يعتبر جمال مناد من بين المهاجمين القلائل الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية، فلم ينجو منه أي حارس مرمى إلا وهز شباكه، سواءً عندما كان يلعب مع الخضر أو الأندية المحلية. ولد بمدينة البيض وداعب الكرة بحي الأبيار ولد جمال مناد بمدينة البيض يوم 22 جويلية من عام 1960، بدايته مع رياضة كرة القدم كانت بنادي شبيبة الأبيار عند بلوغه السن الخامسة عشر. تجلت عبقرية جمال مناد في رياضة كرة القدم كان يجيد تسجيل الأهداف بطريقة اللاعبين الكبار، كثرة الأهداف التي كان يسجلها مع صنفي الأصاغر والأشبال سمحت له بترقيته إلى صنف الأواسط رغم أن سنه لم يكن يتجاوز السادسة عشر من العمر، ورغم صغر سنه لعب أكثر من لقاء في صنف الأكابر الأمر الذي جعله محل أطماع العديد من الفرق العاصمية كالمولودية والاتحاد والنصرية، لكن والد مناد فضل أن يلعب ابنه جمال لفريق شباب بلوزداد كان ذلك في صائفة عام 1977. من الأبيار إلى شباب بلوزداد شاءت الصدف أن ينتقل جمال مناد إلى شباب بلوزداد في ذكرى ميلاده السابع عشر، ففي ال22 جويلية من عام 1977 وذلك في صنف الأواسط، لعب جمال مناد في أول موسم له مع الشباب بعض من المباريات ضمن الأكابر، لكن وبالنظر إلى الأسماء اللامعة التي كانت تزخر بها تشكيلة الشباب لم يشارك في المباراة النهائية التي لعبها الشباب أمام اتحاد العاصمة وفاز بها فريق مناد بضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت الرسمي والإضافي بالتعادل السلبي. شكل فوز شباب بلوزداد بكأس الجزائر لعام 1978 قفزة نوعية في مسيرة الشاب جمال مناد، حيث توسعت شهرته خاصة بعد أن تم المناداة له للمنتخب الوطني للأواسط الذي كان يشرف على تدريبه الشيخ عبد الحميد كرمالي. خاض جمال مناد في الموسم الموالي العديد من المقابلات مع أكابر شباب بلوزداد، فحتى وإن لم يكن سنه يتجاوز الثامنة عشر، إلا أنه فوق الميدان كان أشبه باللاعبين الكبار ومما زاد في تألقه مع أكابر الشباب تلك اللقاءات التي كان يخوضها مع المنتخب الوطني للأواسط في إطار تصفيات كأس العالم للأواسط التي جرت أدوارها النهائية باليابان في نهاية صائفة 1979. بعد عودة جمال مناد من اليابان، حيث شارك مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم، قرر مواصلة اللعب لفريق الشباب الذي فتح له أبواب التألق لكن في الوقت الذي راح أنصار الشباب يفتخرون بنجمهم الصاعد جمال مناد، قرر مغادرتهم إلى فريق شبيبة القبائل وهذا في مطلع موسم 1980/1981، تاركا وراءه بصمات لازال أنصار حي العقيبة يتذكرونها إلى حد اللحظة. مناد يرحل إلى الكناري بعد تألقه في شباب بلوزداد، خطفه مدرب شبيبة القبائل آنذاك محيي الدين خالف حيث كان وراء انتقاله إلى فريق الشبيبة الذي يعرف آنذاك باسم جومبو جات ، نظرا لما كانت تزخر به تشكيلة المدرب خالف محيي الدين الذي كان في نفس الوقت مدربا للمنتخب الوطني. لعب جمال مناد لشبيبة القبائل على مرحلتين المرحلة الأولى امتدت من عام 1980 إلى عام 1986، والمرحلة الثانية بعد عودته من عالم الاحتراف من عام 1995 إلى 1997، والمجموع تسع سنوات كاملة نال فيها ابن مدينة البيض كل شيء خمس بطولات وطنية ومرة واحدة كأس الجزائر عام 1986 وثلاث كؤوس افريقية، كما توج أكثر من مرة بلقب أحسن هداف للبطولة الوطنية، الأمر الذي يجعله من بين اللاعبين القلائل الذي نال مالم ينله أمثاله من اللاعبين. شكلت الفترة التي لعب فيها جمال مناد لفريق شبيبة القبائل العصر الذهبي لهذا الفريق، وقد ساهم بنسبة كبيرة في تألق فريق القبائل محليا وقاريا بفضل أهدافه الغزيرة، بالرغم من وجود لاعب آخر وهداف آخر اسمه ناصر بويش. مسيرة مناد في عالم الإحتراف بعد مونديال بلاد الأزتيك في صائفة عام 1986، دخل جمال مناد عالم الاحتراف والبداية كانت مع فريق نادي نيم الفرنسي الذي لعب له موسمين، لينتقل بعدها الفتى الى البرتغال حيث لعب هناك لأكثر من فريق البداية كانت مع نادي فماليكاو، لينتقل بعدها إلى بالينانس كما لعب لنادي اريا وهو من الدرجة الثانية. بعد ست سنوات في عالم الاحتراف بفرنسا والبرتغال، طار إلى بلد البترول المملكة العربية السعودية حيث لعب لفريق النصر السعودي موسمين، ليعود من حيث غادرالجزائر نحو عالم الاحتراف إلى فريق شبيبة القبائل. لم يحقق جمال مناد في عالم الاحتراف ما حققه مثلا رابح ماجر أو مصطفى دحلب الأول مع نادي بورتو والثاني مع الباياسجي، والسبب كونه لعب لفرق متواضعة. مناد مع المنتخب الوطني لعب جمال مناد للمنتخب الوطني حوالي 18 سنة كاملة البداية كانت في عام 1976 مع المنتخب الوطني للأشبال، ثم مع منتخب الأواسط إلى منتخب الأكابر الذي لعب له حوالي 90 مقابلة دولية بين الرسمية والودية. شارك جمال مناد مع المنتخب الوطني للأواسط في نهائيات كأس العالم باليابان عام 1979 تحت إشراف المدرب عبد الحميد مخلوفي، إلى جانب نخبة من اللاعبين الكبار نذكر منهم حسين ياحي وجنادي والحارس عصماني. لم يخيّب جمال مناد ثلاثي المنتخب الوطني سعدان روغوف ومعوش في أولمبياد موسكو، حيث قدم وجها طيبا بالرغم من أن سنه لم يكن يتجاوز عن العشرين. أول لقاء لعبه مناد كان في الأدغال الإفريقية مع المنتخب الوطني في خريف 1980 بالعاصمة السيراليونية فريتاون رسم ذهاب الدور الأول لمونديال اسبانيا تمكن من تسجيل هدفين، علما أن اللقاء انتهى بالتعادل 2/2 وهو العادل الذي فتح الأبواب للفريق الوطني بالتأهل إلى الدور الثاني بعد الفوز الساحق في لقاء الذهاب 3/0 بملعب 19 جوان بوهران. لكن حتى وإن ساهم جمال مناد في قيادة المنتخب الوطني لأول مرة إلى الأدوار التأهيلية لكأس العالم عام 1982، إلا أن اسمه غاب عن قائمة اللاعبين المشاركين في ذلك المونديال، وكم تأثر مناد لعدم مشاركته وهو الذي كان ينتظر أن يفجر طاقته أمام نجوم اللعبة في بلاد الأندلس. فور عودة المنتخب من اسبانيا، قرر الطاقم الفني للمنتخب بقيادة الثنائي خالف محيي الدين ورشيد مخلوفي تقديم استقالتهما وتم تعويضهما بالمدرب السابق للمنتخب ولاعب منتخب الجبهة عبد الحميد زوبا، ليعيد مجددا جمال مناد إلى المنتخب وبقي محافظا على منصبه إلى ما بعد مهولة زيقنشور عام 1992. يتفق الكثير من التقنيين أن الفضل في بلوغ الفريق الوطني لمونديال المكسيك عام 1986 إلى جمال مناد، حيث سجل تقريبا في كل لقاء إقصائي هدفا وحين التقى فريقنا الوطني بملعب المنزه بتونس عام 1985 ظن الجميع أن سيناريو عام 1977 سيتكرر وسيقصى منتخبنا الوطني على يد المنتخب التونسي، لكن مناد وشبان الجزائر فعلوها وألحقوا هزيمة مرّة بالتونسيين أمام أنظار أعينهم توقفت عن الهدف الرابع سجل منها مناد هدفين، وتكرر نفس المشهد في لقاء العودة بملعب 5 جويلية حيث فاز الفريق الوطني بثلاثية نظيفة سجل منها مناد هدفا واحدا، لينتزع الخضر ثاني مشاركة لهم في الأدوار النهائية لكأس العالم بعد دورة اسبانيا 1982. شارك جمال مناد في خمس دورات لكأس أمم إفريقيا، ففي دورة كوت ديفوار عام 1984 سجل مناد هدفين هدف أمام مالاوي وآخر أمام غانا وفي دورة مصر عام 1986 لم يسجل مناد أي هدف ونفس الشيء في دورة المغرب عام 1988، لكن في دورة الجزائر لم يخيب ابن مدينة البيض آمال أبناء بلده فكان عند حسن ظن الجميع حيث توج بلقب أحسن هداف بتسجيله خمسة أهداف كاملة، مهدت الطريق لانتزاع أول وآخر كأس إفريقية. لكن في الدورة الموالية، شارك جمال مناد إلى جانب جل العناصر التي توجت بكأس أمم إفريقيا بالجزائر تحت إشراف نفس المدرب الذي أهدى الجزائر تلك الكأس القارية الشيخ عبد الحميد كرمالي، لكن لم يقدم مناد أي شيء على غرار ماجر وشريف الوزاني ليقصى منتخبنا الوطني في الدور الأول. بعد سنتين من تلك الدورة، تم المناداة من جديد إلى جمال لمناد وهذا بعد تعيين رابح ماجر مدربا للمنتخب لكن ونظرا لتقدم مناد في السن لم يقدم أي شيء، فكان من البديهي أن يترك الفريق الوطني الذي لعب له حوالي 100 مباراة سجل خلالها حوالي 25 هدفا وهو أحسن هداف للمنتخب الوطني بعد كل من عبد الحفيظ تاسفاوت ولخضر بلومي ورابح ماجر. العودة إلى القبائل والتتويج بالكأس القارية للأندية عام 1995 قبل اعتزال جمال مناد الكرة نهائيا في نهاية التسعينيات، لعب لفريق اتحاد العاصمة قادما من فريق شبيبة القبائل بعد أن أهدى هذا الاخير كاس الكؤوس الإفريقية عام 1995 بفضل الهدف الذي وقعه في المباراة النهائية أمام فريق من نيجيريا. من الشبيبة إلى اتحاد العاصمة في الموسم الموالي، انتقل جمال مناد إلى فريق اتحاد العاصمة، لكن سرعان ما أعلن اعتزاله اللعب نهائيا عام 1997 ليدخل بعدها عالم التدريب، حيث درب العديد من الفرق نذكر منها اتحاد العاصمة واولمبي العناصر، وهو الفريق الذي قاده مناد في منتصف العشرية الماضية رفقة ياحي لأول مرة إلى القسم الوطني الأول، كما درب كذلك كل من اتحاد عنابة وشبيبة بجاية ومولودية الجزائر، حيث قاده في الموسم ماقبل الماضي إلى نهائي كاس الجزائر وخسره بهدف دون رد أمام الجار اتحاد العاصمة. مناد يعاقب بسنة كاملة تعرض جمال مناد في سنة 2013 إلى عقوبة قاسية لمدة سنة نافذة لاستجابته لطلب رئيس نادي المولودية، عمر غريب، بعدم الصعود إلى منصة التتويج للحصول على ميداليات نهائي كأسي الجزائر التي خسرها فريق المولودية أمام الجار الاتحاد 1/0. العودة إلى التدريب من السعودية.. إقالة.. بدون فريق عودة جمال مناد إلى التدريب بعد استنفاده للعقوبة كانت من المملكة العربية السعودية، حيث أشرف هناك على تدريب نادي الوحدة السعودي المنتمي إلى الدرجة الثانية، لكن وبسبب سوء النتائج، قررت إدارة النادي إقالته، ليعود مناد إلى أرض الوطن ليشرف بعدها على تدريب فريق المولودية في مطلع السنة ما قبل الماضية، لكن سرعان ما تم إقالته ليبقى بدون فريق إلى غاية تعيينه مساعدا لرابح ماجر في المنتخب الوطني. جمال مناد المعماري يحمل جمال مناد شهادة تقني سامي في الفن المعماري، وهو من بين اللاعبين القلائل الذين يحملون شهادات عليا، كما أنه من بين اللاعبين القلائل الذين وفقوا في الدراسة وفي الملاعب.