تمكنت مصالح أمن دائرة بواسماعيل بولاية تيبازة بحر هذا الأسبوع، من فك خيوط جريمة قتل بشعة على الطريقة الأمريكية وقعت يوم 24 نوفمبر المنصرم، راح ضحيتها إطار في منصب مفتش داخلي بإحدى شركات التأمين بالعاصمة، يبلغ من العمر 39 سنة، لم يمضِ على استئجاره لمنزل في حي باليلي أكثر من 6 أشهر. تفاصيل القضية تعود إلى بلاغ من مواطنين يقطنون في إحدى العمارات بحي باليلي، مفاده وجود رائحة كريهة وغريبة تنبعث من منزل جارهم، وأكدوا أيضا أن هذا الأخير لم يظهر منذ ثلاثة أيام وسيارته مركونة في حظيرة العمارة، وعلى الفور، تنقلت عناصر الشرطة إلى الموقع للتحري، ليجدوا المعني جثة متعفنة، حيث كان وجه الضحية مغطى بكيس بلاستيكي وفوقه وسادة، ولم يتوان المجرمون في ترك توقيعهم على جثة الضحية، حيث دوّنوا على الوسادة باستعمال صلصة الطماطم اسم أخطر سلسلة رعب أمريكية تحمل عنوان »ساو« بمعنى »شاهد«، وهي سلسلة تتكون من أكثر من خمسة أجزاء تُصور بشاعة القتل والتنكيل بالجثة والتعذيب مع استمتاع المجرمين بعملية القتل، كما كتب المجرم الرئيسي عنوان حسابه الإلكتروني على شبكة »الفايس بوك«. وأثناء التحقيق، تم اكتشاف سرقة عدة أشياء من الضحية تتمثل في مبلغ مالي يقدر ب13 ألف دينار وهاتفين نقالين وجهاز إعلام آلي محمول، إضافة إلى البطاقة الرمادية ومفتاح السيارة، مع رفع البصمات والأدلة العلمية التي تركها الجناة في مسرح الجريمة، وتوقع المحققون عودة المجرمين لأخذ السيارة باعتبار أنهم سرقوا البطاقة الرمادية ومفتاح السيارة، ووضعوا خطة محكمة للإيقاع بهم، بعد مرور 6 أيام على الجريمة قدم الجناة لأخذ السيارة وكان رفقتهم شخص آخر »كلونديستان«، وتمكنت عناصر الشرطة من إلقاء القبض عليهم، وقد طال التحقيق في القضية 18 شخصا أغلبهم »كلونديستان«، الذين كانوا ينقلون المجرمين الذين ينحدرون من الدويرة بالعاصمة، ويتعلق الأمر بكل من (ع. م)، 18 سنة هو القاتل الرئيسي، (ز. ن)، 17 سنة، (ب. م)، 16 سنة، جميعهم طلبة ثانويون إلى جانب (ر. خ)، 18 سنة طالب في التكوين المهني في حرفة الخياطة. واعترفوا أثناء التحقيق بتعرفهم على الضحية عن طريق »الفايس بوك« منذ أكثر من سنة ونصف عندما كان الضحية يعمل بولاية تمنراست قبل تحويله إلى العاصمة، ومنذ استئجاره للمنزل ببواسماعيل تعودوا على زيارته في كل مرة، إلى غاية يوم الجريمة، وأشاروا إلى أنهم دخلوا مع الضحية في شجار، فقام أحدهم بضربه على مستوى الرأس، وعندما سقط أحضر القاتل الرئيسي 18 سنة خيطا كهربائيا ولفّه على رقبة الضحية حتى لفظ أنفاسه، ولم يتوان القاتل في إحضار كيس ولفه على رأس الضحية ووضع فوقه وسادة وترك توقيعهم على الجريمة باستعمال »الكيتشوب«. وقد أكد الجناة أنهم لم يندموا على ارتكابهم لهذا الفعل الشنيع، في حين تم تقديم 18 مشتبها في هذه القضية أمام العدالة، حيث تم إيداع الجناة الأربعة رهن الحبس مع استدعاء البقية إلى جلسة المحكمة.