سارعت أحزاب سياسية بالرد على دعوات الرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، للحوار، حيث مد يده لجميع الأطياف السياسة للدخول في مشاورات موسعة. أجمعت مواقف عديد الأحزاب على الترحيب بدعوة تبون للحوار، رغم تباين مواقف شروطها للجلوس على طاولة الحوار، فقد رحب حزب الحرية والعدالة بدعوة الرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، إلى الحوار مع الحراك الشعبي وطي صفحة الماضي لتجاوز حالة الانسداد القائمة. وأكد الحزب، في بيان له، أن هذا الحوار يجب أن يشمل كل القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة، كما يرى أن تهيئة الأجواء لضمان شروط نجاح هذا المسعى تستلزم التعجيل باتخاذ إجراءات تهدئة، تشمل أساسا إطلاق سراح معتقلي الرأي، وفتح الساحة الإعلامية والكف عن تقييد الحريات. بالمقابل، جاء في بيان الحزب الذي يقوده محمد السعيد أن الانتخابات الرئاسية بالشكل الذي تمت فيه لئن أعادت البلاد إلى المسار الدستوري الذي ابتعدت عنه منذ 9 جويلية الماضي، ومنحتها رئيسا منتخبا مؤهلا لقيادتها، إلا أنها أظهرت حالة انقسام في الشارع زادت في درجة الاحتقان الشعبي، مما يفرض اعتماد مقاربة مغايرة في التعامل الإيجابي مع الحراك الشعبي السلمي بوصفه الفاعل السياسي الجديد في المشهد الوطني. من جهته، أعلن الأمين العام بالنيابة لحزب جبهة التحرير الوطني، علي صديقي، استعداد حزبه للحوار والعمل مع الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، مؤكدا أن الافلان سيضل في خدمة البلاد وسيرافق الرئيس المنتخب في كل التحديات التي تنتظره لإخراج البلاد من الأزمة. وفي أول تعليق له بعد إعلان نتائج الانتخابات وفوز عبد المجيد تبون برئاسة البلاد، هنأ حزب جبهة التحرير الوطني على لسان أمينه العام بالنيابة الرئيس الجديد، متمنين له النجاح والتوفيق، ومرحبين في نفس الوقت بالتعهدات التي قدمها، وعلى رأسها رغبته في فتح حوار مع الطبقة السياسية. وأكدت جبهة العدالة والتنمية تمسكها بالمسار السياسي المناصر للحراك الشعبي ومطالبه المشروعة، داعية إلى فتح حوار شامل وسيد حول الإصلاحات اللازمة والشروط المختلفة لحماية الإرادة الشعبية. وشدد البيان على ضرورة التوقف عن سياسية فرض الأمر الواقع والإبتعاد عن ممارسات الالتفاف على المطالب المشروعة التي ميزت المرحلة السابقة، والعمل لإعادة الأمل في الفعل السياسي والتغيير السلمي والانتقال السلس للسلطة، مشيرا إلى وجوب التحلي بالحكمة والنزاهة وإعطاء المثل في الغيرة على الوحدة الوطنية وإيثار ما يجمع على ما يفرق وما يبعث في المستقبل على كل ما يزرع اليأس. بدورها، دعت جبهة القوى الإشتراكية إلى حوار جاد عبر تهيئة جو من التهدئة مواتي للتشاور والحوار، لاسيما احترام حريات التعبير والتظاهر والاجتماع. ووضع الأفافاس، في أول بيان له بعد إعلان فوز عبد المجيد تبون برئاسة الجمهورية، شروطا وقواعد للحوار منها التبني المشترك لجدول الأعمال واختيار المشاركين والطبيعة السيادية والشفافة للحوار، والاعتماد بالإجماع برنامج الخروج من الأزمة، بالإضافة إلى التزام الأطراف فيه بتنفيذه في المواعيد المحددة.