غالي: المؤتمر محطة تحوّل في مسار نضال الصحراويين تعقد جبهة البوليساريو ، ابتداء من اليوم الخميس بمدينة تيفاريتي (الاراضي الصحراوية المحررة)، مؤتمرها ال15، تحت شعار كفاح، صمود وتضحية لإستكمال سيادة الدولة الصحراوية ، باعتباره محطة هامة في مسار الكفاح الوطني الصحراوي من أجل استكمال سيادة الدولة على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية. وسيعرف المؤتمر، الذي يحمل اسم الشهيد البخاري أحمد ، مشاركة صحراوية قوية تصل الى 2000 مندوب يمثلون نقاط تواجد الجسم الوطني الصحراوي، حيث سيعكف المشاركون طيلة خمسة أيام من الأشغال على دراسة ومناقشة التقريرين الأدبي والمالي، إضافة الى انتخاب القيادة الجديدة للجبهة. كما سيكون المؤتمر فرصة يقيم خلالها المشاركون الانجازات التي حققتها جبهة البوليساريو ما بين المؤتمرين ال14 الذي عقد في سنة 2015 بمخيم ولاية الداخلة للاجئين الصحراويين، تحت شعار: قوة، تصميم، وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة ، وال15 الذي ينطلق اليوم بالأراضي المحررة. ويعقد المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو هذه السنة، في ظروف استثنائية بالنظر الى استراتيجية الكفاح والجانب التنظيمي للجبهة والتقدم في مسار العطاء والتحرير واستكمال السيادة الوطنية الصحراوية على كامل التراب الوطني الصحراوي. وإذ يأتي تنظيم المؤتمر في وقت تعيش فيه قضية النزاع في الصحراء الغربية خيبة أمل في ظل تواصل تعنت المحتل المغربي والعرقلة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي بدعم مفضوح من المحتل المغربي، كيف لا ولازال الاحتلال المغربي يلجأ إلى مخططات تسوية تتجاهل الشرعية الدولية ولوائح الأممالمتحدة ذات الصلة من اجل تسوية هذا النزاع وضمان حق الشعب الصحراوي العادل في تقرير مصيره. كما أخفقت الاممالمتحدة، من جهتها، في الدفع بالسلام في المنطقة ووضعه في مساره الصحيح، ليأتي القرار الاخير الذي صدر عن مجلس الامن الدولي رقم 94 - 24 مخيبا للامال، بحيث أنه لم يتضمن أية إجراءات ملموسة، وهو ما اعتبرته القيادة الصحراوية رجوعا مؤسفا للغاية وغير مقبول الى سياسة ترك الامور على حالها، ونكسة خطيرة للزخم السياسي الذي خلقه المجلس وحاول الحفاظ عليه طيلة 18 شهرا الماضية. وبقي جرح الصحراء الغربية نازفا كما كان منذ سنة 1974، بعدما انجلى الاستعمار الاسباني عن المنطقة، مورثا وراءه تركة مملوءة بالالغام طغت عليها رغبات متناقضة لم تجد الي اليوم حلولا وسط تواصل الاطماع الاستعمارية المغربية للمنطقة وتمسك دول اجنبية بسياسيتها الاستعمارية التوسعية في شمال افريقيا واقفة في وجه اي تسوية سعت اليها الاممالمتحدة او الاطراف الاخرى، كما ندد به الصحراويون في كل مناسبة. ولهذا كله، تسهر القيادة الصحراوية، التي سئمت من التلاعب بمشاعر شعبها وقيادته في انتظار قرارات الشرعية الدولية، على أن يشكل مؤتمرها ال15 بأراضيها المحررة محطة تحول حقيقية، يؤكد الشعب الصحراوي من خلالها ان لا شئ سيثنيها عن مواصلة الكفاح العادل بكل الطرق المشروعة حتى استكمال سيادته على كامل التراب الجمهورية العربية الصحراوية. وفي كلمة القاها خلال افتتاح أشغال الندوة التحضيرية للمؤتمر، أبرز رئيس الجمهورية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو ، إبراهيم غالي، أن الندوة تنعقد في ظرف متميز بعديد التحديات على مختلف الجبهات، وخاصة في ظل استمرار حالة الجمود في مسار الحل نتيجة لسياسات التعنت والعرقلة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي بدعم مفضوح من الدولة الفرنسية.