القوى الإفريقية الصامدة رغم الصدمات هذا ما حققته الجزائر بعد خمسين سنة من الاستقلال تحتفل الجزائر بعيد استقلالها هذه السنة ليس ككل 05 من جويلية لأنها تطوي هذه المرة صفحة نصف قرن من الحرية، بعد تحقيق نجاحات في محو الآثار العميقة لليل الاستعمار الطويل بفضل التقدم المحقق، عرفت خلالها مراحل متسارعة وأخرى أثقلت كاهلها كانت أبشعها سنوات العشرية السوداء التي فقدت فيهم الجزائر الكثير، وعادت من خلالها إلى نقطة البداية بعد أن أهدرت جزءا هاما من هياكلها القاعدية وقبل ذلك مكانتها القارية. وكما تمكن رجال الثورة من بعث اقتصاد تركته فرنسا يحتضر وتحدوا كل المواثيق وأمموا ثرواتها التي لا طالما تفننت فرنسا في نهبها، وهي التي أفرغت خزائنها قبل الخروج منها، تمكن صناع استقلال الجزائر مجددا والمشيدين لمكانتها الإفريقية والعربية وحتى الدولية المتميزة من وقف نزيف الدماء وبعث الحياة الاقتصادية والاجتماعية وبأكثر قوة، ومع كل هذا، حافظت الجزائر دائما على دعمها لحق الشعوب في تقرير المصير وهي التي احتضنت الإعلان عن الدولة الفلسطينية ووقفت دائما مع الشعوب المستعمرة. هكذا أسس قادة الثورة رموز الاقتصاد الأكثر استقرارا إقليميا بعد أن افتك الجزائريون الاستقلال الوطني، كانت مهمة القادة في تلك الآونة شاقة، خاصة وأن فرنسا تركت وراءها خزائن فارغة غير قادرة على التكفل بالحاجيات الهائلة لاسيما الاجتماعية منها لأمة ناشئة عانت من ويلات الأمية وكل أشكال الطمس لمعالمها الدينية، وقد شرع القادة الجزائريون بطريقة براغماتية في بناء الصرح الاقتصادي الوطني الذي بلغ خمسين سنة منذ الاستقلال الوطني حيث بدت الرفاهية الاقتصادية من خلال احتياطات صرف تجاوزت 200 مليار دولار ونسبة ديون ضئيلة جدا، ظهرت معالمها جيدا خلال 12 سنة الأخيرة من خلال قوة المشاريع المنجزة. وقد أفضى إنشاء بنك الجزائر المركزي، الذي يعد الرمز السياسي للسيادة الوطنية يوم 13 ديسمبر 1962 أي خمسة أشهر بعد الاحتفال بالاستقلال الوطني من خلال القانون رقم 62-144 الذي صوت عليه المجلس التأسيسي إلى فتح الطريق أمام مهمة مجيدة وهي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأمة. وعليه باشرت الجزائر التي تحلت برغبة شديدة في التحرر نهائيا من التبعية الاستعمارية الاقتصادية هذه المرة مسارا طويلا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية أولا من خلال إنشاء شركات وطنية تتكفل بالمضي بالاقتصاد الوطني نحو الأمام ووضع القواعد الأساسية لتقدم البلاد، وتميزت سنوات الستينيات وهي المرحلة التي اتسمت بهشاشة المناطق الريفية ووضعية صعبة بالمدن بوضع الورشات الخاصة بأهم أسس الاقتصاد الوطني. وعكس إنشاء مجمع "سوناطراك" في سنة 1963 والمكلف باستئناف الإنتاج البترولي والغازي للبلد وإنشاء البنك الوطني الجزائري، أهمية تأميم الثروات أولى الانتصارات السياسية للجزائر المستقلة وتزامنت نهاية الستينيات بالانتصار السياسي الكبير الذي حققته الجزائر التي نجحت في تأميم ثروات باطن أراضيها فورا خصوصا المحروقات، التي كانت تستغلها قبل ذلك الشركات الكبرى متعددة الجنسيات الحليفة الطبيعية للقوى الاستعمارية. ومنذ ذلك الحين فتح المجال أمام الورشات الهيكلية الكبرى حتى وان كانت من الناحية المالية جد مكلفة في الوقت الذي أدى فيه أول صراع بترولي إلى انفجار أسعار الخام عن انجازين كبيرين وهما الثورة الصناعية والثورة الفلاحية، وكانت هاتين الثورتين مكملتين لبعضهما البعض صناعة جاهزة للاستعمال وموجهة نحو وضع شبكة من الأقطاب الصناعية الكبرى لاسيما في مجال الصناعة الغذائية والميكانيك وأخرى تتمثل في فلاحة مصوبة نحو الاستقلال الغذائي وبالفعل تكفل هذان القطاعان بتحريك الآلة الاقتصادية الوطنية لإنتاج التمويلات الداخلية دون اللجوء إلى المؤسسات الدولية التي لا تزال تهيمن عليها اللوبيات الامبريالية من خلال الإسهام الكبير لعائدات المحروقات. وانطلاقا من منتصف السبعينيات إلى غاية نهايتها شهد قطاع آخر ازدهارا شد انتباه السلطات العمومية وهو قطاع السكن ومن خلال انفجار الأزمة العمرانية في السبعينيات في إطار النزوح الريفي الهام بفعل توفير مناصب العمل في المصانع المنشأة قرب المراكز الحضرية أضحى وضع برامج لبناء سكنات أحدى أكبر التحديات الاجتماعية التي كان يتعين على الجزائر رفعها. وبدءا من الثمانينات وفي سياق الانتقال التدريجي للاقتصاد المسير منذ السنوات الأولى للاستقلال إلى اقتصاد سوق تم فتح ورشات أخرى مثل الطرقات والسدود والمنشآت القاعدية الخاصة بالنقل الحضري والبحري والمرفئي والتنمية الفلاحية والسكن والصناعة في حين أنه من الناحية البنكية والمالية كانت الجزائر تملك مؤسسات مالية هامة كان اطارتها من خريجي الدفعات الأولى من الجامعة الجزائرية. الجزائر تثبت صمودها مجددا وتعود بعد التسعينيات السوداء غير أن هذه الديناميكية شهدت تباطؤا مصدرها أزمة التسعينيات بسبب الإرهاب الذي استهدف لاسيما القطاع الاقتصادي من خلال تخريب عدد من المصانع والأرضيات الاقتصادية وقد عاشت الجزائر خلال هذه الفترات أوقات صعبة عندما تعلق الأمر بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي حول انتعاش مالي مرفوق بمخطط تعديل هيكلي جذري إثر انقطاع مأساوي في الدفع ناتج عن انهيار اسعار البترول، وغير ذلك كانت الأوضاع الاجتماعية في تقهقر مستمر بسبب سيل الدماء الذي اشتاح البلاد، لتدفع الجزائر غاليا ثمن تجربتها الرائدة والمتقدمة عن باقي الدول العربية في الديمقراطية. ولم يستأنف النمو سوى عند نهاية التسعينيات في ظل انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي سطر ثلاثة برامج طموحة كبرى للإنعاش الاقتصادي من خلال المخططات الخماسية الثلاث وكان آخر هذه البرامج الخاصة بالإنعاش الاجتماعي والاقتصادي الذي رصدت له ميزانية ضخمة قيمتها 286 مليار دولار في مستوى طموحات الجزائر وخمسين سنة بعد أن استعادت استقلالها تلبية الحاجيات الاجتماعية للجزائريين فعليا. رهانات كبرى وإرادة وتحد أضخم في ثورة تنموية بلغة الأرقام رهانات الجزائر كانت أكبر وأضخم حيث انتقلت من بضع مئات من الطلبة سنة 1962 إلى مئات الآلاف حاليا ومن 500 إلى 48000 طبيب تقريبا ومن 300 إلى 700 مستشفى ومن 4 إلى 25 مطارا ومن لا شيء إلى عدة آلاف من العيادات الطبية ومن 252 دولار إلى4500 دولار كدخل سنوي للفرد الجزائري ومن 30 بالمائة إلى حوالي 100 بالمائة كنسبة وطنية لتعميم الكهرباء. والجزائر تحتفل اليوم بالذكرى ال50 لعيد الاستقلال والشباب في صورة مغايرة تماما لتلك التي كانت عليها عند خروج الاستعمار الفرنسي من أرض الوطن، فالذي لم ير المدن الجزائرية منذ ذلك الوقت لا يستطيع التعرف عليها بعد هذه المدة بفضل الإنجازات الضخمة التي ترجمتها المشاريع المنجزة في مجالات التربية، السكن، والأشغال العمومية والتي قضت على صور الجهل والأمية، الدمار والبيوت الهشة والعزلة بسبب غياب الطرقات، فمثلا عرف قطاع التربية منذ الاستقلال عدة استراتيجيات للتعليم ساهمت في تلقين اللغة العربية وترسيخ الثقافة الوطنية والدينية التي عمل الاستعمار على محوها لطمس الهوية الجزائرية وإبعاد الشعب عن مقوماته من خلال سعي فرنسا لتعليم لغتها فقط، فمنذ الاستقلال مر إصلاح المنظومة التربوية بفترات من التغيير الاجتماعي والسياسي دفع باللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية إلى إصدار توجيهات سديدة ساعدت على إيجاد التدابير التنفيذية في إطار إصلاح شامل، وشهد قطاع التربية في إطار هذه الإصلاحات مراجعة 185 برنامج تعليمي و151 كتاب مدرسي، وترقية مكانة التخصصات العلمية وكذا تعميم تعليم الإعلام العالي وتطوير تعليم اللغات الأجنبية، وتولي الدولة اهتماما بالغا لقطاع التربية الذي شهد في السنوات الأخيرة عدة انجازات متعلقة بالمؤسسات التربوية الجديدة، حيث يأتي في المرتبة الثانية في قائمة القطاعات التي تخصص لها ميزانية كبيرة بعد وزارة الدفاع الوطني، إذ يرصد للقطاع في إطار مواكبة الإصلاحات منذ 8 سنوات 597 مليار دينار وهو ما يعادل ميزانيات بعض الدول المجاورة في كل القطاعات. ولا يمكن أن يختلف اثنان أن السنوات الأخيرة كانت الأكثر تحقيقا للإنجازات بعد إطلاق مترو الجزائر الحلم الذي طال انتظاره، والشروع في انجاز حلم أكبر ألا وهو الجامع الأكبر، ناهيك عن استكمال الطريق السيار شرق - غرب الإنجاز المغاربي الأضخم في مجال الأشغال العمومية، وتزويد سكان الجنوب بالمياه وملايين من السكنات هي إذن ثورة تنموية جديدة في عيد ثورة نوفمبر المجيدة. الدبلوماسية الجزائرية بين الحنكة والوقوف مع القضايا العادلة لطالما اتسمت الدبلوماسية الجزائرية بالحنكة في الكثير من المواقف وهي البلد التي احتضنت فلسطين في إعلانها لدولتها، ووقفت دائما مع حق الشعوب في تقرير المصير، وإن كان العملاق الإفريقي قد غاب عن الساحة في التسعينات بسبب قهر سنوات الجمر، فإنه ومنذ 1999، تمكن من كسر طوق العزلة المفروضة خلال عشرية الإرهاب ونجح في استعادة مكانته الطبيعية على الصعيد العالمي، وأصبحت الجزائر الرقم الرابح في رهانات المنطقة الأمنية منها قبل الاقتصادية والسياسية، باعتبار أنها تمكنت من استرجاع أمنها داخليا رافضة أي تدخل أجنبي، بقوة أجهزتها الأمنية، وسياسة المصالح الوطنية، فقد تميزت الدبلوماسية الجزائرية بحضورها القوي والفعال في شتى المحافل الدولية وساهمت بدلك في البحث عن حلول لرفع التحديات التي تواجه المجموعة الدولية ومنها القضايا المتعلقة بالإرهاب والأمن الدولي ونزع السلاح وإشكالية التنمية وحماية البيئة وحوار الحضارات، فعلى مستوى ترقية دور منظمة الأممالمتحدة أصبحت الجزائر، في الوقت الراهن، شريكا لا يمكن الاستغناء عنه في المفاوضات الدولية، فمنذ 2000 وانتخبت الجزائر عضوا في مجلس الأمن في 2003 فكان ذلك تكريس لاستعادة الجزائر مكانتها على الساحة الدولية ونوعا من الاعتراف بمساهمتها الفعالة في مسار الإصلاح، الجاري حاليا، ولم تنفك الجزائر عن المطالبة بضرورة إبرام اتفاقية دولية شاملة بخصوص قضية الإرهاب ولقد ساهمت بفعالية كبيرة، في إطار المنتدى المتوسطي لحث الدول المشاركة فيه على تبني موقف موحد ضد الإرهاب. ولقد تُوجت تلك الجهود بتأسيس المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب ومقره بالجزائر العاصمة وعلى صعيد اتحاد المغرب العربي بادرت الجزائر، منذ2001، بإعادة تنشيط هياكل ودواليب هذه المجموعة المغاربية ووضع حد للجمود الذي شل نشاطاتها منذ 1995. ويعتبر توطيد أسس السلم في العالم من أكبر الرهانات التي تعمل الدبلوماسية الجزائرية منذ الاستقلال على كسبها، ذلك أن الجزائر تناضل من أجل تعزيز سبل التعاون بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي فيما يتعلق بالوقاية وفض النزاعات في القارة الإفريقية، دون أن تتجاهل على مدار السنين ضرورة دعم حقوق الجزائريين المقيمين في الدول الغربية والدول العربية وذلك من خلال نشر اللغة العربية والثقافة الجزائرية وتحسيسهم بضرورة المساهمة في المجهود التنموي الوطني. الجزائر تقود إفريقيا لمواكبة التطورات ومواجهة التحديات ويتجلى البُعد الإفريقي للدبلوماسية الجزائرية منذ الاستقلال والذي ظهر بأكثر قوة خلال السنين العشر الفارطة في الجهود الحثيثة التي ما فتئت الجزائر تبدلها من أجل إقامة هيئات جديدة على مستوى القارة الإفريقية على غرار مجلس السلام والأمن وتأسيس البرلمان الإفريقي وكدا إتمام مسار إدماج هيئة النيباد، وكل ذلك من أجل جعل إفريقيا قادرة على مواكبة التطورات ومواجهة التحديات. وقد ركزت الجزائر العضو الفعال في منظمة الوحدة الإفريقية وبعدها الاتحاد الإفريقي على العمل من أجل توحيد الجبهة الإفريقية، وتقوية كلمتها في المنظمات الدولية وفي سبيل سلم وأمن لا رجعة فيهما يعمان القارة، حيث كثفت في هذا السياق من تحركاتها لتحقيق ذلك، وجعلت الجزائر من السلم والأمن الدائمين إحدى أولوياتها في إطار المؤسسات الإفريقية وذلك عبر دعوتها في كل مناسبة افريقية دول القارة إلى المضي قدما في تسوية نهائية لنزاعاتها والالتفاف حول دينامكية السلام وفقا لأهداف ومبادئ تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية. وبمجرد معافاتها من أزمتها الداخلية في نهاية التسعينيات، وقعت الجزائر عودتها إلى الساحة الدولية عبر مساهمتها المشهودة في حل النزاع بين إثيوبيا واريتريا الذي استمر سنتين وأودى بحياة 7000 ألف شخص وذلك ضمن وساطة في إطار الاتحاد الإفريقي أفضت إلى تمكين الطرفين من توقيع اتفاق الجزائر في 18 جوان 2000 قضى بوقف العداءات بين البلدين وترسيم الحدود ونشر قوة أممية من أجل ضمان احترام وقف إطلاق النار، وعلى الرغم من توقيع الدولتين على اتفاق للسلام فإن حالة من التوتر ظلت سائدة بين الجانبين، وأثبت مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي ترأسته الجزائر مرتين صلاحيته وفائدته في كل مسعى يهدف إلى اتقاء النزاعات وإدارتها وتسويتها سيما بعد انضمام مجموعة العقلاء المنبثقة عن المجلس برئاسة أول رئيس للجزائر المستقلة الراحل أحمد بن بلة إلى منطق التسوية السلمية للنزاعات مع التأكيد على موقف الجزائر الثابت الرافض لأي تغيير غير دستوري للحكومات. واعترف محللون أن مجموعة العقلاء بقيادة شخصية جزائرية أكدت بفضل مساهمتها الهادئة لكن الفعالة في الوقاية من النزاعات وتسويتها قوة الحكمة الإفريقية من حيث أنها عامل ثمين في تسوية النزاعات، كما رافعت الجزائر وعلى غرار دول أخرى عن فكرة منح مقعدين دائمين لإفريقيا في منظمة الأممالمتحدة إيمانا منها بأن الدفاع عن قضايا القارة يتطلب تمثيلها في المنظمة الدولية بشكل أحسن. وبفضل انطلاق مبادرة الشراكة من أجل التنمية في إفريقيا (النيباد) 2001 التي تعتبر الجزائر إحدى أعضائها الفاعلين إلى جانب نيجيريا وجنوب إفريقيا تقلصت النزاعات الإفريقية، كما تطورت التنمية وانتقلت المساعدات نحو القارة الإفريقية من 16 مليار دولار إلى 22 مليار دولار، كما استفادت الدول الإفريقية من عملية مسح ديونها الخارجية، وامتدت انشغالات الجزائر بقضايا القارة الإفريقية إلى مجال التنمية حيث رافعت الدبلوماسية الجزائرية في مسألة إرساء نظام اقتصادي عالمي جديد يضمن التوزيع العادل للثروات والتعاون المثمر بين الدول النامية والدول المتطورة، مشيرة إلى التباين الواضح في معدلات التبادل التجاري بين القطبين. وبحسب للجزائر انجازها عدة مشاريع كبرى تؤثر بصفة ملموسة على الاندماج الإقليمي منها مشروع الطريق العابر للصحراء (الجزائر - لاغوس - النيجر) ومشروع أنبوب الغاز من نيجيريا إلى أوروبا مرورا بالجزائر والنيجر، كما ساهمت الجزائر منذ 2005 بنسبة 15 بالمائة من ميزانية الاتحاد الإفريقي بعد اتفاقها مع أربعة دول أخرى هي: جنوب إفريقيا ومصر وليبيا و نيجيريا على أن تتقاسم بالتساوي فيما بينها 75 بالمائة من ميزانية الاتحاد القاري لمواجهة العجز المالي الكبير في ميزانيته بسبب التخلف وعجز أغلب الدول الإفريقية الأعضاء فيه عن دفع مساهماتها المالية السنوية. ومع قرار الجزائر في 2010 برفع ميزانية الاتحاد الافريقى إلى 200 مليون دولار تكون مساهمتها السنوية فيه قد ارتفعت فيه إلى نحو الضعف في اقل من ست سنوات. وضمن مساهماتها تحملت الجزائر تغطية تكاليف النقل الجوى لقوة السلام الإفريقية في الصومال حيث بلغت هذه القيمة عام 2010 لوحده 27 مليار سنتيم. ولم تغفل الجزائر الدفاع عن قضايا البيئة في القارة السمراء إذ أشارت إلى أن إفريقيا بالرغم من أنها لا تساهم في انبعاثات الغازات إلا بنسبة 4 بالمئة إلا أنها هي أكبر ضحايا التدهور البيئى، ودعت الجزائر التي تحدثت باسم الأفارقة على لسان الرئيس بوتفليقة في قمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة العشر المكلفين بالتغيير سبتمبر 2009 الدول المصنعة بتحمل مسؤوليتها في تدهور المناخ ومساعدة القارة السمراء على تأمين تنميتها الاقتصادية والوفاء بالتزاماتها إزاء أهداف الألفية. المشهد السياسي.. تمسك دائم بأبجديات بيان الفاتح من نوفمبر تعاقب على المشهد السياسي الجزائري منذ الاستقلال وطيلة نصف قرن، أربعة دساتير أولها، جاء بعد استفتاء شعبي في 1963، بعد نقاشه داخل حزب جبهة التحرير، حددت فيه الجزائر كجمهورية، تتبع خط الاشتراكية، محافظة على القومية العربية الإسلامية، في 1976 شرعت مسودة دستور جديد، نوقشت، وتمت الموافقة عليها في استفتاء وطني وأكد الدستور الجديد على الاشتراكية مرة أخرى، الشرعية الثورية (يجب أن يكون الرئيس مجاهدا سابقا)، وشكل المؤسسات الحكومية، مع مجلس الشعب، البرلمان، في 1986، أدخلت تعديلات للدستور، محافظة على التقاليد السابقة، مع التنصل من النهج الاشتراكي تدريجيا. في فيفري 1989، يجيء الدستور الثالث، مغيرا شكل الدولة، فاتحا التعددية الحزبية ومدعما الديمقراطية، حيث سبقت الجزائر الكثير من الدول العربية في هذه الخطوة بما يفوق العشرين سنة، كما ألغى ذات الدستور أيضا النهج الاشتراكي تماما، من الدساتير السابقة، كما فوض الشرعية الثورية، وفوض دستور 1989، للرئيس سلطة تعيين الوزير الأول رئيس الحكومة آنذاك، ثم الدستور الحالي، الرابع، أو تعديل دستور1989، أتي سنة 1996، تم فيه إنشاء مجلس الأمة، كما تم إدخال الامازيغية في المادة 3 مكرر (الفصل الأول) سنة 2002 "للرئيس والبرلمان الحالي نية تغيير الدستور من جديد، في صيغة أكثر حداثة"، وقد عدل الدستور في سنة 2008 حيث تم فتح العهدات الرئاسية، وترقية الحقوق السياسية للمرأة بتوسيع حظوظ تمثيلها في المجالس المنتخبة، وهو ما تم تطبيقها فعلا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث وصف تمثيل المرأة في البرلمان بالمتميز، بالإضافة إلى احترام رموز الثورة وأرواح الشهداء وكرامة ذويهم وتعمل كذلك على ترقية كتابة التاريخ و تعليمه للأجيال الناشئة. ***************************** محمد ولاح: "ذكرى الاستقلال هو عيد وطني لا يستهان به" أكد محمد ولاح المكلف بالشؤون الاجتماعية ببلدية الدويرة أن مصالح البلدية كثفت جهودها من اجل الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، في أحسن حلة بما أن هذا اليوم سمي "بعيد الجزائر" بعد أن هيأت جميع الطرقات والواجهات العمومية مع حملات النظافة التي قامت بها ذات المصالح بالتعاون مع الكشافة وجمعيات البيئة التابعة للبلدية، كما تم تزيين المدينة بالرايات والحدائق الخضراء لإعطائها وجها جديدا يليق بهذه المناسبة العريقة. أما فيما يتعلق بمراسيم إحياء ذكرى خمسينية الاستقلال، فقد أشار ولاح إلى تنظيم برنامج وتظاهرات يستهله الحضور من السلطات الولائية والمحلية مع الأسرة الثورية والمجتمع المدني، حيث سيتم اغتنام هذه الذكرى من اجل إعادة تسمية تسع مؤسسات تضم بعض المتوسطات، ملاعب كرة القدم، مكتبة البلدية، إضافة إلى بعض الشوارع على أسماء شهداء الثورة التحريرية التابعين لبلدية الدويرة. كما أكد المتحدث أنه سيتم تدشين مقبرة الشهداء المتواجدة بالطريق الوطني رقم 63، والتي خصص لها مبلغ 450 مليون سنتيم من اجل تهيئتها، أما فيما يخص الاحتفالات فقد تنوعت ما بين الرياضية الثقافية والعلمية، بكل من المركز الثقافي بالدويرة، ومركز التكوين المهني، إضافة الى الساحة العمومية بوسط المدينة، كما أقيمت ابتداء من 2 جويلية الجاري حتى الخامس من ذات الشهر، الأناشيد الوطنية الخاصة بالمناسبة، وحفل شعبي لفائدة المواطنين وقاطني البلدية. وبالنسبة للحفل الاختتامي فقد خصص لتكريم الأسرة الثورية ممن عايشوا الحدث، من المجاهدين وأرامل الشهداء، إضافة الى عائلات الشهداء التي تمت تسمية المؤسسات عليها. عيسى نجاري: "عملنا جاهدين لاستقبال الحدث في أحسن حال" ومن جهته تحدث عيسى نجاري رئيس بلدية فوكة، عن هذا الحدث الهام بالنسبة للجزائريين الذين ينتظرون الذكرى الخمسين للاستقلال بفارغ الصبر، مؤكدا أن السلطات المحلية في كل أرجاء الوطن سعت جاهدة لاستقبال هذا اليوم في أحسن حال، حيث اشار المتحدث إلى ان مصالحه تهيأت لهذا الحدث من خلال عمليات التنظيف الواسعة لأحياء المنطقة، مع طلاء وتزيين الأماكن العمومية والواجهات، أما بالنسبة للبرنامج المخصص لبلدية فوكة، فقد تنوع بين رياضي وثقافي. وأكد عيسى نجاري ان هذا الحدث يشهد عدة تدشينات، على غرار تدشين اللوحة التذكارية المخلدة لشهداء بلدية فوكة بساحة الشهداء العمومية بوسط المدينة، مع تكريم أرامل الشهداء والمجاهدين، إضافة إلى تسمية مدرسة ابتدائية وحي على أسماء شهداء المنطقة، وقد أشار المتحدث الى ان الاحتفال بالذكرى يكون على مدار ثلاثة أيام أي من 4 جويلية حتى 6 من ذات الشهر، حيث تتخلل هذه الأيام أمسية فنية مع جمعية "نور الساحل" المحلية، إضافة الى عرض ملحمة تاريخية حول الذكرى بتنظيم جمعية "فن الإبداع" لبلدية فوكة وذلك بدار الشباب. كما سينظم فرع الكشافة الاسلامية بفوكة، معرضا تاريخيا وثقافيا يدوم ثلاثة أيام، كما عملت دار الشباب على تنظيم مسابقات لفائدة النساء في فن الطبخ والخياطة وصنع الحلويات، أما بالنسبة للبرنامج الرياضي فقد تم تنظيم استعراض لمختلف الرياضات القتالية بساحة الشهداء، ومقابلات في كرة القدم بين جمعيات حي علي عماري وكرة اليد والكرة الحديدية. زهير معتوق: "التحضير للاحتفال انطلق منذ سنة" أكد زهير معتوق رئيس بلدية بوروبة أن التحضيرات لخمسينية الاستقلال استهلتها السلطات المحلية منذ بداية العام الجديد، من حيث مختلف أشغال التهيئة، فيما يخص الطرقات والأرصفة وطلاء المؤسسات العمومية والأشجار خاصة وأنها تزامنت مع الانتخابات التشريعية، كما زينت الشوارع والطرقات بالرايات الوطنية. وفي ذات السياق أشار معتوق، إلى ان مصالح بلدية بوروبة قد سطرت رزنامة مواعيد احتفالية بالذكرى بدءا من الفاتح جويلية الجاري، حيث تم تنظيم أبواب مفتوحة خاصة للتعريف بالبلدية وتاريخها، ومشاريعها المستقبلية، بمشاركة كل من دور الشباب ومركزي التكوين المهنيين. كما يتضمن الاحتفال إقامة عدة تظاهرات رياضية في مختلف التخصصات، التي ستنظم بالملعب البلدي بالتنسيق مع المكتب البلدي للرياضة، وإجراء دورة "فود فيداو" أو الرياضات القتالية بملعب بوروبة تحت إشراف جمعيات البلدية الرياضية، التي يترأسها أبطال رياضيون مختصون في ذات الرياضة القتالية، والذين هم أيضا من أبناء بلدية بوروبة. لتتواصل مراسيم إحياء الذكرى بتكريم عدد من المجاهدين والأسرة الثورية إضافة إلى مجموعة من الرياضيين المختصين في رياضات المصارعة والمعروفين على المستوى العالمي والإفريقي، إضافة إلى تسمية بعض الأحياء الجديدة بالبلدية على أسماء شهداء الثورة. تيزي وزو تتمنى أن تكون المناسبة فأل خير على الجزائريين أكّد السكرتير العام لبلدية تيزي وزو عميار شريف عن سعي البلدية الحثيث لإنجاح هذه الاحتفاليات المخلدة لثورة الاستقلال المجيدة مع تفاؤله بالمناسبة التي تمنى أن تكون فأل خير على الجزائر والجزائريين ككلّ، كما كشف عن مجموعة من النشاطات الفنية والتاريخية المسطرة من أجل إحياء الذكرى، التي ستتكفّل بتنظيمها بلدية إيفرحونن بالتعاون مع دار الشباب، إذ أنّه وفي ذات الإطار تمت تسمية شهداء الثورة على قرى ومداشر البلدية، كما أضاف أن أحياء وشوارع البلدية قد تزينت بالأعلام. وفي سياق حديثه أضاف مُحدّثنا بأن يوم الاحتفال سيفتتح بلقاء على مستوى مقرّ البلدية بحضور المسؤولين والمنظّمين بالبلدية، لإعطاء إشارة انطلاق الاحتفالات وسط حضور كبير لكبار المجاهدين وأبناء الشهداء، يليه معرض تاريخي لمجموعة من الصور والمقتطفات التاريخية لشهداء الجزائر عامّة والمنطقة على وجه الخصوص، ليتمّ في ذات الشّأن وبالتعاون مع لجان القرى التابعة إداريًّا للبلدية إعطاء إشارة انطلاق مسابقة الجري من قرية آيت عربي المتواجدة على بعد 7كلم جنوب إيفرحونن إلى غاية دار شباب البلدية، المتعلّقة بجميع الأعمار والفئات الجنسية إناث وذكور، ليكون ذات السباق متبوعا بجوائز تشجيعيّة للمراكز الأولى، إضافة إلى بذلات رياضية ستقدّم بالمناسبة لجميع الفرق الرياضية الجوارية المتخصّصة في لعب كرة القدم ذكور وإناث بغرض تحفيزهم على المضي قدما من أجل تشريف الجزائر في المحافل الدولية، كما ستقام بالموازاة زيارة النصب التذكاري الخاص بشهداء المنطقة الأبرار بتيزي بوران حيث سيتمّ وضع إكليل من الزهور على هذا النصب، على غرار الكلمة التي سيتقدّم بها مجاهدو المنطقة متبوعة بشهادات حيّة عن مسارهم النضالي إبّان حرب التحرير. وفي إطار هذه الاحتفالات تم بالمناسبة إعطاء إشارة الاستفادة من خدمات غاز المدينة لكل من بلدية إيفرحونن وقرية أحضوش وآيت حمّو، وذلك يوم أمس، ليتمّ اختتام فعاليات المناسبة بحفل فني كبير سيحضره نخبة من الفنانين الكبار وذلك على مستوى دار شباب البلدية، وللإشارة فقد كان من المقرّر إثراء هذا البرنامج بافتتاح عدّة مشاريع تنموية بالمنطقة على غرار مركزين للشباب الأول على مستوى قرية بشّار والثاني بإيفرحونن، وكذا المكتبة العمومية الجديدة، إضافة إلى افتتاح النصب التذكاري الجديد الذي تم إعادة تدشينه بمفترق طرق تيزي بوران، لكن وبسبب عدم إنهاء أشغال البناء بهذا الأخير تمّ تأجيل افتتاح هذه المشاريع إلى غاية إتمام أشغال البناء فيها خلال شهر على الأقل. يوسف شملال: "سطرنا برنامجا ثريا يليق بعظمة المناسبة" تحدث يوسف شملال رئيس بلدية باب الزوار، عن البرنامج الثقافي والفني والرياضي الذي سطرته مصالح البلدية، احتفالا بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، الذي انطلق منذ الفاتح من شهر جويلية الجاري، حيث تخلل البرنامج الثقافي تنظيم معارض للصور التاريخية مع بث أناشيد وطنية بكل من مكتبة البلدية بحي 08 ماي 45 ودار الشباب بحي 5 جويلية، وبحي 08 ماي 45، وبمقر جمعية "الأمل والصداقة والعمل" بحي العدل، كما برمجت زيارة الى الأماكن التاريخية بمشاركة النجم الرياضي للبلدية الى سيدي فرج ورايس حميدو، منزل ديدوش بالمدنية، متحف المجاهد، ومقبرة الشهداء، وتم تنظيم رحلة الى شاطئ البحر بمشاركة جمعية "الأمل والصداقة" وجمعية "بسمة الشباب" بشاطئ "ديكا بلاج" بعين طاية. وأشار في ذات الإطار إلى اليوم التحسيسي الذي أقيم بالمركز التجاري والترفيه لباب الزوار حول أضرار المخدرات وكيفية محاربتها بمشاركة شركة "لافارج"، كما ألقيت محاضرة تاريخية حول حرب التحرير الوطني من تنظيم أساتذة جامعيين بقاعة ثانوية "مصطفى الأشرف" بمشاركة التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء. وستنظم مسيرة ليلية انطلاقا من مدرسة "بيوض 02"، وصولا إلى النصب التذكاري لحي 5 جويلية، الليلة بمنتصف الليل والنصف، لرفع العلم الوطني بحضور الأسرة الثورية والمجتمع المدني والكشافة الاسلامية والأمن، ليتم بعدها زيارة مقبرة الشهداء بشراعبة بالكاليتوس انطلاقا من مقر البلدية. وتتخلل البرنامج الثقافي أمسيات شعرية بمشاركة الشعراء وجمعية "الأمل والاتحاد والصداقة" يوم غد، بقاعة المركز التجاري والترفيه بباب الزوار، ليختتم الحفل النهائي بقاعة المركز التجاري بباب الزوار غدا، بتقديم الهدايا وتكريم المجاهدين وأرامل الشهداء والفنانين وعلماء الدين، والكشافة الاسلامية وكذا الرياضيين المشاركين في الدورات النهائية والرياضيين الحائزين على المراتب الأولى للسنة الرياضية 2011-2012. أما بالنسبة للبرنامج الفني فقد أضاف شملال، أنه تم تنظيم سهرات فنية فلكلورية بمشاركة جمعية "بسمة الشباب" وجمعية "الأمل والصداقة"، بحديقة بروز تيتو بحي 5 جويلية، كما نظمت مسابقات فكرية بين أفواج الكشافة الاسلامية بمقر الكشافة وعروض مسرحية للأطفال بمشاركة جمعية "بسمة الشباب" بدار الشباب. وفي سياق ذي صلة، فقد عملت بلدية باب الزوار على تنظيم دورات في كرة القدم لفئة المدرسة وفئة الأصاغر بمشاركة ملعب "الأطلنطي"، والنجم الرياضي لبلدية باب الزوار والنجم الساحلي بالملعب البلدي، ودورة في الكرة الحديدية بملعب الكرة الحديدية لحي الصومام، ودورة في السباحة بالمسبح شبه الأولمبي، إضافة الى استعراضات في الفنون القتالية بمشاركة النجم الرياضي لبلدية باب الزوار ومشاركة 12 فريقا من مختلف بلديات الجزائر العاصمة أمام ثانوية "مصطفى الأشرف"، كما تم إدراج نهائي دورة كرة القدم لفئة المدرسة وفئة الأصاغر بالملعب البلدي لحي 5 جويلية، والنهائي لدورة الكرة الحديدية ودورة تنس الطاولة ودورة الشطرنج كما تم تنظيم مسابقة في الأشغال اليدوية. بلدية حمام الضلعة بالمسيلة تكرم المجاهدين ورؤساء البلديات القدامى أكد رئيس بلدية حمام الضلعة بالمسيلة أن لجنة الحفلات سطرت بمناسبة الذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب، حفلا فنيا ينظم بفندق "القلعة" بعاصمة الولاية، انطلاقا من الفاتح من جويلية الجاري على الساعة التاسعة ليلا، يتخلله تكريم رؤساء بلدية المسيلة المنتخبون منذ 1962 إلى سنة 2012، لما قدموه خلال مسيرتهم المهنية طيلة هذه المدة، كما أشار إلى التظاهرة الثقافية والرياضية بالتنسيق مع مصنع الاسمنت بحمام الضلعة، في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب حيث تم استدعاء 14 فريقا جواريا، منها 06 من عمال ومستخدمي المصنع ومختلف المقاولات التي تشتغل في المصنع، تتخللها تظاهرات ثقافية من نشاطات مختلفة على غرار فرق الفنتازيا، ليختتم هذا الاحتفال بتكريم الفائزين من مختلف النشاطات.