ارتأى عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية أن يشارك الجزائريات مجددا احتفالاتهن بالعيد العالمي للمرأة المصادف ل 8 مارس، حيث كرم أمس الأول بالجزائر العاصمة عددا من المجاهدات وأرامل الشهداء وإطارات وممثلات للمجتمع المدني والبرلمانيات والمثقفات تقديرا لكفاحهن المرير ضد الاستعمار الفرنسي ولإسهاماتهن المتميزة في ترقية حقوق المرأة وتعزيز التنمية. وعرفانا لجهودهن في تحقيق التنمية وخدمة الوطن تحصلت المكرمات على شهادات شرفية وهدايا رمزية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة خلال حفل أقامه الرئيس بوتفليقة على شرف المرأة الجزائرية بفندق الأوراسي بحضور كبار المسؤولين في الحكومة والدولة. وقد كرم رئيس الدولة بهذه المناسبة التي تتزامن مع استعداد الجزائر للاحتفال بالذكرى الخمسين لاستعادة سيادتها واستقلالها ستة مجاهدات هن في ذات الوقت أرامل وأمهات شهداء عانين من ويلات الاستعمار الغاشم وأظهرن، ولا يزلن رغم تقدمهن في السن عزيمة وتحدي وحب للوطن لا يضاهى، كما يأتي هذا التكريم في ظرف خاص يميزه تجسيد الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية والرامية إلى تعميق المسار الديمقراطي. وباسم النساء الجزائريات تقدمت نوارة سعدية جعفر الوزيرة المنتدبة للأسرة وقضايا المرأة بإهداء لوحة فنية لرئيس الجمهورية إكبار وعرفانا له بدعمه لقضايا وشؤون المرأة في مختلف المواقع، وهذه اللوحة من إنجاز الفنانة الجزائرية جهيدة هوادف ترمز إلى بطلة المقاومة الشعبية لالا فاطمة انسومر ومن حولها رموز القوة والمقاومة الموجودة في الطبيعة. وشكلت هذه المناسبة فضاء لالتقاء نساء الجزائر اللواتي قدمن من مختلف ربوع الوطن من عدة شرائح وأعمار كانت فرحتهن بادية في ظل مكتسبات جديدة تدعم به مسارهن النضالي والمهني والشخصي توجت بصدور القانون العضوي القاضي بتوسيع المشاركة السياسية للمرأة في الهيئات المنتخبة في إطار الإصلاحات التي بادر بها رئيس الدولة. وثمنت النساء المدعوات لهذا الحفل التكريمي الإرادة السياسية التي كانت وراء توسيع مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة، والتي تفتح للنساء المجال واسعا لترقية مكانتهن في الساحة السياسية معربات عن أملهن انتزاع المزيد من الانتصارات لحقوق من شأنها أن تعزز مكانتهن على جميع أصعدة الحياة. ومن جهة أخرى عبرت بعض الحاضرات عن استعدادهن لرفع التحدي بالعمل والمثابرة شريطة أن تتوفر الظروف الملائمة لإبراز طاقاتهن وكفاءتهن، وأشرن إلى أن هذه الذكرى بالذات ستبقى راسخة في ذاكرتهن لتزامنها مع الذكرى الخمسين لاستعادة السيادة الوطنية. وضمن هذا السياق تدعمت مكاسب المرأة الجزائرية هذا العام بتكريس مبدأ توسيع مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة بموجب القانون العضوي الجديد الخاص بتوسيع مشاركتها في المجالس المنتخبة، مما سيعطي ديناميكية جديدة في مجال تجسيد مبادئ الديمقراطية والمساواة. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد دعا الأربعاء الفارط النساء الجزائريات إلى ممارسة حقوقهن بكل حزم في العملية الانتخابية، بما يعكس حقيقة الدور الذي يمكن أن تؤديه المرأة في إصلاح المجتمع وتحديثه.