. و قد تردد على مدرسة الفلاح حيث تعلم العربية و قواعد الإسلام الأساسية قبل متابعة الدراسة بالمتوسطة الفرنسية بمدينة مليانة. و في سنة 1926 تخلى عن الدراسة ليدخل الحياة العملية و غادر مسقط رأسه ليلتحق بالجزائر العاصمة وعمره آنذاك 18 سنة. و قد تردد على نادي الترقي و احتك بجمعية العلماء المسلمين و قائدها الشيخ عبد الحميد بن باديس. و قد قرر تكريس حياته لتربية و تكوين الشباب الجزائري حيث قام سنة 1935 بإيداع قوانين الكشافة الإسلامية الجزائرية و أسس أول فرع بالعاصمة تحت اسم " الفلاح". و في السنة الموالية و بعد مشاركته في مؤتمر إسلامي أصبح يشرف على الشبيبة المشاركة في هذا المؤتمر. و في جويلية 1939 انضمت كل الفروع الكشفية الجزائرية إلى فدرالية برئاسة الشيخ بن باديس. و نظرا للنجاح الذي حققته هذه المنظمة التي ما انفك عدد المنخرطين فيها يزداد فإن السلطات الفرنسية أصبحت تعتبر محمد بوراس بمثابة خطر و انتابها الخوف من أن ينقل العدوى بأفكاره إلى الشباب الجزائري حيث أعرب عن نيته في حمل السلاح. و في 3 ماي 1941 ألقي عليه القبض بتهمة الجوسسة لصالح ألمانيا و أعدم في 27 ماي من نفس السنة بالميدان العسكري بحسين داي تاركا وراءه خمسة أطفال صغار. و قد تم تقليده وسام " الأثير" بصفته أول شهيد في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية.