يواجه عمال النظافة نوعا آخر من المخاطر خلال الفترة الأخيرة، حيث بات المواطنون يستخدمون الكمامات والقفازات وكذا المناديل الورقية كطرق اختلف حولها الأطباء للوقاية من فيروس كورونا، والتي يتخلص منها البعض بطريقة من خلال رميها في الشوارع أو في الأماكن الخالية دون وضعها داخل أكياس لحماية عمال النظافة والشباب المتطوعين بحملات التطهير. أثار إقدام بعض من المواطنين الذين لا يتحلون بروح المسؤولية على رمي الكمامات والقفازات على أرصفة الشوارع حفيظة فئة كبيرة من الجزائريين الذين أبدوا استياءهم وسخطهم الشديدين من ما يصدر من هؤلاء المواطنين، حيث أكدوا بأن هذه التصرفات لا تخدم الصالح العام خاصة في الوضع الحرج الذي تمر به الجزائر بعد انتشار فيروس كورونا وبلوغه المرحلة الثالثة والتي تدعوا إلى دق ناقوس الخطر وتوحيد الجهود للحد من انتشاره. في ذات الصدد، أكد عمال النظافة على مستوى بلديات العاصمة بأنهم يعانون بسبب هذه السلوكيات السلبية معتبرين إياها تهاونا معلنا بالوضع الصحي الخطير حيث أكدوا بأنهم كثير ما يواجهون كمامات قفازات وحتى مناديل ورقية خلال قيامهم بعمليات التطهير والتنظيف الدورية. من جهة أخرى، أكد الشباب الذين يقومون بحملات تطوعية عبر مختلف أحياء العاصمة والولايات المجاورة بأنهم كثيرا ما يواجهون ذات المشاهد خلال حملاتهم وذلك على الرغم من مبادرات التحسيس التي يعرجون من خلالها على ضرورة وضع معدات الوقاية هذه في أكياس وغلقها قبل رمي في الحاويات باعتبارها من أخطر الطرق التي قد ينتقل من خلالها الفيروس إلى الشخص الذي يتولى مسؤولية رفعها. في سياق متصل، يحذر الأطباء والمختصون بهذا الخصوص مؤكدين بأن أقنعة الوجه مثلا وبمجرد استخدامها تصبح رطبة باللعاب والسوائل وعند إزالتها يجب وضعها على الفور في حاويات النفايات موضحين بأن أفضل طريقة للتخلص منها هي إزالتها باستخدام الرباطات البلاستيكية التي تمسك بها خلف الأذنين، كما يجدر تجنب لمس القناع نفسه لا سيما من الداخل، أما فيما يخص القفازات فقد كثر الحديث عن كونها وسطا يمكن للفيروس أن يعيش فيه لمدة طويلة لذلك يجدر تغييرها بصفة دورية ورضعها في أكياس بعد قلبها، كما يوصى بغسل الأيدي فور الانتهاء من ذلك الأمر الذي يضع عمال النظافة في واجهة الخطر، إذ ما تحلى المواطنون بروح المسؤولية لحماية ووقاية هذه الفئة.