أكد وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ووزير الثقافة بالنيابة، حسان رابحي، مساء أول أمس بمدينة تيمڤاد الأثرية بولاية باتنة، على وجوب تثمين المعالم الأثرية التي تزخر بها البلاد والنهل من فن عمارتها الراقي. وقال الوزير، لدى معاينته لما يزخر به هذا المعلم الأثري من زخم عمراني يعود إلى أكثر من عشرين قرنا، وذلك في ختام زيارة عمل وتفقد قام بها إلى هذه الولاية: نتمنى أن نستقي من هذه المعايير التي أنجزت وفقها هذه المدينة ما يمكننا من بناء مدن كاملة ترتكز على ضوابط علمية قاومت الزمن . فبالإضافة إلى ما تتوفر عليه الجزائر من فن وعمارة وكنوز حضارية، فذلك لا يمنعنا أن نستقي من معارف الغير إذا ما كان فيها فائدة لنا مثل العودة إلى استعمال مواد البناء الطبيعية التي تضمن القدرة على التكيف والمقاومة، كما قال الوزير. وأبرز رابحي بقوله: إن هذه المعالم التي تزخر بها الجزائر إذا ما وفقنا في ترميمها ستكون مقصدا سياحيا وإطارا للبحث ومرجعا للتأسيس لتاريخنا ، مضيفا بأن هذه المواقع تستدعي المحافظة عليها من كل التأثيرات. وأشار في هذا السياق، إلى أن الدولة ستتولى في المستقبل وفق ما تتوفر عليه من الإمكانات لإعادة لهذا النوع من المعالم رونقه ومكانته وكذا إعادة الاعتبار له. بعد ذلك، زار الوزير متحف تيمقاد الذي يضم قطع فسيفساء نادرة وتلقى شروحات وافية حول معروضاته وكذا ما يحتويه موقع هذه المدينة الأثرية التي تتربع على 83 هكتارا. كما دشن رابحي قاعة للعرض السينمائي بمدينة باتنة بعد أن شملتها أشغال لإعادة تهيئتها وترميميها، لتضاف إلى المرافق الثقافية الأخرى التي تتوفر عليها هذه الولاية. وتضمنت زيارة وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الثقافة بالنيابة، تدشين مركز جهوي للمؤسسة العمومية للتلفزيون ومقر ولائي جديد لوكالة الأنباء الجزائرية ومقر دار الصحافة. كما تفقد الوزير مقر الإذاعة الجزائريةبباتنة وزار معرضا للفنون التشكيلية برواق المعارض الشريف مرزوقي بمدرسة الفنون الجميلة، كما تفقد مقر المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، حيث دشن معرضا للكتاب. رابحي يدعو للمحافظة على الضريح النوميدي الملكي مدغاسن وفي سياق اخر، أعرب حسان رابحي، من باتنة، عن وجود ضرورة ملحة ومسؤولية كبرى تقع على الجميع للمحافظة والعناية بالضريح النوميدي الملكي مدغاسن . وقال الوزير، لدى زيارته لهذا المعلم التاريخي الأثري المتواجد ببلدية بومية، والذي يعود تاريخ بنائه الى بداية القرن الثالث قبل الميلاد: مجيئي شخصيا لهذا الموقع دليل على اهتمام الحكومة والدولة الجزائرية بمثل هذه المعالم . وأضاف المتحدث، بأن هناك ضرورة للاهتمام بمدغاسن سواء من حيث الدراسة أو تسخير الإمكانيات اللازمة وفي أقرب الآجال من أجل ترميمه حتى يصبح مقصدا لعلماء الآثار للدراسة أولا، لأن هذا النوع من المعالم، حسبه، هو حقيقة ملك للجزائر، لكن في ذات الوقت هو ملك للبشرية والإنسانية جمعاء، وبإمكان المنظمات الدولية ذات الصلة بالتراث الثقافي أن تقترح ما لها من إمكانات من أجل الحفاظ على هذا المعلم التاريخي. وقال: لدى رجوعنا إلى الوزارة، سنبحث في كل المواثيق والاتفاقيات التي أبرمتها الجزائر مع الشركاء سواء دول أو منظمات على غرار اليونيسكو لنرى ما مدى إمكان هؤلاء تقديمه من أجل المساهمة في التكفل بهذا المعلم . وثمن بالمناسبة مبادرة جامعة باتنة بفتحها تخصص الآثار والترميم الذي بالإمكان تعميمه على باقي جامعات الوطن، حيث تلقى الوزير الذي كان بمعية مدراء كل من وكالة الأنباء الجزائرية والتلفزيون الجزائري والإذاعة الوطنية بعين المكان شروحا حول تاريخ المعلم ووضعيته الحالية وعمليات الترميم التي استفاد منها منذ بداية السبعينات إلى غاية اليوم. وكان الوزير قبل ذلك قد زار معرضا جماعيا للفنون التشكيلية برواق العرض، الشريف مرزوقي بالمركب الثقافي والرياضي بحي كشيدة بباتنة، ثم زار المكتبة الرئيسية.