بوقرن: العامل البشري سبّب 86 بالمائة من هذه الحوادث لا تزال حوادث العمل المميتة تتربص بالعمال، وخاصة عمال الورشات، باعتبار أن الكثيرين منهم لا يتقيدون بشروط الحماية والوقاية أثناء أدائهم عملهم. يواجه العمال عبر الوطن خطر الحوادث المميتة، وذلك عبر ورشات البناء والمنشآت، أين تتربص بهذه الفئة العديد من المخاطر أبرزها السقوط من الأعلى نحو الأسفل، وخصوصا فيما يتعلق بالورشات والتي تعد أكثر مكان يمكن أن يتعرض فيه العمال للسقوط، والذي قد يكون مميتا في غالب الأحيان. وتتعرض هذه الفئة لحوادث السقوط المميتة والأضرار الجسيمة من وراء عدة عوامل، أهمها عدم التقيد بشروط الوقاية والحماية، أين يعمل غالبية العمال بدون ارتداء ملابس واقية، فيما لا يضعون احتياطاتهم اللازمة في حال السقوط من الأعلى بوضع سياج واق قد يحميهم ويوفر عليهم الكثير في حال سقوطهم من الأعلى، وخصوصا فيما يتعلق بالأعمال الخارجية وما شابه، والتي تحمل معها الكثير من المخاطر، بحيث أنه تسجل الكثير من الورشات عديد الحوادث بسبب نقص الوعي وعدم تقيد العمال بما يسمى بالوقاية، لتبقى الحوادث القاتلة قائمة ومصدر تهديد للآلاف العمال عبر الوطن. سقوط مميت لشخص من علو مسجد بوادي النجاء في ميلة تسبب سقوط شخص (61 سنة) من علو مسجد الرحمان بقرية معزوزي لخضر ببلدية وادي النجاء (غرب ميلة) في وفاته فور إدخاله إلى مصلحة الاستعجالات بالعيادة المتعددة الخدمات بذات الجماعة المحلية، حسب ما علم من مصالح الحماية المدنية بالولاية. وأوضح ذات المصدر، أن الحادث تدخلت لأجله الوحدة الثانوية للحماية المدنية لدائرة وادي النجاء، التي سجلت سقوط رجل كان يقوم بأشغال فوق المسجد من علو يقارب ال10 أمتار، وأضاف أن الضحية تم نقله وهو فاقد للوعي وله جروح أسفل الظهر إلى المصالح الاستعجالية، حيث توفي فور إدخاله إليها. من جهتها، فتحت الجهات الأمنية المختصة إقليميا تحقيقا لتحديد أسباب الحادث بدقة. مصرع عامل وإصابة آخر من بناية في طور الإنجاز بوهران لقي عامل يبلغ من العمر 32 سنة حتفه، فيما أصيب آخر يبلغ من العمر 23 سنة بإصابات متعددة ومتفاوتة الخطورة، إثر سقوط من بناية في طور الإنجاز بوهران. وللإشارة، فإن البناية التي سقطا منها العاملان هي في طور الإنجاز، متكونة من 25 طابقا تقع بالقرب من الحديقة المتوسطية بوهران، وقد تم نقل الضحيتين من طرف عناصر من الحماية المدنية إلى مستشفى أول نوفمبر الجامعي، فيما باشرت مصالح الأمن التحقيق في ملابسات الحادث. بوقرن: 86 بالمائة من حوادث العمل تعود إلى العامل البشري وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه بتكرار حوادث العمل المميتة، أوضح بوقرن صلاح الدين، رئيس مكتب منظمة حماية المستهلك بولاية سكيكدة، في اتصال ل السياسي ، بأنه تتعدد الأسباب في وقوع حوادث العمل، لتتنوع بين عوامل بشرية والتي تحوز على حصة الأسد كمسبب رئيسي لحوادث العمل، تليها مناخ العمل ثم مطابقة الوسائل والعتاد مع تأثير بعض الظروف الخارجية على السيرورة الحسنة للعمل في شروط امن وسلامة تضمن الصحة الجسدية والنفسية للعمال والعامل البشري، والذي يساهم في أكثر من 86٪ من حوادث العمل المسجلة لدى مختلف المؤسسات الناشطة على التراب الوطني، وهو الأمر الذي أصبح يستدعي تدخل عاجل لمحاربة هاته الظاهرة، خاصة وأن أضرارها وخيمة على صحة العمال تصل حتى الوفاة. وأضاف محدثنا، بأن تطرق المنظمة للظاهرة كان عن طريق مساهمة العديد من المكاتب الولائية في أيام تحسيسية منظمة من طرف وزارة العمل والتضامن الاجتماعي، ممثلة عبر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، حيث عالجت هاته الحملات لسنة 2020 ظاهرة القلق في العمل، وهو الذي يعتبر أحد فروع تسبب العامل البشري في حوادث العمل، حيث تم تشريح هاته الظاهرة وطرح أهم أسبابها وكيفية معالجتها. وأضاف محدثنا بأنهم يطمحون كمنظمة لأجل أن تتواصل مثل هكذا حملات للتطرق للعديد من الجوانب الأخرى كتوفير وسائل الحماية الفردية EPI، والجماعية EPC ودورها في الحد من حوادث العمل.